ترى نوب الأيام ترجي صعابها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ترى نوب الأيام ترجي صعابها لـ الشريف الرضي

اقتباس من قصيدة ترى نوب الأيام ترجي صعابها لـ الشريف الرضي

تُرى نُوَبُ الأَيّامِ تُرجي صِعابَها

وَتَسأَلُ عَن ذي لِمَّةٍ ما أَشابَها

وَهَل سَبَبٌ لِلشَيبِ مِن بَعدِ هَذِه

فَدَأبُكَ يا لَونَ الشَبابِ وَدابُها

شَرِبنا مِنَ الأَيّامِ كَأساً مَريرَةً

تُدارُ بِأَيدٍ لا نَرُدُّ شَرابَها

نُعاتِبُها وَالذَنبُ مِنها سَجيَّةٌ

وَمَن عاتَبَ الخَرقاءَ مَلَّ عِتابَها

وَقالوا سِهامَ الدَهرِ خاطٍ وَصائِبٌ

فَكَيفَ لَقينا يا لِقَومٍ صَيابَها

أَبَت لِقحَةُ الدُنيا دُروراً لِعاصِبٍ

وَيَحلُبُها مَن لا يُعاني عِصابَها

وَقَد يُلقِحُ النَعماءَ قَومٌ أَعِزَّةٌ

وَيَخسَرُ قَومٌ عاجِزونَ سِقابَها

وَكُنتُ إِذا ضاقَت مَناديحُ خِطَّةٍ

دَعَوتُ اِبنَ حَمدٍ دَعوَةً فَأَجابَها

أَخٌ لي إِن أَعيَت عَلَيَّ مَطالِبي

رَمى لِيَ أَغراضَ المُنى فَأَصابَها

إِذا اِستَبهَمَت عَلياءُ لا يُهتَدى لَها

قَرَعتُ بِهِ دونَ الأَخِلّاءِ بابَها

بِهِ خَفَّ عَنّي ثِقلُ فادِحَةِ النُوى

وَحَبَّبَ عِندي نَأيَها وَاِغتِرابَها

ثَمانونَ مِن لَيلِ التَمامِ نَجوبُها

رَفيقَينِ تَكسونا الدَياجي ثِيابَها

نَؤُمُّ بِكَعبِ العامِريِّ نُجومَها

إِذا ما نَظَرناها اِنتَظَرنا غِيابَها

نُقَوِّمُ أَيدي اليَعمَلاتِ وَراؤَهُ

وَنَعدِلُ مِنها أَينَ أَومى رِقابَها

كَأَنّا أَنابيبُ القَناةِ يَؤُمُّها

سِنانٌ مَضى قُدماً فَأَمضى كِعابَها

كَذِئبِ الغَضا أَبصَرتَهُ عِندَ مَطمَعٍ

إِذا هَبَطَ البَيداءَ شَمَّ تُرابَها

بِعَينِ اِبنِ لَيلى لا تُداوى مِنَ القَذى

يُريبُ أَقاصي رَكبِهِ ما أَرابَها

تَراهُ قَبوعاً بَينَ شَرخَي رِحالِهِ

كَمَذروبَةٍ ضَمّوا عَلَيها نِصابَها

فَمِن حِلَّةٍ نَجتابُها وَقَبيلَةٍ

نَمُرُّ بِها مُستَنبِحينَ كِلابَها

وَمِن بارِقٍ نَهفو إِلَيهِ وَنَفحَةٍ

تُذَكِّرُنا أَيّامَها وَشَبابَها

وَلَهفي عَلى عَهدِ الشَبابِ وَلِمَّةٍ

أَطَرَّت غَداةَ الخَيفِ عَنّي غُرابَها

وَمِن دارِ أَحبابٍ نَبُلُّ طُلولَها

بِماءِ الأَماقِيَ أَو نُحَيّي جَنابَها

وَمِن رِفقَةٍ نَجديَّةٍ بَدَويَّةٍ

تُفَوِضُنا أَشجانَها وَاِكتِئابَها

وَنُذكِرُها الأَشواقَ حَتّى تُحِنَّها

وَتُعدي بِأَطرافِ الحَنينِ رِكابَها

إِذا ما تَحَدّى الشَوقُ يَوماً قُلوبَنا

عَرَضنا لَهُ أَنفاسَنا وَاِلتِهابَها

وَمِلنا عَلى الأَكوارِ طَربى كَأَنَّما

رَأَينا العِراقَ أَو نَزَلنا قِبابَها

نُشاقُ إِلى أَوطانِنا وَتَعوقُنا

زِياداتُ سَيرٍ ما حَسِبنا حِسابَها

وَكَم لَيلَةٍ بِتنا نُكابِدُ هَولَها

وَنَمزُقُ حَصباها إِذا الغَمرُ هابَها

وَقَد نَصَلَت أَنضاؤُنا مِن ظَلَمِها

نَصُلُ بَنانِ الخَودِ تَنضو خَضابَها

وَهاجِرَةٍ تُلقي شِرارَ وَقودِها

عَلى الرَكبِ أَنعَلنا المَطيَّ ظِرابَها

إِذا ماطَلَتنا بَعدَ ظَمءٍ بِمائِها

وَعَجَّ الظَوامي أَورَدَتنا سَرابَها

تَمَنّى الرِفاقُ الوِردَ وَالريقُ ناضِبٌ

فَلا ريقَ إِلّا الشَمسُ تُلقي لُعابَها

إِلى أَن وَقَفنا المَوقِفَينِ وَشافَهَت

بِنا مَكَّةٌ أَعلامَها وَهِضابَها

وَبِتنا بِجَمعٍ وَالمَطيُّ مُوَقَّفٌ

نُؤَمِّلُ أَن نَلقى مِنىً وَحِصابَها

وَطُفنا بِعادِيِّ البِناءِ مُحَجَّبٍ

نَرى عِندَهُ أَعمالَنا وَثَوابَها

وَزُرنا رَسولَ اللَهِ ثُمَّ بُعَيدَهُ

قُبورَ رِجالٍ ما سَلَونا مُصابَها

وَجُزنا بِسَيفِ البَحرِ وَالبَحرُ زاخِرٌ

بِلُجَّتِهِ حَتّى وَطِئنا عُبابَها

خُطوبٌ يُعِنَّ الشَيبَ في كُلِّ لِمَّةٍ

وَيُنسينَ أَيّامَ الصِبا وَلِعابَها

عَسى اللَهُ أَن يَأوي لِشُعثٍ تَناهَبوا

هِبابَ المَطايا نَصَّها وَاِنجِذابَها

وَجاسوا بِأَيديها عَلى عِلَلِ السُرى

حِرارَ أَماعيزِ الطَريقِ وَلابَها

فَيَرمي بِها بَغدادَ كُلُّ مُكَبِّرٍ

إِذا ما رَأى جُدرانَها وَقِبابَها

فَكَم دَعوَةٍ أَرسَلتُها عِندَ كُربَةٍ

إِلَيهِ فَكانَ الطولُ مِنهُ جَوابَها

شرح ومعاني كلمات قصيدة ترى نوب الأيام ترجي صعابها

قصيدة ترى نوب الأيام ترجي صعابها لـ الشريف الرضي وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ. له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل. توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.[١]

تعريف الشريف الرضي في ويكيبيديا

أبو الحسن، السيد محمد بن الحسين بن موسى، ويلقب بالشريف الرضي (359 هـ - 406 هـ / 969 - 1015م) هو الرضي العلوي الحسيني الموسوي. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها. عمل نقيباً للطالبيين حتى وفاته، وهو الذي جمع كتاب نهج البلاغة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف الرضي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي