تركت بشط النيل لي سكنا فردا
أبيات قصيدة تركت بشط النيل لي سكنا فردا لـ الوزير المغربي

تركتُ بشطِّ النيلِ لي سكناً فردا
حبستُ عليه الدمعَ أن يطأ الخدا
غزالٌ طواه الموتُ من بعد هجرةٍ
أطعنا فلا كنا بها الأسدَ الوردا
فسقياً لمهجورِ الفِناءِ كأنني
أعدّ له ذنباً وأطوي له حقدا
أسميه من فرطِ الصبابةِ مضجعاً
ولو طاوعت نفسي لسميته لحدا
وآخر عهدي من حبيبيَ أنه
مضى يحسبُ الإعراضَ عن هجره قصدا
وزودني يومَ الحمامِ صحيفةً
وثني شعارٍ لا جديداً ولا جردا
أُداوي به تخفاقَ قلبي كأنني
أضمُّ إليه صاحبَ البردِ لا البردا
وقد كنتُ بالتقبيل أمحو رقاعَهُ
فصرتُ بماءِ الدمع أغسلها وجدا
عدمتُ فؤادي كم أرجّي انصداعه
ويبقى على غدرِ الزمان صفاً جلدا
بكيتُ دفيناً ليته كان باكياً
عليَّ فقاسى دونيَ الثكلَ والفقدا
مضى والتقى والنسكُ حشوُ ثيابهِ
ورحَّلَ عنها الحسنَ والظرفَ والحمدا
حرامٌ على أيدي الحرامِ ممنَّعُ
وإن كان أندى الحبّ يشعله وقدا
فيا ليتَ شعري عنك والتربُ بيننا
وذاك وإن قربته نازحٌ جدا
منحتَ الرى تلك المحاسنَ أم ترى
غُصِبتَ عليها أم سَمَحتَ بها عمدا
أَبَحتَ الرضابَ العذبَ بعد تمنعٍ
وأبرزتَ ذاك الجيدَ والفاحمَ الجعدا
طوت بعدك الدنيا رداءَ جمالها
فلا روضها يُجلَى ولا تُربَها يَندى
شرح ومعاني كلمات قصيدة تركت بشط النيل لي سكنا فردا
قصيدة تركت بشط النيل لي سكنا فردا لـ الوزير المغربي وعدد أبياتها ستة عشر.
عن الوزير المغربي
الحسين بن علي بن الحسين، أبو القاسم المغربي. وزير، من الدهاة، العلماء الأدباء، يقال إنه من أبناء الأكاسرة، ولد بمصر، وقتل الحاكم الفاطمي أباه، فهرب إلى الشام سنة 400هـ، وحرض حسان بن المفرج الطائي على عصيان الحاكم، فلم يفلح، فرحل إلى بغداد، فاتهمه القادر (العباسي) لقدومه من مصر، فانتقل إلى الموصل واتصل بقرواش بن المقلد وكتب له، ثم عاد عنه، وتقلبت به الأحوال إلى أن استوزره مشرف الدولة البويهي ببغداد، عشرة أشهر وأياماً، واضطرب أمره فلحجأ إلى قرواش، فكتب الخليفة إلى قرواش بإبعاده، ففعل، فسار أبو القاسم إلى ابن مروان (بديار بكر) وأقام بميافارقين إلى أن توفي، وحمل إلى الكوفة بوصية منه فدفن فيها. له كتب منها (السياسة- ط) رسالة، و (اختيار شعر أبي تمام) ، و (اختيار شعر البحتري) ، و (اختيار شعر المتنبي والطعن عليه) ، و (مختصر إصلاح المنطق) في اللغة، و (أدب الخواص) ، و (المأثور في ملح الخدور) ، و (الإيناس) ، و (ديوان شعر ونثر) وهو الذي وجه إليه أبو العلاء المعري (رسالة المنيح) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب