تدفق دموعا أو دما أو قوافيا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تدفق دموعا أو دما أو قوافيا لـ إسماعيل صبري باشا

اقتباس من قصيدة تدفق دموعا أو دما أو قوافيا لـ إسماعيل صبري باشا

تَدَفَّق دُموعاً أَو دَماً أَو قَوافيا

مَآتِمُ أولى الناسِ بِالحُزنِ هاهِيا

أَيَجمُلُ أن تُنعى الفَضائلُ لِلوَرى

وَلم تكُ في الباكينَ وَيحكَ باكِيا

اغَرَّكَ من بَعضِ اللَيالي سُكونُها

فَبِتَّ قَريراً ناعِمَ البالِ هانيا

لقد سَكَنَت لكن لِتُرهِفَ لِلوَغى

دقائِقَ من ساعاتها وَثوانيا

إلا إِنَّ بينَ الكاسِ والفَم فُرجةً

لِرَكضِ عظيماتٍ تُشيبُ النَواصِيا

فنَبِّه رَقيقاً من حِذاركَ كلَّما

رَأَيت بِأطرافِ الفُؤادِ أمانيا

محمدُ دورُ العِلمِ كانَت أَواهِلاً

بِفضلِكَ ما بينَ الأَنام زَواهِيا

فَصَبَّحَها إِلّا من الحُزنِ وَالأَسى

عَليكَ القَضاءُ المُستَبِدُّ خواليا

فَما لِلرَدى لا باركَ اللَهُ في الرَدى

أَحالَ بَشيرَ الأَمسِ في الكَونِ ناعِيا

بِرَغمِ الحجا وَالمجدِ أَن مسَّك البِلى

بِسوءٍ فَأَضحى عودكَ الصُلبُ ذاوِيا

وَأَن أُقفِلَ البابُ الذي كنتَ عندَه

تُقابِلُ مَلهوفا وَتَرصُدُ شاكيا

محمَّدُ من لِلدّين يحرُسُ حَوضَه

وَيَدرَأُ بَينَ الناس عنه العَواديا

تعرَّضَ قَومٌ لِلكتابِ وَأَثخَنوا

صراحَتَه شَرحاً عن القَصدِ نائِيا

فَأَرسَلتَ فيهِ نَظرَةً نَفَذَت إلى

صَميمِ مُرادِ اللَهِ إِذ قُمتَ هاديا

وَوَفَّقتَ بين الشَرعِ وَالعَقلِ بَعدَما

قد اعتَقَد الإِلفانِ أَلّا تَلاقيا

وَرُبَّ أُناسٍ حارَبوا دينَ أحمدٍ

فَثرتَ عليهم ثَورَةَ اللَيثِ عادِيا

وَقَفتَ وَأَقلامُ الغوايَةِ شُرَّعٌ

وَأقلامُ أهلِ الحقِّ تَرنو سواهيا

وَأَفحَمتَ بِالبُرهانِ كلَّ مُناضِلٍ

لو انَّك لم تَغضَب لَزادَ تَمادِيا

فَفاءُوا إلى الحُسنى ولو لَم تَحُجُّهُم

لَعادَت زَئيراً صَيحَةُ القَومِ داوِيا

هنيئاً لهُم فَليَحملوا حَمَلاتِهم

فقد أَصبحَ المَيدان بعدَكَ خالِيا

محمدُ وَفَّيتَ المُروآتِ حقَّها

وَقمتَ إِليها في حياتِكَ داعِيا

وَعلَّمتَ أهلَ العُرفِ في العُرفِ أوجُهاً

لها غُرَرٌ مَشهورَةٌ ومعانِيا

وَعالَجتَ أمراضَ القُلوب بحكمَةٍ

تَرى ظاهراً مِن خَلفِها البُرءَ صافِيا

وَأَودَعتَ في الطلّابِ أجزاءَ مُهجَةٍ

تَرى العِلمَ إِن لم يَعلُ بالمرءِ هاذِيا

مَناقِبُ إن عُدَّت تَضَوَّعُ بَينَنا

كَأنّا اتَّخَذنا ساحةَ الرَوضِ نادِيا

ألا نَم معَ الأَبرارِ في الخُلدِ ناعِماً

فكم بِتَّ فينا ساهِرَ العَزمِ عانِيا

جُزيتَ عن الإِسلام ما أنتَ أهلُه

فقد كُنتَ سَيفاً في يَدِ الحَقِّ ماضِيا

شرح ومعاني كلمات قصيدة تدفق دموعا أو دما أو قوافيا

قصيدة تدفق دموعا أو دما أو قوافيا لـ إسماعيل صبري باشا وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا

تعريف وتراجم لـ إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا:

من شعراء الطبقة الأولى في عصره. امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه. وهو من شيوخ الإدارة والقضاء في الديار المصرية. تعلم بالقاهرة، ودرس الحقوق بفرنسة، وتدرج في مناصب القضاء بمصر، فعين نائبا عموميا، فمحافظا للإسكندرية، فوكيلا لنظارة (الحقانية) وكان كثير التواضع شديد الحياء، ولم تكن حياته منظمة كما يظن في رجل قانوني إداري. يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة.

وكان كثيرا ما يمزق قصائده صائحا: إن أحسن ما عندي ما زال في صدري! وكان بارع النكتة سريع الخاطر. وأبي وهو وكيل للحقانية (العدل) أن يقابل (كرومر) فقيل له: إن كرومر يريد التمهيد لجعلك رئيسا للوزارة، فقال: لن اكون رئيسا للوزارة وأخسر ضميري! ولما نشبت الحرب العامة الأولى سكت، وطال صمته إلى أن مات. توفي بالقاهرة ورثاه كثيرون من الشعراء والكتّاب. وجمع ما بقي من شعره بعد وفاته في (ديوان - ط) .

الأعلام لـ {خير الدين الزركلي}

 

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي