تغنم زمان الجود في اللهو واسبق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تغنم زمان الجود في اللهو واسبق لـ عماد الدين الأصبهاني

اقتباس من قصيدة تغنم زمان الجود في اللهو واسبق لـ عماد الدين الأصبهاني

تغنَّمْ زمانَ الجودِ في اللهو واسبقِ

وفُزْ باجتماعِ الشملِ قبلَ التفرُّقِ

هلموا نسابقُ نحوَ مشمس جِلِّق

وثم لما نهوى على الأكل نلتقي

تصفَّرُ شوقاً لانتظارِ قدومنا

ومن يتعشّقْ ذا الفضائل يشتقِ

وما رمقْت للشوقِ رُمدُ عيونهِ

فإنْ تترفّقْ منه تنظرْ وترفقِ

إذا حضَرتْ أَطباقُهُ غابَ رشدُنا

لما يتلاقى من مشوقٍ وشَيِّقِ

لأَنَّ مذابَ الشَّهدِ فيه مجسّدٌ

أَجدّ له عهدُ الرَّحيقِ المعتَّقِ

وما اصفرَّ إلا خوفَ أيدي جناته

فليس له أمنٌ من المتطرِّق

حكى جمراتٍ بالفضا قد تعلّقتْ

فيا عجبي من جمرةِ المتعلِّقِ

كأنَّ نجومَ الأرضِ فوقَ غصونهِ

فيا حيرتي من نجة المتألِّقِ

وجَنّاتُها محمّرةٌ وَجَناتُها

فَمَنْ يَرَها مثلي يحبَّ ويعشقِ

بدتْ بينَ أوراقِ الغصونِ كأنَّها

كَراتُ نُضارٍ في لجينٍ مُطرَّقِ

تساقِطُها أَشجارُها فكأَنَّها

دنانيرُ في أيدي الصَّيارفِ ترتقي

ومشمشُ بُستانِ الزّكي بشهدِهِ

شهادتُهُ تقضي فَزكّ وصَدِّقِ

يقولُ رفيقي في دمشقَ تعجباً

أَما لكَ بستانٌ مقالة مشفقِ

فقلتُ إلى بابِ البريدِ وسوقِهِ

لأَمثالنا تُجنى بساتين جِلِّقِ

ولو كانَ لي بالسّهمِ سهمٌ وجدت لي

منالي بأيامِ الثِّمارِ ومرفقي

إذا كنتَ مُبتاعاً من السُّوقِ مشمشي

فما ليَ إلاّ لذَّةُ المتسوِّقِ

وما لي بأرباب البساتينِ خلطة

فيصبح في حيطاتها مُتسلّقي

كرامٌ وثوقي في الشِّتاءِ بودّهم

ولكنّهم في الصّيفِ ينسونَ موثقي

وما ثم من يجدي ويقري ويقتني

ثنائي سوى المحيي الكريم الموفّقِ

وذلكَ يومٌ واحدٌ ليس غيره

أَمنْ أَجلِ يومٍ واحدٍ قلتَ لي اسبقِ

على أَنّني لو قيلَ بالصّينِ دعوةٌ

أثرتُ إليها لوعةَ المتحرِّقِ

فإنْ جئتَ قبلي جِلِّقاً فارمِ منعماً

حديثي ينادي المنعمينَ وحَلِّقِ

لعلَّ كريماً ينتخي لضيافتي

بمشمشةٍ عندَ القدومِ وينتقي

فلا تنسَ نشوَ الدِّينِ نشوةَ خاطري

وقلْ عن صبوحي كيف شئت ورقِّقِ

وهاتِ وساعدني وخُذْ من قريحتي

لطيمةَ داريٍ من الحمدِ واعبقِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تغنم زمان الجود في اللهو واسبق

قصيدة تغنم زمان الجود في اللهو واسبق لـ عماد الدين الأصبهاني وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن عماد الدين الأصبهاني

محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن أله أبو عبد الله عماد الدين الأصبهاني. مؤرخ عالم بالأدب، من أكابر الكتاب، ولد في أصبهان، وقدم بغداد حدثاً، فتأدب وتفقه. واتصل بالوزير عون الدين "ابن هبيرة" فولاه نظر البصرة ثم نظر واسط، ومات الوزير، فضعف أمره، فرحل إلى دمشق. فاستخدم عند السلطان "نور الدين" في ديوان الإنشاء، وبعثه نور الدين رسولاً إلى بغداد أيام المستنجد ثم لحق بصلاح الدين بعد موت نور الدين. وكان معه في مكانة "وكيل وزارة" إذا انقطع (الفاضل) بمصر لمصالح صلاح الدين قام العماد مكانه. لما ماتَ صلاح الدين استوطن العماد دمشق ولزم مدرسته المعروفة بالعمادية وتوفي بها. له كتب كثيرة منها (خريدة القصر - ط) وغيره، وله (ديوان شعر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي