تذكر والذكرى تهيج المتيما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تذكر والذكرى تهيج المتيما لـ داود بن عيسى الأيوبي

اقتباس من قصيدة تذكر والذكرى تهيج المتيما لـ داود بن عيسى الأيوبي

تذكّرَ والذّكرى تَهيجُ المُتيّما

فأبدى اشتياقا كانَ قبلُ مكتما

تراهُ لأرواحِ الرِّياحِ مُسائلاً

اذا نسمت هوجُ الرّياحِ تَنسّما

مُحُبٌّ اذا ما الريحُ هبّت عليلةً

غدا بضرامِ الوجدِ منها مضُرّما

حليفُ سُهادٍ لا يني مُتقلّقاً

يراقبُ مِن نهرِ المجرّةِ أنجُما

فلا يُطعمُ الاغفاءَ الّا توهُّماً

اذا انصاعَ في أُخرى الليالي مُهوِّما

يُصيّر أُغفاءَ الجفونِ حِبالةً

لطيفٍ عساهُ أن يُلِمَّ مُسلّما

وقد كان لا يرضى بوصلِ مواصلٍ

يُسلّمُ سالٍ بل يُسلّمُ مُغرَمغ

فكيف وقد شطّت بهِ غربةُ النّوى

وجالت مهارى البينِ يخدينَ رُسّما

وحالت جبالُ الشامِ دونَ مطالبٍ

هززتُ لها رمحاً وجرَّدتُ مِخذَما

فهل تجمع الأيامُ مِن بعدِ فُرقةٍ

بتألِيفنا شَملاً غدا مُتقسّما

أُقابلُ منه البدرَ تحت دُجنّةٍ

من الشَّعرِ فوقَ السّمهريِّ مُسنّما

وأرشفُ مِن فيه الزُّلال مُصفّقاً

بصهباءَ تستهوي الأعفَّ المُصمِّما

فيا مُسعفي بالوصلِ لِم صرتَ هاجري

ويا مُكرمي لِم صرتَ بي مُتبرِّما

أتجرحُني من كان مِن قبلُ ودُّهُ

لقلبي مِن جُرحِ التقاطعِ مَرهما

تباعدتَ عنّي حيث قرَّبكَ الهوى

فجرَّعتني صاباً ببعدِكَ عَلقما

اذا ما تبدّى اللّيلُ أسبلتُ أدمُعاً

تحدّرُ في خَدّيَّ دُرّاً وعَندما

جَرينَ دموعاً ثمَّ قرّحن مقلتي

فسِلنَ نجيعاً عندَ تقريحِها دَما

يُكلّمُني فيكَ الغرامُ فأنثني

على كبِدي مِن خشيةٍ أن تكلّما

أصدُّ بنفسي عن سواكَ تضنناً

وأبذلُها للوجدِ فيكَ تكرُّما

وانِّي وان طالَ الفراقُ لحافظٌ

عهودَ زمانٍ قد مَضى وتصرَّما

فكن مرسلاً نحوي السلامَ اذا انبرت

نسيمُ الصّبا مِن نحوِ دارِك مُنعِما

لعلّي بآسيِّ السلامِ أجد شِفاً

فأصبحَ مِن داءِ الجفاءِ مُسلّما

شرح ومعاني كلمات قصيدة تذكر والذكرى تهيج المتيما

قصيدة تذكر والذكرى تهيج المتيما لـ داود بن عيسى الأيوبي وعدد أبياتها اثنان و عشرون.

عن داود بن عيسى الأيوبي

داود بن الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين. صاحب الكرك، وأحد الشعراء الأدباء، ولد ونشأ في دمشق، وملكها بعد أبيه (سنة 626 هـ) وأخذها منه عمه الأشرف، فتحول إلى (الكرك) فملكها إحدى عشرة سنة، ثم استخلف عليها ابنه عيسى (سنة 647 هـ) فانتزعها منه الصالح (أيوب بن عيسى) في هذه السنة، فرحل الناصر مشرداً في البلاد، حبس بقلعة حمص ثلاث سنوات، ثم أقام في حلة بني مزيد، وتوفي بقرية البويضاء (بظاهر دمشق) بالطاعون، وكان كثير العطايا للشعراء والأدباء، له عناية بتحصيل الكتب النفيسة، وله شعر. جمعت رسائله في كتاب (الفوائد الجلية في الفارئد الناصرية-خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي