تعالي صباحا إلى غرفتي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تعالي صباحا إلى غرفتي لـ نسيب عريضة

اقتباس من قصيدة تعالي صباحا إلى غرفتي لـ نسيب عريضة

تعالي صباحاً إلى غُرفتي

وحُلِّي بلُطفٍ عُرى رقدتي

لعلي أعودُ إلى يقظتي

ولا تجزعي إن رأيت اصفرارا

بوجهي ونور الحياة توارى

وإن لم أجب بعد بذلِ القُصارى

فألقي بنفسك فوقي دِثارا

وفكني الكلاسم عن مُهجتي

لترجع روحي إلى جثتي

فأنسى مناماً به حَسرتي

منامٌ أخافُ عليه الزَوال

وأخشى على النفسِ منهُ الوَبال

فيا ليتَ شِعري تَرى في خَبال

أنا اوترى ما أراه خيال

فاني حلَمتُ بجنيَّةِ

تناهَت جَمالاً كأمنيتي

تُعلِّمُني الحُبَّ في لَيلتي

أنامُ فأبصِرُ فوقَ الغَمام

قُصوراً خَياليَّةً لا تُرام

فأجثو على بابها باحترام

فيُدخِلُني الحُبُّ خِدرَ الغَرام

فأبصِرُ في الخِدرِ حوريَّتي

تقولُ هلمَّ إلى خلوَتي

أهَبكَ كنوزاً من اللَذَّةِ

هناك تُريني مُنىً لا تُرام

وتصعَدُ بي في مَراقي الهُيام

وتطلُبُ مني بحقِّ الوِئام

بَقاءً لنبلُغَ أوجَ التَمام

بَقاءٌ به الموتُ في لَحظةِ

فلا تترُكِيني لدى وَحدَتي

لئلا أعودَ إلى غَفلتي

يُعاودُني الحُلمُ حيناً فَحِين

فأقضِي نهاري كثيرَ الحَنِين

وأشتاقُ ليلي إلى أن يَحِين

فأخشى كأن في دُجاه كَمِين

ففي الصُبحِ أصبو إلى ليلتي

وفي الليل أخشى على مُهجتي

فهلا أتيتِ إلى غُرفتي

تعودُ إلى الجسمِ روحُ الحَياة

اذا هَمَسَت شَفتاكِ الصلاة

وصوتُك للنفسِ حادي النَجاة

ولَمسُ يديكِ كَلَمسِ إِله

فمري بكفك في جبهتي

وقولي وقيت من الشدةِ

فأنهض حيّاً بأعجُوبة

أقومُ وفي ناظري الذُبول

وقد أُسدِلَت دونُ حُلمي السُدول

فتَطرُدُ عيناكِ عنّي الذُهول

وأحتارُ في ما عَساني اقول

فنجثو كلانا على الرُكبة

بعَينِك دمعٌ وفي مُقلتي

أقصُّ مَنامي

فلا تَبهَتي

غَرامانِ لي في الدُجى والنهار

غَرامُ الرُؤى وغرامُ الجِهار

وبَينَهما ما لِنَفسي قَرار

ألا فارحمِيني فأيّ اعتذار

ترُومين مني وما حِيلتي

على غير عِلمي وحُرِّيَّتي

تَحُلُّ مَكانَكِ جِنِّيَّتي

تعالي إلى غُرفتي في الصَباح

وأرخي الشُعورَ وحُلِّي الوِشاح

وَرِفِّي عليَّ رفيفَ الجَناح

وإِن لم أُجِبكِ برَغمِ الصُياح

فَشُقِّي الجُيوبَ على الميِّتِ

ولُومي جَيبكِ أو بَكِّتي

فقد نامَ نوماً

بلا يَقظةِ

قد استسلمت مُهجتي للوُعود

فظلَّت بخِدرِ الرُؤى لن تعود

وخانَتك في حُبِّها والعُهود

فهل نَلتقي يا تَرى في الخُدود

وَإِن شفِّكِ الحُزنِ في الليلةِ

فباللَه عودي إلى غرفتي

وأذري الدُموعَ على جُثَتي

وَإِن مال طَرفُكَ عني ازوِرارا

تَرَي في حَواشي الغُيومِ اصفِرارا

يُشابه وَجهي وما تلك نارا

تُؤَجَّج بل ذاك حُلمٌ تَوارى

يطير بحُبّي الى الخلوةِ

يطيرُ سِراعاً بلا عَودةِ

فرُوحي فلا شيءَ في غرفتي

شرح ومعاني كلمات قصيدة تعالي صباحا إلى غرفتي

قصيدة تعالي صباحا إلى غرفتي لـ نسيب عريضة وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن نسيب عريضة

نسيب بن أسعد عريضة. شاعر أديب، من مؤسسي (الرابطة القلمية) في المهجر الأميركي. ولد في حمص، وتعلم بها، ثم بالمدرسة الروسية بالناصرة، وهاجر إلى نيويورك (سنة 1905) فأنشأ مجلة (الفنون) سنة 1913 وأغلقها ثم أعادها، وأضاع في سبيلها ما يملك. وعمل في التجارة، ثم تولى تحرير (مرآة الغرب) الجريدة اليومية، فجريدة (الهدى) وتوفى في مدينة بروكلن. له: (الأرواح الحائرة - ط) ديوان شعره، و (أسرار البلاط الروسي - ط) قصة مترجمة، و (ديك الجن الحمصي - ط) قصة نشرها في (مجموعة الرابطة القلمية) .[١]

تعريف نسيب عريضة في ويكيبيديا

نسيب عريضة (1887 - 1946 م) شاعر وقاص سوري ولد في حمص، درس في دار المعلمين الروسية في الناصرة وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1905م، حيث عمل محرراً في بعض الصحف العربية. أسس مطبعة وأصدر مجلة «الفنون» عام 1912م. كان أحد مؤسسي الرابطة القلمية في نيويورك عام 1920 م، وقد ضمت هذه الرابطة كثيراً من أدباء المهجر في أميركا الشمالية. نشر عدة مقالات، وترجم عدة كتب عن الروسية. يتميز شعره بالرقة والحنين للوطن، وقد جَمعهُ في ديوان «الأرواح الحائرة»، الذي توفي قبل أربعة أيام من صدوره. له قصّتان: «الصمصامة» و«ديك الجن الحمصي». يقول نسيب بن أسعد عريضة في قصيدته «أم الحجارة السود» واصفاً مدينته حمص: حمص العديّة، كلنا يهواك ِ يا كعبة الأبطال، إنّ ثراكِ غمدٌ لسيف الله، في مثواكِ وهي القصيدة الشهيرة التي يقول فيها: يا دهر قد طال البعاد عن الوطنْ هل عودة تُرجى وقد فات الظعنْ خذني إلى حمصٍ[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. نسيب عريضة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي