تفتحت أعين الدراري
أبيات قصيدة تفتحت أعين الدراري لـ نسيب عريضة
تَفتحت أعينُ الدَراري
واستيقظَت أنفسُ اللَيالي
وَهينَمَت في الدَجى الأماني
ورفرَفت أجنُحُ الخَيال
وأَفلَتَ الحُلمُ من عِقالٍ
فَطارَ يَسعى إلى الجَمالِ
فَقُم بِنا يا سَميرَ نفسي
نَقفُو الأماني إلى الكَمالِ
قُم نتَّخِذ للمُنى جَناحاً
يَطيرُ من عالَمِ الحُدود
عسى نَرى في السماء دَرباً
نَسيرُ فيه ولا نَعود
نؤمُّ خِدرَ الرُؤى ونَحظى
بما حُرِمناه في الوُجود
قُم واترُكِ الجِسمَ حيثُ يَبلى
فالموتُ خَيرٌ من الجُمود
لي كلَّ يومٍ هَوىً جديدٌ
بلا وصالٍ ولا لِقاء
حَولي مِياهٌ حَلَت وساغت
لكنَّ قلبي بلا ارتِواء
لو رُمتُ يوماً لكنتُ أجني
من ثَمَر الحُسنِ ما أشاء
لكن هَوى النفس في خَيال
قد لاحَ للرُوح في السَماء
أحِنُّ شَوقاً إلى ديارٍ
رأيتُ فيها سَنى الجَمال
أُهبِطتُ منها إلى قَرارٍ
أمسَت به الروحُ في اعتقال
أَهِيمُ في الليلِ مثلَ أعمى
جاعَ ولا يُحسِنُ السؤال
يَهُزُّني في الدُجى حَنينٌ
إلى الذي مرَّ من وِصال
هل من سبيلٍ إلى رُجوعٍ
هل من طريقٍ إلى وُصولِ
تَهِيمُ نفسي ولستُ أدري
بحاصلٍ أو بُمستحيلِ
يا صاحِ قد حِرتُ أين أمضي
والسُبلُ ضلَّت عن الضَلولِ
فاستَلمشحِ البرقَ هل تراهُ
فإنَّه أوَّلُ السَبيلِ
انظُر فلي في البُروقِ سِرّ
تَعرِفُه النفسُ في البُروقِ
ألا تَرى البرقَ نارَ رَكبٍ
تقدَّمونا على الطريقِ
من ألفِ دَهرٍ وألفِ دُنيا
سَمَوا إلى المَشرَعِ الحقيقي
فسر بنا نَقتَفِي خُطاهم
نَصِر إلى مَنبِتِ الشُروقِ
سِر قبل أن تَحجُبَ الغَوادي
عن ناظِرَينا ذُرى السماء
سِر لستُ أخشى على فؤادي
أن يَبقى في الأرضِ للفَناء
وكيفَ ترجو اصطحابَ قلبي
والنفسُ والقلبُ في عِداء
إن كان لا بدَّ من فؤادٍ
فلنَبقَ في الأرضِ للشَقاء
إن كان لا بدَّ من فؤادٍ
فقم نُفتش عن الفؤاد
إن فاتنا أو نَوى استتاراً
نستَهدِ بالحُزنِ والسَواد
نلقاه حيثُ الجِهادُ يُفني
أو حيثُ لا نفعَ في الجِهاد
أوسائراً في رِكابِ ريحٍ
يَهرُبُ فيها من العِباد
يا نسماتٍ سَرَين ليلاً
متى تَعودينَ يا نَواسِم
سَلَبتِ قلبي وقد أراه
يطوفُ في رَكبِك العَوالم
فهل تَراه يَعودُ يوماً
إليَّ أو لا يَزالُ هائم
يا ويحَ قلبي وويح نفسي
من صُحبةٍ لم تكن تُلائِم
يا قلبُ يا طائراً صغيراً
مُضطَرِباً في يدِ الحياه
يا ظامئاً والدِماءُ تَجري
منه لِيَروي بها سواه
تعالَ نَختَر لنا طريقاً
نَقفو بها الحُلمَ في سُراه
تعالَ أو تنقضِي الليالي
فننثني دون أن نَراه
تقَرَّحَت أعيُنُ الدَراري
وحَشرَجَت أنفُسُ اللَيالي
وَولوَلت في الدُجى شُكوكي
ورَفرَفت أجنُحُ المُحالِ
واستأسَرَ الحُلمُ باختيار
وطار همِّي بلا عِقالِ
فعُد بنا يا سمِيرَ حُزني
نقنَعُ في الأرضِ بالخَيالِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة تفتحت أعين الدراري
قصيدة تفتحت أعين الدراري لـ نسيب عريضة وعدد أبياتها أربعة و أربعون.
عن نسيب عريضة
نسيب بن أسعد عريضة. شاعر أديب، من مؤسسي (الرابطة القلمية) في المهجر الأميركي. ولد في حمص، وتعلم بها، ثم بالمدرسة الروسية بالناصرة، وهاجر إلى نيويورك (سنة 1905) فأنشأ مجلة (الفنون) سنة 1913 وأغلقها ثم أعادها، وأضاع في سبيلها ما يملك. وعمل في التجارة، ثم تولى تحرير (مرآة الغرب) الجريدة اليومية، فجريدة (الهدى) وتوفى في مدينة بروكلن. له: (الأرواح الحائرة - ط) ديوان شعره، و (أسرار البلاط الروسي - ط) قصة مترجمة، و (ديك الجن الحمصي - ط) قصة نشرها في (مجموعة الرابطة القلمية) .[١]
تعريف نسيب عريضة في ويكيبيديا
نسيب عريضة (1887 - 1946 م) شاعر وقاص سوري ولد في حمص، درس في دار المعلمين الروسية في الناصرة وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1905م، حيث عمل محرراً في بعض الصحف العربية. أسس مطبعة وأصدر مجلة «الفنون» عام 1912م. كان أحد مؤسسي الرابطة القلمية في نيويورك عام 1920 م، وقد ضمت هذه الرابطة كثيراً من أدباء المهجر في أميركا الشمالية. نشر عدة مقالات، وترجم عدة كتب عن الروسية. يتميز شعره بالرقة والحنين للوطن، وقد جَمعهُ في ديوان «الأرواح الحائرة»، الذي توفي قبل أربعة أيام من صدوره. له قصّتان: «الصمصامة» و«ديك الجن الحمصي». يقول نسيب بن أسعد عريضة في قصيدته «أم الحجارة السود» واصفاً مدينته حمص: حمص العديّة، كلنا يهواك ِ يا كعبة الأبطال، إنّ ثراكِ غمدٌ لسيف الله، في مثواكِ وهي القصيدة الشهيرة التي يقول فيها: يا دهر قد طال البعاد عن الوطنْ هل عودة تُرجى وقد فات الظعنْ خذني إلى حمصٍ[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ نسيب عريضة - ويكيبيديا