تصوير داخلي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تصوير داخلي لـ نزار قباني

1
بداخلي ..
أسستِ ، يا سيدتي ، حضارةً
عريقة كتدمر .
عظيمة كبابل .
حدودها ، تمتد آلاف الأميال ،
فوق الماء ..
والصفصاف ..
والجداول ..
تمتد ..
من شرق العصافير .. إلى جنوبها ..
ومن شمال الناي .. تمتد ..
الى بنفسج العيون ، والرسائل .
يا امرأة ..
قد ألقت القبض على كتاباتي
وخبأت قصائدي
في عتمة الجدائل ..

2
بداخلي ..
عمرت ، يا سيدتي ، مدينة
عالية الأسوار والمداخل
لنصف مليون من البلابل ..
ونصف مليون من الغزلان ،
والأرانب البيضاء
والأيائل ..
فضاؤها ، أكبر من أجنحتي .
نجومها ، أبعد من نبوءتي .
وبحرها ، أعرض من سواحلي …

3
يا امرأة ..
تخرج من أنوثة الوردة ،
من حضارة الماء ،
وسمفونية الجداول .
يا امرأة ..
من ألف قرن ، ربما ، أسكنها .
من ألف قرن ، ربما ، تسكننى
يا امرأة .. تقمصت فى كتب الشعر ..
وفى الحروف ..
والنقاط ..
والفواصل ..

4
يا امرأة..
تكاثرت .وأخصبت.وأنجبت.
وارتفعت كنخلة في داخلي.
توقفي عن النمو, يا سيدتي , في داخلي
فلا أنا أعرف ما هويتي.
ولا أنا أعرف ما لون دمي.
ولا أنا أعرف ما شكل فمي.
ولا أنا أذكر يا سيدتي
ومن أي أرض هاجرت قبائلي …

5
سيدتي ..
سيدة البحار, والأقمار, والأمطار,
والبروق والزلازل.
لا ترقصي حافية فوق شرايين يدي ..
لا تلمعي كخنجر في داخلي ..
يا فرسا .. صهيلها من ذهب
ونهدها ..
من الرخام السائل ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي