تزل الليالي مرة وتصيب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تزل الليالي مرة وتصيب لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة تزل الليالي مرة وتصيب لـ مهيار الديلمي

تزِلُّ الليالي مرَّةً وتصيبُ

ويعزُبُ حِلمُ الدهرِ ثمَّ يثوبُ

وتَستلقِحُ الآمالُ بَعدَ حِيالها

أواناً ويَنأَى الحظُّ ثم يؤوبُ

ولولا قُفولُ الشمس بعد أُفولِها

هوتْ مَعَها الأرواحُ حين تغيبُ

تَنَظَّرْ وإن ضاقت بصدرٍ رِحابُهُ

فُروج صَلاحٍ ذَرعُهنّ رحيبُ

فما كلُّ عينٍ خالجتْك مريضةٌ

وخطفةِ برقٍ خالستْك خَلوبُ

قَضَتْ ظُلُماتُ البُعدِ فيك قَضاءَها

فصُبْحاً فهذا الفجرُ منك قريبُ

بَدتْ أوجهُ الأيّام غُراً ضواحكاً

وكنَّ وفي استبشارِهنّ قُطوبُ

وطارحْنني عُذرَ البريءِ وربما

سَبقنَ وفي أعذارهنّ ذُنوبُ

أرى كَبِدي قد أَثلجتْ في ضلوعها

وكانت على جمرِ الفراقِ تذوبُ

وراحت إليها بعدَ طُول التياحِها

صَباً قَرَّةٌ تَندَى لها وتطيبُ

سَرَى الفضلُ من مَيسانَ يُشْرِقُ بعدما

أطال دُجى الزَّوراءِ منه غروبُ

وهبّت رياح الجودِ بُشرَى بقربِهِ

لها سالفٌ من نشرِها وجنيبُ

وما خِلتُ أن البدرَ يطلُعُ مُصعِداً

ولا أنَّ ريح المكرماتِ جَنوبُ

تزاحمتِ الأيّامُ قبلَ لقائه

بجنبيَّ من ذَنب الفراقِ تتوبُ

وتُقسِمُ لي أَيْمانَ صدقٍ بأنْ غداً

تراه وبعضُ المُقسِمينَ كذوبُ

وقد زادني شكراً لِحُسْنِ وفائها

بما وَعَدتْ أنَّ الوفاءَ غريبُ

كفَى البين أني لِنْتُ تحتَ عِراكِهِ

وخُرتُ وُعودي في الخطوبِ صليبُ

وقاربتُ من خَطوِي رِضاً بقضائِهِ

ولي بين أحداثِ الزمانِ وُثوبُ

حَملتُ وُسوقَ البُعدِ فوق أضالع

من الثِّقْلِ عَضَّاتٌ بها ونُدوبُ

أَخُبُّ حِذارَ الشامتينَ تجلُّداً

بهنّ وما تحتَ الخَبَالِ نَجيبُ

إن تُعقبِ الأيّامُ حُسْنَى تسوءُها

فللصبرِ أُخرَى حُلوةٌ وعَقِيبُ

سَمَتْ أعينٌ مغضوضةٌ وتراجَعتْ

إلى أُنسِها بعد النفور قُلوبُ

وعادت تسرّ الرائدين خميلةٌ

تَعاورَها بَعدَ الحسَين جُدوبُ

فماءُ الندَى عَذبُ اللِّصابِ مُرَقْرَقٌ

وغصنُ المُنَى وَحْفُ النباتِ رطيبُ

سيلُقي عصاهُ وادعاً كلُّ خابطٍ

على الرزقِ يطوِي أرضَه ويجوبُ

وهل ينفُضُ الجوَّ العريضَ لنُجعةٍ

أريبٌ واوديه أعمُّ خصيبُ

أقولُ لآمالي وهنّ رواقدٌ

خذي أُهبةَ اليقظانِ حانَ هُبوبُ

إذا الصاحبُ استقبلتِ غرَّةَ وجههِ

بدا قمرٌ واف وماسَ قضيبُ

ولم تَفتحِي الأجفانَ عن طَرْف لافتٍ

إلى نائباتِ الدهرِ حين تَنوبُ

سلامٌ وحيَّا اللهُ والمجدُ سُنَّةً

لها في دُجُنَّاتِ الظلامِ ثُقوبُ

وزادَت عَلاءً في الزمان وبَسْطَةً

يَدٌ تُصْرِمُ الأنواءُ وهي حَلُوب

لآثارِها في كلِّ شهباءَ روضةٌ

وفي كلِّ عَمياءِ المياهِ قليبُ

حمى مجدَهُ وافى الحمائل سيفُهُ

غيورٌ إذا ما المجدُ صِيمَ غَضوبُ

له كلَّ يَومٍ نهضةٌ دون عِرضهِ

إذا نام حُبَّاً للبقاءِ حَسيبُ

قليلةُ أُنسِ الجفنِ بالغُمْضِ عينُهُ

ولِلعارِ مَسرىً نحوه ودبيبُ

إذا سال وادي اللُّؤمِ حَلَّتْ بيوتُهُ

بأرعنَ لا ترقَى إليه عُيوبُ

وقامَ بأمرِ المُلك يَحسِمُ داءَهُ

بصيرٌ بأدواءِ الزمانِ طبيبُ

له مَدَدٌ من سيفِهِ ولسانِهِ

قؤولٌ إذا ضاقَ المَجالُ ضَروبُ

إذا يَبِستْ أقلامُهُ أو تصامتتْ

فصارمُهُ رَطْبُ اللسانِ خَطيبُ

يُرَى كلَّ يومٍ لابساً دَمَ قارنٍ

له جَسَدٌ فوق الترابِ سَليبُ

ولم أرَ مثلَ السيف عُريانَ كاسياً

ولا أمردَ الخدَّين وهْو خضيبُ

وقد جرّبوه عاطلاً ومقلَّداً

وقادوه يَعْصِي حبلَهُ ويُجيبُ

فما وَجَدُوا مَعْ طُولِ ما اجتهدوا له

فتىً عنه في جُلَّى تنوبُ ينوبُ

فعادوا فعاذوا ناهضين بعاجزٍ

حضورُهُمُ ما أخَّرواه مَغيبُ

أمينٌ على ما ضيَّعوا من حقوقه

سليمٌ وودّ الغادرين مَشوبُ

من البيض إلا أن يُحلِّي وجوهَهُم

إذا هُجِروا خَلْفَ الترابِ شُحوبُ

صِبَاحٌ نجومُ العزِّ فوق جِباههم

طوالعُ غُرٌّ والنجومُ تغيبُ

عصائبُ تيجان الملوك سِماتُهم

ويومُهُمُ تحتَ الرِّماح عَصيبُ

إذا حِيزَ بيتُ الفخرِ حَلَّقَ منهُمُ

عليه شَبابٌ طيِّبونَ وشِيبُ

لهم كلُّ مقرورٍ عن الحِلم ظَنُّهُ

يقينٌ وَهَافي عزمتيه لبيبُ

تَغِيضُ أكف الواجدين وكَفُّهُ

على العُدْمِ تَهمِي مرّةً وتصوبُ

تكادُ من الإشراق جِلدةُ خدّهِ

تَغَصُّ بماءِ البِشر وهْو مَهيبُ

يقيكَ الردَى غَمْرٌ يُجاريك في النَّدَى

فيعقِلُ عِيٌّ رُسْغَهُ ولُغوبُ

إذا قمتَ في النادي بريئاً من الخنا

تلفَّتَ من جنبيهِ وهْو مريبُ

تَتبَّعَ يقفو الخيرَ منك بشرّهِ

خِداعاًن كما قَصَّ المَشَمَّةَ ذِيبُ

تنبَّهَ مشروفاً بغلطةِ دهرهِ

وبِنتَ بمجدٍ أنتَ فيهِ نسيبُ

وقد يُنهِضَ الحظُّ الفتى وهْو عاجزٌ

لحاجاتِهِ حتى يقالَ نجيبُ

أنا الحافظُ الذوّادُ عنك وبيننا

وَشائعُ من بُسْطِ الفلا وسُهوبُ

شَهَرْتُ لساناً في ودادك جُرْحُهُ

إذا حَزَّ في جِلد النفاقِ رَغيبُ

لك الجُمَّةُ الوطفاءُ من ماءِ غَربِهِ

وعند العِدَا حرٌّ له ولهيبُ

يَسرُّك مكتوباً وشخصُك نازِحٌ

ويرضيك مسموعاً وأنتَ قريبُ

وكيف تَروْني قاعداً عن فريضةٍ

قيامي بها حقٌّ لكم ووُجوبُ

وفيكم نما غُصني وطالت أراكتي

وغودرَ عيشي الريُّ وهو قشيبُ

شَوىًَ كلُّ سهمٍ طاحَ لي في سواكُمُ

ولي شُعبةٌ من رأيكم ونصيبُ

ولي بَعْدُ فيكم ذَروةٌ ستنالُها

يدي ومُنىً في قولها ستُصيبُ

متى تذكروا حقِّي أَبِتْ بوفائكم

وظَهْرُ العلى العاصِي عليَّ رَكوبُ

طَرِبتُ وقد جاء البشيرُ بقربكم

وذو الشوق عند اسم الحبيبِ طَروبُ

وقمتُ إليه راشفاً من ترابِهِ

ثرىً لك يحلو رشفُهُ ويطيبُ

فلا كانَ يا شمسَ الزمانِ وبَدْرَهُ

لسعدِك من بعدِ الطلوعِ مَغيبُ

ولا زلتَ مطلوباً تفوتُ ومُدرِكاً

أواخرَ ما تَبغِي وأنتَ طَلوبُ

كأنك من حَبِّ القلوبِ مصوَّرٌ

فأنتَ إلى كلِّ النفوسِ حبيبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تزل الليالي مرة وتصيب

قصيدة تزل الليالي مرة وتصيب لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها واحد و سبعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي