تذكر ماضيه فأبكاه حاضره

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تذكر ماضيه فأبكاه حاضره لـ فؤاد بليبل

اقتباس من قصيدة تذكر ماضيه فأبكاه حاضره لـ فؤاد بليبل

تَذَكَّرَ ماضيهِ فَأَبكاهُ حاضِرُه

حَليفُ سَقامٍ والِهُ القَلبِ صابِرُه

تَكَتَّمَ حَتّى نَمَّ عَنهُ اِصفِرارُهُ

وَأَفشى هَواهُ ما تُسيلُ نَواظِرُه

صَريعُ العُيونِ السودِ سَكرى عُيونُهُ

بَواطِنُهُ باحَت بِهِنَّ ظَواهِرُه

أَهابَت بِهِ ذِكرى الهَوى فَأَجابَها

بِدَمعٍ سَخينٍ لا تَجِفُّ بَوادِرُه

وَما كانَ عَنها في سُلُوٍّ وَإِنَّما

هُوَ الوَجدُ فَاِسلَم قَد تَجَدَّدَ ثائِرُه

تَذَكَّرَ لُبناناً فَجاشَ حَنينُهُ

وَعاوَدَهُ مِن شَوقِهِ ما يُساوِرُه

وَعَهداً صَفَت فيهِ الحَياةُ عَلى الهَوى

أَدالَ الجَفا مِنهُ وَدالَت أَواصِرُه

شَقِيٌّ بِذِكراهُ سَعيدٌ مُعَذَّبٌ

مَريضٌ صَحيحٌ باسِمُ الحَظِّ عاثِرُه

تَمَثَّلَ أَيّامَ الوِصالِ وَمَن لَهُ

بِإِرجاعِها أَو مَن عَلَيها يُؤازِرُه

وَأَيّامَ بكفَيّا وَكَيفَ بِمِثلِها

سَقاها وَحَيّاها مِنَ الغَيثِ باكِرُه

عَرينَةُ أَشبالٍ وَخيسُ ضَياغِمٍ

وَمَربَضُ آرامٍ حَمَتهُ جَآذِرُه

أَطَلَّت عَلى بَيروتَ وَالصُردُ دونَها

يُفاخِرُها في حُسنِهِ وَتُفاخِرُه

وَجاوَرَها صنّينُ حَتّى كَأَنَّهُ

يُراوِدُها عَن نَفسِها وَتُحاذِرُه

يُسارِقُها الأَلحاظَ وَهيَ حَيِيَّةٌ

تهيمُ بِهِ لَكِنَّها لا تُجاهِرُه

وَلَو أَنَّها أَلقَت عَلَيهِ بِنَظرَةٍ

لَزُلزِلَ راسيهِ وَشُقَّت مَرائِرُه

كَأَنّي بِهِ شَيخاً ثَوى فَوقَ عَرشِهِ

قَدِ اِخضَرَّ مَعراهُ وَشابَت غَدائِرُه

إِذا الثَلجُ حَيّاهُ تَبَلوَرَ جيدُهُ

وَغنَّت سَواقيهِ وَفاضَت أَساجِرُه

وَإِمّا كَساهُ الصَيفُ وَشيَ زُهورِهِ

أَرَتكَ أَفانينَ الجَمالِ مَآزِرُه

وَإِمّا بَكَت عَينُ السَماءِ تَبَسَّمَت

جَنائِنُهُ وَاِفتَرَّ في الرَوضِ زاهِرُه

لَعَمرُكَ ما لُبنانُ إِلّا كَقائِدٍ

ظَفيرٍ وَهاتيكَ القِلاعُ عَساكِرُه

رِعانُ رَواسيهِ وَكورُ نُسورِهِ

وَأَمّا مَآوي أُسدِهِ فَمَغاوِرُه

وَأَوداءُ قاديشا قُبورُ عُداتِهِ

وَأَمّا وَشيجُ المُنحَنى فَبَواتِرُه

هُوَ الخُلدُ وَالغيدُ الأَماليدُ حورُهُ

وَتِلكَ الطُيورُ الصادِحاتُ شَواعِرُه

وَما أَرزُهُ إِلّا سُدورُ نَعيمِهِ

وَهَذي الجِبالُ الشامِخاتُ مَشاعِرُه

وَما الأُفقُ إِلّا هَيكَلٌ وَنُجومُهُ

شُموعٌ وَأَنفاسُ النَسيمِ مَباخِرُه

وَما اللَيلُ إِلّا كاهِنٌ وَضَبابُهُ

بُخورٌ وَعَقدُ النَيِّراتِ مَنابِرُه

وَما هَينَماتُ الريحِ إِلّا صَلاتُهُ

وَما الرعَدُ إِلّا وَعظُهُ وَحَناجِرُه

وَما القَمَرُ الوَضّاءُ إِلّا ذَبيحَةٌ

وَما وَمَضانُ البَرقِ إِلّا مَجامِرُه

وَما الكَونُ إِلّا شاعِرٌ في سُكونِهِ

قَصائِدُهُ هَذي وَتِلكَ خَواطِرُه

طَروبٌ غَضوبٌ ضاحِكٌ مُتَجَهِّمٌ

صَموتٌ فَصيحٌ ناعِسُ الجَفنِ ساهِرُه

تَأَلَّقَ وَجهُ الفَجرِ مِن بَسَماتِهِ

وَسالَ النَدى مِمّا تَسِحُّ مَحاجِرُه

فَلِلَّهِ قُطرٌ كَالنَعيمِ وَمَوطِنٌ

تُحَدِّثُ عَن جَنّاتِ عَدنٍ مَناظِرُه

حَكى عَن سَجاياهُ صَفاءُ أَديمِهِ

حَديثاً رَوَتهُ لِلنَسيمِ أَزاهِرُه

وَكَم بَعَثَت فيّ الشُعور شُموسُهُ

وَكَم أَيقَظَت فيّ الخَيال دَياجِرُه

رَفيعُ الذُرى ناهيكَ مِن حُسنِهِ وَما

يَرى مِن أَفانينِ الحَفاوَةِ زائِرُه

لَئِن هاجَ أَشواقي فَرُبَّ مُتَيَّمٍ

تَذَكَّرَ ماضيهِ فَأَبكاهُ حاضِرُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة تذكر ماضيه فأبكاه حاضره

قصيدة تذكر ماضيه فأبكاه حاضره لـ فؤاد بليبل وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن فؤاد بليبل

فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل. أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان، تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م. ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي