ترى من على نفس الهدى جار واعتدى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ترى من على نفس الهدى جار واعتدى لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة ترى من على نفس الهدى جار واعتدى لـ شرف الدين الحلي

تُرى من على نفس الهدى جار واعتدى

وَفوًّقَ نحو الملك سهماً مسددا

ومن هدّ ركن المجد بعد سموه

ومدّ إلى تشتيت شمل العلا يدا

ومن دكدك الطود الأشمَّ وقد رسا

وطال إلى أن جاز نَسْراً وفرقدا

ومن حجب البدر الذي كان مشرقاً

ومن غيَّض البحر الذي كان مزبدا

ومن حبس القطر الذي كان نوءُه

إذا عمّ جدب لا يغبّ له ندا

فيا لضلوع أججت نار كربها

غيوث دموع قلّما تنقع الصدى

خَلِيلَيَّ لا بالله لا تجمع الأسى

عليَّ فإني لا أُطِيقُ التجلدا

ألا فأعيناني فبي فرط لوعة

كما ترياني حائراً متبدّدا

أحقّاً نعى ناعي المؤيد أم سرت

أراجيف عاد الحزن منها كما بدا

سَلاَهُ فإنْ أبصرتماه مُلَجْلَجاً

فلا شك نجم الدين قد غاله الردى

فجودوا معي بالدمع سحّاً فما له

يزيد به نار الضلوع توقدا

فقد رابني أني أرى الصبح أقتماً

لمصرعه والليل ما زال سرمدا

وأَغْضَبَنِي البرق الضحوك وإنني

لأحسبه للرعب سلّ مهندا

أمسعود ما لي بعد مدحك برهة

على دهش أتلو مراثيك منشدا

تصدع في شعبان شَعْبُكَ واغتدى

صباح المنى من بعد فقدك أسودا

لقد سفرت عن رزئنا شرّ سفرة

ذممنا بها تلك المسافة والمدى

توجهت في إصلاح قوم فأنجحت

مساعيك بلْ عادَ الزمان فأفسدا

فتبّاً لهذا الدهر كيف تقلَّبت

مواعيده الحسنى فعادت توعدا

فيا ليتني قد متُّ قبلك للردى

ومن لفؤادي أن يكون لك الفدا

تمثلك الذكرى لطرفي كأنني

أراك فما أدنى المزار وأبعدا

يميناً لقد فارقت منك مهذباً

كريم السجايا لَوْذَعِيّاً مُمَجَّدا

فيا ركباً يطوي الفجاج اعتسافه

بوجناء يغنيها الزفير عن الحُدا

تزوَّد فيا لله أي تحية

تحملها إن شئت أن تتزودا

ولا تَتَزَاوَرْ عن دمشق وزر بها

ليوسف قبراً فيه مجتمع الهدى

وقفْ بضريح الناصر الملك الذي

بنى صخرة البيت المقدس مسجدا

وَعَفِّرْ هناك الخدَّ فوق صعيده

وصاعد زفيراً وانْعَ ثَمَّ المؤيدا

وقل حكمت فيه الليالي بغدرها

فبات من الأوطان والأهل مفردا

فكن شافعاً فيه وبوّئه منزلاً

بقربك في دار النعيم مخلّدا

فإن أنت أديت الأمانة فاحتسب

بأنك عند الله تلقى بها يدا

وسر آمناً حتى تحلّ مسلِّماً

بِمِصْرَ فكم تَلْقَى على النوح مُسعدا

وَزُرْ خير قبر للعزيز مجاورٍ

هناك الإمام الشافعيّ محمدا

وقل جاد مثواك الغمام إذا هَمَى

به باكر الأنواء راح كما غدا

وقف ذاكراً فقد المؤيد ناشراً

لما كان رُزْء الجواد مجدّدا

فإن جزت بالقصرين فاحبس معزياً

منازل كانت منهم مسكن الندى

سلام عليها من قبور بذكرها

تغلغل في قلبي الأسى وتوقدا

فيا مانع الإسلام صبراً فإنما

بصبرك في كل المواطن يُقْتَدَى

فلو كان غير الموت دافعتُ دونه

بطعن يرد السمهريَّ مُقَصَّدا

وغادرت جفن الأفق بالسمر أوطفاً

وخد المواضي بالنجيع مُوَرَّدا

ولكنه دهر إذا ما نعيمه

تحول بؤساً هدَّ ما كان شيّدا

فدم يا غياث الدين سيبك للعلا

يشيد مبانيها وسيفك للعدا

ولا زالت الدنيا تبيحك ملكها

ولا زلت مهديّاً لها وممهدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ترى من على نفس الهدى جار واعتدى

قصيدة ترى من على نفس الهدى جار واعتدى لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي