تعالى الله ذو العرش المجيد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تعالى الله ذو العرش المجيد لـ محمد البيضاوي الشنكيطي

اقتباس من قصيدة تعالى الله ذو العرش المجيد لـ محمد البيضاوي الشنكيطي

تَعالَى الله ذُو العَرشِ المَجيدُ

هُوَ القَهَّارُ يَفعَلُ مَا يُرِيدُ

يُبِيد العَالَمِينَ بِقَولِ بيدُوا

ويُحيي مَن يَشَاءُ كَمَا يُبِيدُ

قَضَاءُ اللهِ لَيسَ لَهُ مَرَدٌّ

وَيُحييى مَن يَشَاءُ كَمَا يُبِيدُ

وَمَا مِن حَادِثٍ إِلاَّ سَيَفنَى

وَإِن هُوَ غَرَّهُ الأمَلُ البَعِيدُ

وكُلُّ مُجَددٍ يَبلَى وأنَّى

يَدُومُ مَعَ الجَدِيدَينِ الجَدِيدُ

وكيفَ يَطيبُ لِلفُطَنَاءِ عَيشٌ

وكلُّ الناسِ مَرجِعُهُم صَعِيدُ

وَقَد نَصَبَت حَبَائِلَهَا المَنَايَا

لَهُم وَالصِّيدَ أَوَّل مَا تَصِيدُ

صُرُوفُ حَوادِثِ الأَيامِ تَصحُو

لَهَا السَّكرَى وَتَنتَبِهُ الرُّقُودُ

فكَم مَلَكَ الألَى سادُوا وَشَادُوا

وَكَادُوا أن يَكُونَ لَهُم خُلُودَ

فَبَادَ المُلكُ وانقَضَت اللَّيالي

وَعَادَ يَبَابا القَصرُ المَشِيدُ

فأين مُلُوكُ أندُلُسٍ ومِصرٍ

وَحِمير وَالمعَاقِلُ والجُنُودُ

ومَا عَادٌ بَنَتهُ بكُلِّ رَيعٍ

وَمَا نَحَتَتهُ مِن جَبَلٍ ثَمُودُ

وقَيصَرُ أينَ نَادِيهِ وكَِسرَى

دُعُوا قسراً فَلَبَّوا حِينَ نُودُوا

ولَم يَنظُر لعِزِّ المُلكِ مُوسَى

وَلاَ مِن بَعدُ هَارونُ الرَّشيدُ

ولاَ المَنصُورُ قَبلُ وَلاَ أخُوهُ

وَلم يَنجُ الوليدُ وَلاَ يَزِيدُ

وُجُودُ الخَلقِ في الدُّنيَا فَنَاءٌ

فَمَا فِي هَذِه الدُّنيَا وُجُودُ

وَأنفَعُ مَا لَهُ الإِنسانُ يَسعَى

سَدَادُ القَولِ والعَمَلُ السَّدِيدُ

لكَي يَلقَى بِه ذُخراً حَميداً

ويَبقَى خَلفَهُ ذِكرٌ حَمِيدُ

ومن تَركَ المآثرَ كَانَ حَيّاً

ولو ضَمَّت جَوانِبَهُ اللُّحُودُ

وحُكمُ المَوتِ عَدلٌ في التَّساوي

وَلاكِنَّ القَضَاء بِهِ شَدِيدُ

عزاءً يَا بَنِي الهَادِي فَرَبِّي

بِآلِ البَيتِ غفَّارٌ وَدُودُ

وَصَراً يَا بَنِي حَسِنٍ جَمِيلاً

لِرُزئِكُمُ وَإِن عَظُمَ الفَقِيدُ

فَإِن أَمسَى بِرَوضَتِهِ وَحِيداً

كَمَا في العِلم مَنصِبُهُ وَحِيدُ

فكَم قَادَ الجُنُودَ إِلَى جُنُودٍ

وَرَفرَفَ فَوقَ هَامَتِهِ البُنُودُ

وَكَم صَعَدَ السَّرِيرَ عَلَى اعتِزَازٍ

وَطَأطَأَ تَحتَ أخمَصِهِ العَنِيدُ

وَنِيطَت مِن يَوَاقِيتِ المَزَايَا

بشأَجيَادِ الزَّمَانِ لَهُ عُقودُ

وحِيكَت مِن سَدَى الأَمدَاحِ فيهِ

لِمَا يُسديهِ مِن هِبَةٍ بُرُودُ

بَنَت هِمَّاتُهُ مَجداً طَرِيفاً

وَشَيَّد مَا لَهُ بَنتِ الجُدُودِ

فَكَانَا تَوأمَينِ بِرَاحَتَيهِ

طَريفُ المَجدِ والمَجدُ التَّلِيدُ

إذَا مَا مَاتَ فِي بَلَدٍ مَجِديٌ

رَثَاهُ الشَّاعِرُ الذَّرِبُ المُجِيدُ

وذَا المَلِكُ الكَرِيمُ لَهُ عَلَينَا ال

يَدُ الَيضَاءُ والفَضلُ المَدِيدُ

وَمَن كَثُرَت أَيَادِيهِ امتِنَاناً

قَلِيلٌ فِي مَرَاثِيهِ القَصيدُ

فَسَل مَالاَ أَفَادَ به رِجَالاً

وعِلماً آخَرِين بِه يُفيدُ

ونَظرَتُهُ بِهَا الوَطَنُ استتَبَّت

مَآمِنُهُ وإن جَهلَ البَلِيدُ

فَإن حُصِرَت لِمُعضِلَةٍ صُدُورٌ

جَلاَهَا ذِهنُهُ الفَطِنُ الحَدِيدُ

وَإن أَكدَت لِنَائِبَةٍ كِرَامٌ

سَمَّاهاَ مِن نَدَى كَفّيهُ جُودُ

نَعَى عَبدَ الحَفِيظِ لَنَا بَريدٌ

ببَاريزٍ فَلاَ كَان البَريدُ

وَجَاءَ الفُلكُ يَحمِلُهُ فَكَادَت

بِلاَدُ الغَربِ مِن جَزعٍ تَمِيدُ

فَأفئِدةٌ مُوَلَّهَةٌ وَرَايٌ

مُنكّسَةٌ وآماقٌ تَجُودُ

وَمَشهَدُنَا الإِمضامَ عَلَى وَقَارٍ

يُشَيِّعُهُ تَحُفٌّ بِهِ الوُفودُ

بِهِ خَفَّ المُصَابُ وَكَيفَ نَأسَى

وَنَحنُلِوَجهِ سَيِّدِنَا شهُودُ

يَسِيرُ ورَاءَ نَعشِ العَمِّ يَدعُو

لَهُ وَدُعَاءُ مَولاَنَا رَشِيدُ

وَسِرُّ تَرَجُّلِ السُّلطَانِ قَصداً

وَهُوَّ عَلَى ذُرَى العَليَا قَعِيدُ

يُرِيهِم أَنَّهُ لِلَّهِ عَبدٌ

وَقَد غَفَلَت عَنِ اللهِ عَبِيدُ

تَوَاضَعَ فِي سِيَادَتِهِ وَقدماً

يَزِينُ حُلَى التَّواضُعِ مَن يَسُودُ

وَقَامَ إِلَى رعَايةِ كُلِّ بِرٍّ

فَطَابَ لَهُ عَلَى العَرشِ القُعُودُ

وَمَهَّدَ للعُلَى سبلاً صِعاباً

فَأسنِمَةُ السَّنَاءِ لَهُ مُهُودُ

فَدُمتُم آلَ اسمَاعيلَ شُهباً

لَهَا فِي كُلِّ دَاجِيَةٍ وَقِيدُ

سَعَادَتُكُم تَدينُ لَهَا النَّواصِي

حَياتُكُمُ وَمَيتُكُمُ سَعِيدُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تعالى الله ذو العرش المجيد

قصيدة تعالى الله ذو العرش المجيد لـ محمد البيضاوي الشنكيطي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن محمد البيضاوي الشنكيطي

محمد البيضاوي الشنكيطي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي