تغافلني وتسرع نحو كأسي
أبيات قصيدة تغافلني وتسرع نحو كأسي لـ طانيوس عبده

تغافلني وتسرع نحو كأسي
فتغمس فيه اصبعها وتلحس
وأوهمها باني لا أراها
فتسرق خمرتي بالكف والخمس
وتلتمس الطلا مني التماساً
ولم أرَ قبلها طفلاً تلمَّس
فتحجم ثم تهجم ثم تحسو
وتضحك ثم ترقص ثم تنعس
واسكن وهي بين يديَّ سكرى
فترقد وهي بين يدي تحبس
كأَن السكر في الإنسان طبعٌ
يميل إليه ميل الكف للَّمس
كأَن الخمرَ قد عشقت قديماً
قبيل عصيرها بل قبل تغرس
ولولا نفعها ما قدسوها
ولولا الشرُّ ماكانت تدنَّس
فبعض الناس يشربها ليبرا
وبعض الناس يشربها لينكس
وذا كان العييَّ فبات طلقاً
وذا كان الفصيح فصار أخرس
لذاك تناقضوا بالنهي فيها
فإن قالوا حلالاً قيل بالعكس
أما قال المسيح دمي اشربوه
فأصبح بعده خمراً تقدس
وذا داود حللها وأوصى
فقال لنا القليل يفرّح النفس
أما يكفيك أن الطفل أضحى
على الثدي الكريم يفضل الكأس
وأما أن يشك بها كتابٌ
فإن بغيره ما يمنع اللَّبس
ولو حرمت على كل البرايا
لقال الله لا كرم ولا غرس
شرح ومعاني كلمات قصيدة تغافلني وتسرع نحو كأسي
قصيدة تغافلني وتسرع نحو كأسي لـ طانيوس عبده وعدد أبياتها ستة عشر.
عن طانيوس عبده
طانيوس بن متري عبده. من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً. ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل. من قصصه المترجمة (البؤساء -ط) ، و (عشاق فينيسيا -ط) ، و (مروضة الأسود -ط) ، و (جاسوسة الكردينال -ط) ، و (عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و (الساحر العظيم -ط) ، وغير ذلك وهو كثير.[١]
تعريف طانيوس عبده في ويكيبيديا
طانيوس أفندي عبده (1869م-1926م) أديب وصحفي وروائي ومترجم لبناني، من رعيل مثقفي التنوير الأوائل، أنشأ في الإسكندرية صحيفة فصل الخطاب، وأصدر سلسلة الروايات القصصية فظهر منها أربعون عددا، وأصدر جريدة الشرق اليومية ومجلة الراوي الأسبوعية، وله مجموعة كبيرة من الروايات المؤلفة والمترجمة.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ طانيوس عبده - ويكيبيديا