تحية مشتاق وذي كبد حرى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تحية مشتاق وذي كبد حرى لـ صالح السويسي القيرواني

اقتباس من قصيدة تحية مشتاق وذي كبد حرى لـ صالح السويسي القيرواني

تَحيةُ مُشتاقٍ وَذي كَبِدٍ حَرَّى

تَعمُّ رِجالَ الفَضل في تونسَ الخَضرا

تَهِبُّ عَلى تِلكَ المَرابعِ مِثلَما

سَرَت نَسَمات الصَيف عاطرة عطرا

بِلادٌ بِها بَدرُ المَعارفِ مشرقٌ

فَأَكرِم بِها فَخراً وأَكرِم بِه بَدرا

بِلادٌ حَوَت لِلعلمِ أَعظَمَ معهدٍ

يَضم رِجالاً أَحرَزوا المَجدَ وَالفَخرا

مَدارِسُها تَزهو بِخَيرِ شَبيبةٍ

كِرام عَلى نَيلِ الهُدى اَنفَقوا العُمرا

يُنادي بِها التلميذُ في القطرِ جَهرةً

إِلا فَاِسقني عِلماً وَلا تَسقِني خَمرا

إِذا زُرتَها في الصَيف شاهَدتَ مَنظَراً

إِلى جَنةِ المَأوى يَهيجُ لِكَ الذِكرى

فَعَرَّج عَلى بابِ السويقةِ سائِراً

لِمنزَهِ حلفاوين تونسنا الغَرّا

هُناكَ تَرى أَهلَ اللَطافةِ وَالحِجا

كَمثلِ نُجومٍ أَشرَقَت في العُلا زُهرا

وَفي القَصْبةِ الفَيحاء لِلنَفسِ راحةٌ

وَلطف نَسيمِ الصُبحِ قَد نعَّم َالفِكرا

فَبادِر لَها عِندَ الصَباحِ مُيمِّماً

لِساحتِها تَلقَ الحَفاوةَ وَالبُشرا

هُناكَ بامعانٍ وَحُسنِ رياضةٍ

تَطالِعُ ما يَحلو مِن الزَهرةِ الزَهرا

جَريدةُ آدابٍ وَحُسنُ سياسةٍ

وَمشربها الحكميُّ أَكسَبَها فَخرا

وَلِلدَهرِ أَحوالٌ لَها كُلّ عاقلٍ

يَسيرُ كَما تَقضي وَإِن أَظَهَرَت عُسرا

وَجُد إِلى الباب الجَديدِ مُسارِعاً

فَلَستَ تَرى فيهِ سِوى الراحةِ الكُبرى

عَمائمُ مَع شَكل الطَرابيش خُولِطت

فَما أَحسَن البَيضا وَما الطفَ الحَمرا

وَعِندَكَ في بابِ الجَزيرةِ رَونقٌ

فَخُذ حصة واقصدْ إِلى وَجهةٍ أُخرى

وَسِر نَحوَ بابِ البَحرِ تَلفَ جآذِراً

تعلَّمَ هاروتُ مِن أَجفانها السحرا

تَهزُّ قُدودَ البانِ عُجباً بِحُسنِها

فَتَتركُ أَهل الذَوقِ مِن دلِّها سَكرى

خَرائدَ يَلبَسنَ الحَرير ترفُّها

وَيَلعَبنَ بِالأَلباب بَينَ الوَرى جَهرا

فَكُل فَتىً فيهِ شُعورٌ وَفِطنةٌ

يَهيِّجهُ نَهجُ البُحَيرةِ إِن مَرّا

وَلَم أَرَ مِن عَيبٍ هُناكَ مجسَّماً

سِوى ذَلِكَ الكازينو إِذ جَلَبَ الفَقرا

وَاِن شئتَ تَجديدَ الحَياةِ وَحفظَها

فَتجديدُها حَقّاً لِمَن قَصَدَ البَحرا

فَبادِر إِلى المَرسى الجَميلةِ إِنَّها

مَليكةُ حُسنِ الأَميرِ عَلَت قَدرا

أَميرٌ لَهُ فكرٌ إِلى العلمِ يَنتَمي

وَجودٌ لَهُ في القَطرِ قَد ساجَل القَطرا

فَكَم زُرتَها في الصَيفِ مُنفَرِداً بِها

يؤانسني الصَفصافُ وَالقُبَّةُ الخَضرا

وَفي وحدةِ الإِنسانِ خَيرُ وِقايةٍ

إِذا فاضَ سَيلُ الدَهرِ مَفعَوعِماً شَرا

توجَّهْ لِقَرطاجٍ ففي تِلكَ عبرةٌ

لِمَن غُرَّ بِالآمالِ أَو نَفَّذَ الأَمرا

مَآثرها تُبدي إِلَيك دَلائِلاً

عَلى حُسن اِتقانٍ بِهِ مَلَكوا القَطرا

وَفي الجَبَل السامي المنار أجلة

لَهم خلُقٌ مثلي بِها اِكتَسَبوا الفَخرا

وَشاطئُ حَلقِ الوادي أَعظمُ مَنزَهٍ

إِذا لَم يَكُن شَيءٌ بِهِ أَحدثَ الوزرا

وَفي الكَرَمِ الزاهي سُرورٌ وَغِبطةٌ

بِعائلةِ الخلصى مَن اَتقَنوا التَجرا

وَمَنوبةٌ نابَت عَلى جَنّةِ العُلا

وَمَنظَرُها المَأنوس يَسبى النُهى سِحرا

فَيا تونساً عَفواً فَإِني مُقَصرٌ

وَلَستُ أَجيدُ اليَومَ في وَصفِكَ الشِعرا

وَغايةُ ما عِندي تَحيةٌ شائقٍ

بِقَدرِ الَّذي في الطَوقِ مُستَمنحاً عُذرا

وَلِلقَيرَوانِ اليَومَ عِندي جَواذِبٌ

وَحُبٌّ إِلى الأَوطانِ يَقتادُني قَسرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة تحية مشتاق وذي كبد حرى

قصيدة تحية مشتاق وذي كبد حرى لـ صالح السويسي القيرواني وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن صالح السويسي القيرواني

صالح السويسي القيرواني. أديب، له شعر، مولده، ومنشؤه ووفاته بالقيروان، انتقل إلى تونس وقرأ فيها في جامع الزيتونة. وكان ظريفاً حاضر النكتة، يعد في أوائل من طرقوا الموضوعات الاجتماعية والوطنية من أدباء تونس. عاش في عصر وصف بالجمود الفكري، ولكن القيرواني تعرف على كل الطبقات الاجتماعية، وتأثر بالمصلحين، وكان يعتمد على الحجج التاريخية والعلم الذي اعتبره الركيزة الأساسية للنهضة. له كتب، طبع منها: (منجم التبر في النظم والنثر) ، و (دليل القيروان) و (جامع اليتامى) ، وغيرها. وهو واضع أول رواية في الأدب التونسي، سماها (الصفاء) ، وسراج الليل، نشرت في مجلة خير الدين بتونس.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي