تزداد منعا إذا ما رمت إسعافا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تزداد منعا إذا ما رمت إسعافا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة تزداد منعا إذا ما رمت إسعافا لـ السري الرفاء

تَزْدادُ مَنْعَاً إذا ما رُمْتُ إسعَافا

وتُعلِنُ الظُّلمَ إنْ حاولتُ إنصافَا

غُصْنٌ يُحمِّلُني عِبءَ الهَوى فمَتى

ضَعُفْتُ عنه حَبتْني منه أَضعافا

ماذا عليها وقد خَفَّتْ رَكائِبُها

لو كان يأمَنُ منها الصَّبُّ ما خَافا

بل ما على السَّرْبِ إذ فاجاكَ لو عَطَفَتْ

ظِباؤُه لك أجياداً وأعطافا

أَقبَلْنَ يَكْسِرْنَ أَجفاناً مُفَتَّرَةً

إلى الصَّبابَةِ أو يَمدُدْنَ أَطرافا

تثنى مثقلة منها مخففة

كأنما قسمت قضباً وأخفافا

وربما عَنَّ ديباجُ الخُدودِ لنا

وقد كَساه وَشيكُ البَيْنِ أفْوافا

وأَومَضَتْ من خِلالِ السِّجْفِ بارِقَةٌ

أطاعَها مَطَرُ الأجفانِ تَذرافا

أيَّامَ يَحسُدُ عِطْفَيْهِ الحُسامُ إذا

ما هَزَّهُ وثَنَى عِطْفَيْه إرهافَا

حيَّا الكثيبَ ونادى الشَّوقَ من كَثَبٍ

فلم يُطِقْ لغُروبِ الدَّمْعِ إيقافا

وما خَفا البَرقُ إلا عادَ يُذكِرهُ

من الثَّنِيَّةِ أَجزاعاً وأخيافا

ألِيَّةٌ بالكَرى المَجفُوِّ تُبعِدُه

عنَّا الرَّكائِبُ إرقالاً وإيجافا

لقَد أبحتُ شريفَ القَولِ ذا حَسَبٍ

في الأزدِ مُوفٍ على العَلياء إشرافا

إلى ابنِ فَهْدٍ زَفَفْنا كلَّ آنسَةٍ

عذراءَ تُتحِفُهُ بالحَمْدِ إتحافا

جاءَتْه لا تتقاضى عندَه عِدَةً

أنَّى وقد أخذَتْ جَدواه أسلافا

أَلِفْنَ منه فِناءً ما حَلَلْنَ به

إلاّ وَجَدْنَ جِنانَ العَيْشِ ألفافا

أَغَرُّ يَكشِفُ عنَّا كلَّ نائبَةٍ

كالصُّبحِ ما زالَ للظَّلماءِ كَشَّافا

يَجري إلى الجُودِ يومَ الجُودِ مُبْتَسِماً

إذا البَخيلُ غدا للبُخلِ وَقَّافا

سامٍ إذا القومُ راموا نَيْلَ سُؤدُدِه

عَلا سُمُواً فحَطَّ القومَ إسفافا

إنْ خالفُوا المجدَ لم يَعْدِلْ مُخالفَةً

أو أخَلفُوا الوَعْدَ لم يُتْبِعْهُ إخلافا

دعا السَّماحَ شَقيقاً منه حينَ دعا

من المُلوكِ أَخلاَّءً وأحلافا

نَزورُ منه وِساعَ الجُودِ نُوسِعُه

حَمْداً ويُوسِعُنا بِرّاً وألطافا

يَفُلُّ عنَّا سِهامَ الخَطْبِ مُقتَدِراً

حتى يُعيدَ سِهامَ الخَطْبِ أهدافا

مَنْ ذا يُفاخِرُهُ إن عَدَّ مُفْتَخِراً

من سِرَّ يَعْرُبَ أمجاداً وأشرافا

عُلاً تَطيبُ بريَّاها مدائِحُنا

كالمِسْكِ تأخُذُ منه الرِّيحُ أعرافا

وشيمَةٌ إن رأَيْنا الجودَ مُقتصِداً

فيمَنْ سواه أرَتْنا الجُودَ إسرافا

وعَزمَةٌ لا تَزالُ الدَّهرَ نَجدَتَه

تَهُزُّ منها على الأَعداءِ أسيافا

إن وَفَّرَ السَّيفَ يومَ الرَّوْعِ تالِدُه

أعادَ تَوفيرَه بالبَذْلِ إتلافا

بَيْنا تراهُ عَطوفاً في مَكارِمِه

حتى تَراه على الأقرانِ عَطَّافا

يَمشي بِضَوْءِ الظُّبا في كلِّ مُعتَرَكٍ

مُدَّتْ عليه سُجوفُ النَّقْعِ أسدافا

أبا الفوارسِ لا زَالتْ مدائِحُنا

تَعتَدُّنا لكَ زوَّاراً وأضيافا

ما فَوَّقَ الدَّهرُ لي سَهْماً جَزِعْتُ له

إلاّ وَجَدتُكَ لي دِرْعاً وتِجفافا

جَاءَتْكَ معنىً وألفاظاً مُدَبَّجَةً

كأنَّها دُرَرٌ شَقَّقْنَ أصدافا

وافَتْ تُهنِّيكَ بالأجرِ الجزيلِ على

شَهْرِ الصِّيامِ وبالعيدِ الذي وافى

شرح ومعاني كلمات قصيدة تزداد منعا إذا ما رمت إسعافا

قصيدة تزداد منعا إذا ما رمت إسعافا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي