تعدى علينا الموت كلت مضاربه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تعدى علينا الموت كلت مضاربه لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

اقتباس من قصيدة تعدى علينا الموت كلت مضاربه لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

تعدّى علينا الموت كلَّت مضارِبُه

لقد هشّمت منا الفؤاد مخالبُه

وسلَّ لنا سيفاً بهِ قطَع الحشا

فتعساً لذاكَ السيف لا كان ضاربه

وقد راش سهم الضُرّ عن قوس غدرهِ

أُصيبت بهِ الأكباد خابت مصائِبُه

وأضرم في الأحشاء ناراً أجيجها

تلعَّج والجثمان ذابت ترائِبُه

وقد فَصَّم الأكباد منهُ قواضبٌ

فلا مُكِّنت في الناس يوماً قواضبه

وفي عضبهِ الأعناق يبغي بعضبها

فشلَّت يدُ الغدّار شلَّت عواضبُه

منونٌ جزاهُ اللَه في مثل شرِّهِ

بواراً بحتفٍ والجحيمُ يعاقبُه

دُروجٌ ولا تدريج في دور بغيهِ

على الشِيب والشبّان تسطو مشاغبُه

بغيٌّ عتيٌّ صال في الكون كلّهِ

فلم يُبقِ مخلوقاً وما هو ضاربُه

فقوموا بنا قومي عليه نصدُّهُ

فيا للورى هل من قديرٍ يحاربُه

فهذا الذي قد جار في سلب مهجتي

وقلبي وأعياني وما من يطالبُه

تلقَّف مني العقل والروح بغتةً

ولو كان ذا رُحمٍ لكنت أعاتبهُ

ظلومٌ بلا رُحمٍ ولن يقبل الفدا

غضوبٌ ولا يرضيهِ إلّا مآربُه

ولم يكُ لي فيه سوى الهجو حيلةٌ

فاهجو ولو حلَّت علي نوائِبُه

فكيف ولا اهجو لمن زَجَّ أسعداً

بظلمة ذاك الرمس شُدَّت مناكبُه

فذاك الذي قد كان كالغصن في النقا

نسيم النُهى والطهر دوماً يلاعبُه

صبيٌّ صباه قط لم يأتِ منكراً

طهورٌ عن التدنيس جلَّت مناقبُه

ذكيٌّ حوى الآداب وهو مراهقٌ

وفاق كمالاً قبل ما اخضرَّ شاربُه

وذا اليوم قد أمسى عن الكون مغرباً

صريعَ القضا في الريم غابت كواكبُه

فهذا الذي قد كان للعين باصراً

وهذا هو المولى لقلبي وصاحبُه

وقد كان للأكباد خِلباً بلا امتَرا

وروحاً إلى الأرواحِ والجسم قالبُه

وقد غادر الوطان والآل والولا

وفي الليلة الظلماءِ غابت غياهبُه

فيا ليتهُ قد بان في الدهر نصفهُ

على عود لقياه لكنا نراقبُه

ولكنَّهُ قد غاب من غير عودةٍ

وفي بحر ذي الغيبات سارت مراكبُه

فأنّى ولا أبكيهِ ما عشت سرمداً

وشأنيَ لا تجري دموماً سحائبُه

فهذا الذي يُبكى عليهِ ولم يكن

إلى القلب من سلوى وذا السم شاربُه

فمن ذا الذي يسلو على فقد مثلهِ

وهل أسعدٌ تصمُتنَ دهراً نوادبُه

وكنت خليَّ البال في حالة الصفا

ولا أختشي خطباً تجور عواقبُه

وأسبح في الدنيا كما الطفل لاهياً

ولا شاغلٌ حفَّت بقلبي متاعبُه

ولم يكُ في قلبي سوى الرغد زائرٌ

وما لي سوى الأفراح جارٌ أطانبُه

وكنتُ طروبَ القلبِ ما ذقتُ لوعةً

ولا بان عن عيني حبيبٌ أصاحبُه

ففاجأني الغدّارُ في خطفِ منيتي

فمزَّق أكبادي وروحي جوائبُه

فيا مقلتي سحّي مدا الدهر عندما

ويا زفرتي إجّي بنارٍ تُلاهبُه

أيا حَزَني ما دمتُ في الكونِ شأذباً

ويا أسفي ما القلب غابت مطائبُه

ويا وحشتي دهراً لفقدكَ مؤنسي

ويا حرّ لبي الدهر أنَّك لازِبُه

أُشاهدُني في الرمس في جوف ظلمةٍ

هل الكون قد ضاقت عليَّ جوانبُه

وهل مقلتي قد بان عنها صبيُّها

أم البدر قد واراهُ دهراً مغاربُه

فتّاً إلى دهرٍ يُريني عجائباً

فهل زارت الأكبادَ قبلي عجائبُه

وتعساً لهُ ألفاً بألفٍ مكرراً

ويا ليتَ ما كانت بكونٍ مطالبُه

رغبتُ عن الأكوان طرّاً وأجمعاً

كما قد نأت عني ومني رغائبُه

فمن لي يعزيني على فقد منيتي

سوى رحمة الرحمان جلَّت مواهبُه

هو الواحد القَهّار والمصدِر الورى

وكلٌّ إليهِ عَودهُ ومناصبُه

أسلَّمه أمري ونفسي توكَّلَت

عليهِ وفي الأحزان لست أجانبُه

فوسع أيا مولايَ صدري وعزَّتي

وعَظِّم بهِ أجري وعفوك طالبُه

وضاعف أيا ربّاهُ صبري لفقد من

عليهِ العدى تبكي فأنى أقاربُه

تغمَّدهُ يا رحمان بالرُحم رحمةً

فجودك هَطّالٌ وفاضَت هواضبُه

وسكِّنهُ يا ذا الجود فردوس جنَّةٍ

وفي رتبة الأبرار تسمو مراتبُه

ونور بذي الدنيا ضريحاً يلمهُ

كما قد تنائينا وغابت ثواقبُه

وإنّا لنبكيهِ ونتلو بنحبنا

تعدى علينا الموتُ كلَّت مضاربُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة تعدى علينا الموت كلت مضاربه

قصيدة تعدى علينا الموت كلت مضاربه لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن حنا بك الأسعد بن أبي صعب

حنا بك الأسعد بن أبي صعب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي