تصبر وإن لم تملك الصبر فاجزع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تصبر وإن لم تملك الصبر فاجزع لـ إبراهيم اليازجي

اقتباس من قصيدة تصبر وإن لم تملك الصبر فاجزع لـ إبراهيم اليازجي

تَصبَّر وَإِن لَم تَملكِ الصَبرَ فَاِجزَعِ

فَما أَغفل الأَقدار عَن صَوبِ مَدمعِ

يَهمُّ اللَيالي ما تَثيرُ وَقَلَّما

تَهمُّ اللَيالي لَوعةَ المتفجِّعِ

تَضيعُ لَدَيها كُلِّ نَفسٍ فَهَل تَرى

يَبيتُ لَدَيها الدَمعُ غَيرَ مَضيَّعِ

شَجانيَ إِنَّ الدَهرَ لَيسَ بِراحمٍ

وَأَنيَ ذُو قَلبٍ شَديدٍ التَوَجُّعِ

وَإِن الَّذي أَشكوهُ لا لُبَّ عِندَهُ

يَقلّبُ أَهل اللُبِّ في كُلِّ مَصرَعِ

فَوا حَرَباً مِن حُكمِهِ وَهوَ جائرٌ

وَصَبري وَما صَبري لَدَيَّ بِطيّعِ

وَلي كُلّ يَوم ما يَروعُ فَكَيفَ لا

يَذوبُ فُؤادي لَهفَةً بَينَ أَضلُعي

نَعى البَدرَ ناعيهِ عَشيةَ فَجعَةٍ

فَيا لَهْفَ اَجفانٍ وَيا لَهفَ مَسمَعِ

وَيا ذوبَ أَكبادٍ تَسيلُ كآبةً

عَلى جَمرِ حُزنٍ حَيثُما مسَّ يَلذَعِ

تَدارَكَهُ قَبلَ التَمامِ مَحاقُهُ

مُبادرةً مِن حَيثُ لَم يَتَوقَّعِ

فَقَطَّعَ أَحشاءً وَواصلَ أَدمُعَاً

وَضيََّع مِن آمالِنا كُلَّ مَطمَعِ

وَساءَ أَباً ما ساءَ قَلباً فَأَصبَحَت

لَهُ اليَومَ في الأَكبادِ لَوعَةَ مُوجَعِ

وَفارقَ أَوجَ العَزِّ وَالمَجدِ وَالعُلى

إِلى أَوجِ مَجدٍ مِنهُ أَعلى وَأَرفَعِ

أَيا كَنَفَ الرَحمانِ أَودَعَت دُرّةً

مكرّمةً مِن عِند أَكرَمِ مودِعِ

وَيا قَبرُ فيكَ اليَومَ أَنضرُ زَهرَةٍ

غَنيتَ بِها عَن زَهرِكَ المتضَوِّعِ

وَيا أَيُّها الغُصنُ الَّذي هَصَّرَ الرَدى

مَعاطفَ قَدٍّ مِنهُ رَيَّانَ مُمرِعِ

تَرَكتَ مَغانينا وَقَد بِتَّ مِثلَما

دُعيتَ فَريداً ضِمنَ صَحراءَ بِلقعِ

فَما بَرِحَتْ في كُلِّ قَلبٍ كَآبةٌ

مِنَ الحُزنِ تَغشى كُلَّ وَجهٍ بِبُرقُعِ

وَطالَتَ مَناحاتُ النَوادبِ في الحِمى

عَلَيكَ فَأَشجى نَوحُها كُلَّ مَربعِ

رُويدَكَ إِنَّ العَينَ لَم تُوفِ حَظَّها

بِمَرأى جَمالٍ مِنكَ بِاللطفِ مُبدِعِ

وَلا رَوِيتْ مِنكَ الصَدورُ فَإِنَّها

مُشَوقةُ أنسٍ ظَلَّ أَعذَبَ منقعِ

لَئن صَدَقَتْ فيكَ العُيونُ بِدَمعِها

فَإِنَّ قُلوبَ القَومِ بِالجَرحِ تَدَّعِي

وَإِن تَكُ قَد أَمسَيتَ في القَفرِ موحِشاً

فَوحشَتُنا في الحَيِّ لَم تَتَقَشَّعِ

هُوَ البَينُ يَغشى كُلَّ خَلقٍ فَأَنْفُسٌ

تَفانَتْ وَدَمعٌ سالَ في كُلِّ مَضجَعِ

وَما الناسُ إِلا نازِلٌ غَيرَ قادمٍ

وَمُرتَحَلٌ وَلَّى عَلى غَيرِ مرجعِ

بِماذا نُعزِّي عَنهُ مُهجَةَ والدٍ

رَؤوفِ فُؤادٍ بِالشُجونِ مُرَوَّعِ

لَقَد هاجَمتُهُ الحادِثاتُ مَغيرَةً

بِأَذلقَ حَدّاً مِن ظُباهُ وَأَقطَعِ

عَلى أَننا مِنهُ عَرَفنا لَدى البَلا

تَقلُّدَ صَبرٍ لَيسَ بِالمُتَزَعزِعِ

وَقَد خَبِرَ الدُنيا فَلم تَأتِ عِندَهُ

غَريباً وَلَم تَبدو بِوَجه مُقنَّعِ

وَعَرّفهُ الماضي حَقيقةَ قادِمٍ

كَقافيةٍ في صَدرِ بَيتٍ مَصرَّعِ

تَعوَّد أَخذَ الرفقِ في كُلِّ حالَةٍ

فَما وَقَعَتْ إِلا عَلى قَلب أَروَعِ

وَقابلَ هَذا الدَهرَ بِالحِلم فَاِنثَنى

عَلَيهِ بِطَبعٍ بِالسَفاهةِ مُولَعِ

أَمَولايَ رِفقاً انَّ رزءَكَ في المَلا

تَقاسَمَهُ الأَكبادُ في كُلِ مَوضِعِ

تَعِزُّ بِأَنجالٍ كِرامٍ أَعِزَةٍ

لَهُم في سَما عَلياكَ أَشرفُ مَطلَعِ

تَناولَ كُلٌّ مِنهُمُ المَجدَ تالِداً

وَحازَ كَمالَ الفَخرِ قَبلَ التَرَعرُعِ

فَلا ساءَتِ الدُنيا بِهِم لَكَ مُهجَةً

وَلا كَدّرَت أَحداَثُها طيبَ مَنجعِ

ودُمْ بَعدَ مَن فارَقت بِاللَهِ سالِماً

عَزيزاً وَمَن فارَقتَ في خَيرِ مَرتَعِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تصبر وإن لم تملك الصبر فاجزع

قصيدة تصبر وإن لم تملك الصبر فاجزع لـ إبراهيم اليازجي وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن إبراهيم اليازجي

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه. وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام. وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنة ثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه. ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر. وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها. تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً. وله (ديوان شعر -ط) و (الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.[١]

تعريف إبراهيم اليازجي في ويكيبيديا

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي (2 مارس 1847 - 1906) هو لغوي وناقد وأديب لبناني ولد في بيروت في بيت علم إذ إن أباه هو الشاعر اللبناني المعروف ناصيف اليازجي. يعدّ إبراهيم اليازجي من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور إذ تلقى تعليماً ممتازاً منذ نعومة أظفاره أهله لأن يناقش كبار الأساتذة في اللغة والشعر ومن ذلك ما أوردته الصحف ولفتت إليه الأنظار حين قام بنقاش الشدياق حول انتقاد الشدياق لبعض الأبيات التي وردت في ديوان أبيه وعلى ما يبدو أن هذه المناظرة قد أثرت فيه إذ كان حين ذاك في الثالثة والعشرين من عمرة فحفزته للتعمق في الدراسات الأدبية واللغوية وجاءت دعوة الآباء اليسوعيين للشيخ إبراهيم ليعرب الكتاب المقدس فدرس السريانية والعبرية فانكب على هذا العمل حتى استطاع تعريب الكتاب المقدس بلغة عربية بليغة وواضحة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. إبراهيم اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي