تخطو وتخطر بين الحلي والحلل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تخطو وتخطر بين الحلي والحلل لـ ابن سناء الملك

اقتباس من قصيدة تخطو وتخطر بين الحلي والحلل لـ ابن سناء الملك

تخطو وتخطِرُ بين الحلْي والحِلَلِ

وتنثُر لسحرَ بين الكُحل والكَحَل

كحلاءُ ما اكتحلتْ بالمِيل عابثةً

إِلا لتُنْهض جَفْنيها من الكسل

حَلْيُها من حُلاَها وهي عَاطِلَةٌ

وأَحسنُ الحَلْي حليٌ صيغَ من عَطل

وإِن تحلَّتْ فَوسْواسُ الحُلِيِّ لها

خِصَامُ ما بين ذاك الخَصْرِ والكَفل

أَلْبَسْتُها بعد أَن جرّدْتُ قامتها

بُرْداً من الضَّمِّ أَو ثوباً من القُبَل

بيضاءُ كالصعدِ السَّمراءِ ما عَلمت

ولا علمتُ بأَنَّ البيضَ كالأَسَل

لم أَدر من قبل رشْفِي من مقبَّلها

لريقها أَنّ طعمَ الخمرِ كالعَسَلِ

تمشي فيتشِبُ في الحِجْلينِ واردُها

كأَنَّهَا الظَّبْي في أَشْراك مُحْتَبِل

وطالما سَفِرَتْ عن ورْدتَيْ قِحَةٍ

للحسنِ بالفتكِ لا عن وَرْدَتَي خَجَل

مظلومةُ الفمِ من خمرٍ ومن بَرَدِ

مخلوقةُ الخُلْقِ من غدرٍ ومن مَلَل

مِلِّي وميلي إِذا ما شِئْت واشْتَغِلي

عنِّي بغيري فإِني عنك في شُغْل

سلوتُها فأَرحْتُ القلبَ من ولهي

والجسمَ من سَقمِي والعقلَ من عذلي

ورُحتُ للبحرِ كَيْ أَرْوي صداي به

مَنْ ريُّه البحرُ لا يَرْوَى من الوَشَل

وسرتُ والمشتَري في الأُفق يحسُدُني

على مَسيرِي ويُخفِي الغيظَ من زُحَل

وقمت أُسْفِر وجه السَّعدِ من سَفري

وأَنقل الذُّلَّ عن عطفيَّ بالنُّقَل

وأَكسبُ الفخرَ من طَرفي ورَاحِلتي

وأَربَحُ العِزَّ من حِلِّي ومُرْتَحَلي

وأَرْتَقِي صَاعِداً والخلقُ تَنْظُرُني

حتى علوتُ على الأَفلاكِ بابن علي

خدمْتُه فرأَيت السَّعد يَخْدُمني

والفخرَ يفخرُ بي والدهرَ يخضعُ لي

ونلتُ منه ولا كفراً لأَنعمه

فوقَ الَّذِي كانَ في ظَنِّي وفي أَمَلِي

ما زال يُنْجِزُ قبل الوعد مِنَّته

عِنْدِي ويسبقُ قَبلَ القولِ بالْعَمِل

لبستُ كلَّ جديدٍ من مَوَاهبه

مِنْ بَعْد ما كنتُ أَلقى البردَ في سملِ

وعمَّني منه ما عمَّ الورى كرماً

وهل يخص انسكابُ العارضِ الهَطِلِ

دعُوا تفاصيلَ ما أَوْلَته راحتُه

تلكَ التفاصيلُ عندي منه كالجَمَلِ

يجودُ بالمالِ جُوداً غيرَ منقطعٍ

وذلك الجودُ طبعٌ غير مُنْتَقِل

الواهبُ الأَلْفِ بعد الأَلفِ سالمةً

من المِطال مُبرَّاةً من الْعِلل

سخا بما ليس يسخو الأَسخياءُ به

بالمالِ والجاه والأَيام والدول

على الشَّهادَةِ بالفضلِ المبينِ له

أَهلُ المذاهبِ والآراءِ والمللِ

مشيّدُ الملكِ بالتَّدبير منتصِرٌ

على عِداه بعزمٍ غيرِ منخذِل

تعنُو لهيبتِه الأَملاكُ خاضِعةٌ

فالعُجْم في المدْن والأَعرابُ في الحِلل

يكافحُ الخطبَ صَعباً غير مكتَرثٍ

ويركبُ الأَمرَ هولاً غيرَ محتفِل

تعوّدَتْ قَدَماه في مَسيرهِمَا

وطْئاً على الهامِ أَو مَشْياً على المُقَل

موفَّقُ الرأْي منصورٌ بيقْظَتِه

في الحادث اللِّينِ أَو في الكارِث الجَلَل

لولا وَزارتُه وهْيَ التي كَفَلتْ

سياسةَ الخلقِ كان الخَلْقُ كالمَهَل

سادَ البرِيَّةَ فانقادت لطاعتِه

بالأَمْنِ طوراً وطوراً منه بالوَجَل

إِذا سَطَا بأَعاديه فليس لهم

مع التَّحيُّل من حَوْلٍ ولا حِيَلِ

في كفِّه قلمٌ يُجْري أوامِرَه

بالبأس والجود أَو بالعيشِ والأَجَلِ

قد قَدَّ في الطِّرسِ أَعناقَ العُدَاةِ به

كأَنه السَّيفُ لكن في يَدَيْ بَطَلِ

غَلِطْتُ من أَيْنَ للأَسيافِ فتكتهُ

قد اختفى السيفُ غيظاً منه في الحُلَل

قد انْتَشَى بالَّذي يُنشيه فَهْو به

يمشي على الطِّرْسِ مَشْي الشَّارِب الثَّمِلِ

يأَيُّها الصَّاحِبُ المصحوبُ زَائِرُه

باليمنِ والسَّعدِ والإِقْبَالِ والجذَلِ

اكفُفْ سحابَ نوال مُذْ هطلْتَ به

غَرَّقتني منه قبل الوَبْل بالبَللِ

لا طاقةً لي بما أَوْلَيْتَ مِنْ كَرَم

يُثرى ومَا لِي بما أَوليتَ مِن قِبَلِ

حَمَلتني فوق مركوبٍ قَوائِمهُ

كالسَّيلِ معْ أَنَّها قُدَّت من الجبل

تمثالُ حُسنٍ بلا مِثْلٍ يماثِله

في الحسنِ لكنَّه في السَّير كالْمَثل

علوتُ مِنهُ على الأَفْلاك أُورده

نهرَ المجرَّةِ بينَ القَوْس والحَمَلِ

يَمُرُّ كالريحِ في رفْقٍ وفي دَعةِ

ويسبقُ البرقَ مَشْكُولاً على مَهل

وياؤُه حُذِفَتْ من اسمه غَلَطاً

فهو الجميلُ وإِنْ سمَّوهُ بالْجَمل

لا زَال منكَ بروقُ الأُفق راكضةً

مع الكواكبِ من خَيْل ومن خَوَل

شُكْري لنُعماك دَيْنٌ لي أَدينُ به

كما أَدِينُ بكتْبِ الله والرُّسْل

قد جاءَني المالُ من كفَّيكَ مبتذَلاً

وجاءَكَ المدحُ منِّي غيرَ مُبتَذَل

وليس تَحسنُ إِلا باسْمه مِدَحي

وليسَ ينقَعُ إِلا جودُه غُلَلِي

مدحتُه فمدحتُ الأَرضَ قاطبةً

لأَنَّني منه أَلقى الخلقَ في رَجُل

شرح ومعاني كلمات قصيدة تخطو وتخطر بين الحلي والحلل

قصيدة تخطو وتخطر بين الحلي والحلل لـ ابن سناء الملك وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن ابن سناء الملك

ابن سناء الملك

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي