ترصيع بالذهب على سيف دمشقي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ترصيع بالذهب على سيف دمشقي لـ نزار قباني

أتراها تحبني ميسـون..؟
أم توهمت والنساء ظنون

يا ابنـة العمّ... والهوى أمويٌ
كيف أخفي الهوى وكيف أبين

هل مرايا دمشق تعرف وجهي
من جديد أم غيّرتني السنيـنُ؟

يا زماناً في الصالحية سـمحاً
أين مني الغِوى وأين الفتونُ؟

يا سريري.. ويا شراشف أمي
يا عصافير.. يا شذا، يا غصون

يا زورايب حارتي.. خبئني
بين جفنيك فالزمان ضنين

واعذريني إن بدوت حزيناً
إن وجه المحب وجه حزين

ها هي الشام بعد فرقة دهر
أنهر سبعـة ..وحـور عين

آه يا شام.. كيف أشرح ما بي
وأنا فيـكِ دائمـاً مسكونُ

يا دمشق التي تفشى شذاها
تحت جلدي كأنه الزيزفونُ

قادم من مدائن الريح وحـدي
فاحتضني ،كالطفل، يا قاسيونُ

أهي مجنونة بشوقي إليها...
هذه الشام، أم أنا المجنون؟

إن تخلت كل المقادير عني
فبعيـني حبيبتي أستعيـنُ

جاء تشرين يا حبيبة عمري
أحسن وقت للهوى تشرين

ولنا موعد على جبل الشيخ
كم الثلج دافئ.. وحنـونُ

سنوات سبع من الحزن مرت
مات فيها الصفصاف والزيتون

شام.. يا شام.. يا أميرة حبي
كيف ينسى غرامـه المجنون؟

شمس غرناطةَ أطلت علينا
بعد يأس وزغردت ميسلون

جاء تشرين.. إن وجهك أحلى
بكثير... ما سـره تشـرينُ ؟

إن أرض الجولان تشبه عينيك
فماءٌ يجري.. ولـوز.. وتيـنُ

مزقي يا دمشق خارطة الذل
وقولي للـدهر كُن فيـكون

استردت أيامها بكِ بدرٌ
واستعادت شبابها حطينُ

كتب الله أن تكوني دمشقاً
بكِ يبدا وينتهي التكويـنُ

هزم الروم بعد سبع عجاف
وتعافى وجداننا المـطعـونُ

اسحبي الذيلَ يا قنيطرةَ المجدِ
وكحِّل جفنيك يـا حرمونُ

علمينا فقه العروبـة يا شام
فأنتِ البيـان والتبيـيـنُ

وطني، يا قصيدة النارِ والورد
تغنـت بما صنعتَ القـرونُ

إركبي الشمس يا دمشق حصاناً
ولك الله ... حـافظ و أميـنُ

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي