ترى ما انت ماذا فيك
أبيات قصيدة ترى ما انت ماذا فيك لـ نسيب عريضة
ترى ما انت ماذا فيك
من سِرٍّ ومن مَعنى
أَطَرفةُ ناظرٍ أسمَى
يُقلِّبُ في الوَرى جَفنا
فيُغمِضُ اذ يَرى الأرواحَ
أَسرى والوَرى رَهنا
أمَ انتَ شَرارةٌ كُبرى
قُدِحتَ لتُرشِدَ المُضنى
لِيَلمَح من خِلالِ السِترِ
حُسناً جَلَّ لن يَفنى
فلم يَفطُن ولم يَحفِل
وظلَّ يُمارِس الحُزنا
وبات بقِسمةٍ ضِئزى
يُناجي هندَ أو لُبنى
تَرى من أنت هل رَب
هَبَطتَ الأرضَ للسُكنى
سَترتَ بنارِ عاصفةٍ
سَنى اسمائِكَ الحُسنى
أم انت نُزوعُ روحٍ ثائرٍ
عاتٍ أبي السَجنا
ملاكٌ جطَّه الرَحمانُ
من أعلى إلى أدنى
تحَمَّل نفيَه في الأرض
ثمَّ إلى العلا حَنَّا
حَباهُ يأسُه بأساً
لجلجل والتظى حُزنا
وحطَّمَ فَيدَه حَنَقاً
وطارَ مُيمَّما عَدنا
يُؤمِّلُ أن سَيبلغُها
فيحظى أو إذَن يَفنى
ترى مَن أنت يا بَرقاً
يُردِّدُ رَعدهُ اللَحنا
أنورٌ آبقٌ تَبكيه
أرواح العُلى مُزنا
أجُرحٌ في السَماءَِ ومن
تَعمَّدَ شَقَّها طَعنا
أحقّ أنت أم شَكّ
أمَعنىً أنت أم مَبنى
وما للَعينِ عالقةً
بنورك كلَّما عَنَّا
وما للقلب يَخفُقُ إِن
رآكَ كأنه جُنَّا
يَكادُ يطيرُ من قَفَصٍ
به يحيا ولا يَهنا
أيَحسِبُ أَنَّك الحادي
تَحُثُّ الرَكبَ والظَّعنا
أبرقاً في الدُجى جُنَّا
وغلغَل بعدَما أسنى
تَملَّص فالتظى فانساب
يُورِثُ بعدَه الظَنا
ترى اني مسيرُكَ ثائراً
مُستَعجِلاً أَنّي
أتَقصِدُ أن تَطولَ الأوجَ
قُربَ العَرشِ أو أدنى
أطالبَ بعضِ ما نَرجو
أظنُّك واحداً منّا
فشوقُك لم يَزَل فينا
إلى الاسمى إلى الأسنى
فمَهلاً ما بلغتَ مُنى
ولست بمُدرِكٍ شأنا
ظَوَينا عالَمَ الأسرارِ
قبلَك نقصِدُ المَغنى
وحَلَّقنا وغَلغَلنا
ونادينا وفتَّشنا
وكم باباً طرقناه
وبالنجوى توسَّلنا
وقلنا قد يُزاحُ السترُ
أوقد نَلحَقُ الظَعنا
ونَبلُغُ مَرفأ الخُطواتِ
نُحرِقُ بعدَه السُفنا
فيا لكِ خيبةً كانت
عَرفنا بعدها الحُزنا
وعُدنا من حُدودِ الوَهمِ
لم نبلُغ وما عُجنا
فحَسبُك كم تُؤرقُنا
تُمثلُ بعضَ ما كنَّا
ستُدرِكُ بعضَ ما شِمنا
وتَرجِعُ مثلما عُدنا
وتَخمُدُ شُعلةٌ كانت
تُنيرُ وتَلزَمُ السِّجنا
أبرقاً في الدُجى أسرى
يجُرُّ وميضُهُ الرُدنا
إذا جاوزت شأوَك في
السماءِ ولم تَنَل إذنا
وقد قاربتَ حَدَّ الفصلِ
بينَ العَوجِ والمَثنى
وضلَّ دليلكَ الهادي
فرُمتَ العَود أو تفنى
تَرى آثارَ قافلةٍ
بها رُحنا كما عُدنا
فعُد متَتبِّعاً خُطواتِنا
واجلِس هُنا مَعنا
وحَدِّثنا وذكِّرنا
فإنك واحدٌ منَّا
فقد كنَّا وما كنَّا
وأمسَينا وها إِنَّا
بُروقٌ نارُها خَمدَت
نُراقِبُ في الدُجى وَهنا
يقاظى نُبصِرُ الرؤيا
وعميانٌ نرى الحُسنا
نعيشُ بذكرِ آمالٍ
فَتِيَّاتٍ وقد شِخنا
تعالَ فإننا نرضى
بأحلامٍ بها هِمنا
وإِن تكُ نازُك انطفأت
فإِنَّ الفكرَ لا يَفنى
شرح ومعاني كلمات قصيدة ترى ما انت ماذا فيك
قصيدة ترى ما انت ماذا فيك لـ نسيب عريضة وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.
عن نسيب عريضة
نسيب بن أسعد عريضة. شاعر أديب، من مؤسسي (الرابطة القلمية) في المهجر الأميركي. ولد في حمص، وتعلم بها، ثم بالمدرسة الروسية بالناصرة، وهاجر إلى نيويورك (سنة 1905) فأنشأ مجلة (الفنون) سنة 1913 وأغلقها ثم أعادها، وأضاع في سبيلها ما يملك. وعمل في التجارة، ثم تولى تحرير (مرآة الغرب) الجريدة اليومية، فجريدة (الهدى) وتوفى في مدينة بروكلن. له: (الأرواح الحائرة - ط) ديوان شعره، و (أسرار البلاط الروسي - ط) قصة مترجمة، و (ديك الجن الحمصي - ط) قصة نشرها في (مجموعة الرابطة القلمية) .[١]
تعريف نسيب عريضة في ويكيبيديا
نسيب عريضة (1887 - 1946 م) شاعر وقاص سوري ولد في حمص، درس في دار المعلمين الروسية في الناصرة وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1905م، حيث عمل محرراً في بعض الصحف العربية. أسس مطبعة وأصدر مجلة «الفنون» عام 1912م. كان أحد مؤسسي الرابطة القلمية في نيويورك عام 1920 م، وقد ضمت هذه الرابطة كثيراً من أدباء المهجر في أميركا الشمالية. نشر عدة مقالات، وترجم عدة كتب عن الروسية. يتميز شعره بالرقة والحنين للوطن، وقد جَمعهُ في ديوان «الأرواح الحائرة»، الذي توفي قبل أربعة أيام من صدوره. له قصّتان: «الصمصامة» و«ديك الجن الحمصي». يقول نسيب بن أسعد عريضة في قصيدته «أم الحجارة السود» واصفاً مدينته حمص: حمص العديّة، كلنا يهواك ِ يا كعبة الأبطال، إنّ ثراكِ غمدٌ لسيف الله، في مثواكِ وهي القصيدة الشهيرة التي يقول فيها: يا دهر قد طال البعاد عن الوطنْ هل عودة تُرجى وقد فات الظعنْ خذني إلى حمصٍ[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ نسيب عريضة - ويكيبيديا