تفديك النفوس ولا تفادى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تفديك النفوس ولا تفادى لـ أبو العلاء المعري

اقتباس من قصيدة تفديك النفوس ولا تفادى لـ أبو العلاء المعري

تُفَدّيكَ النُّفوسُ ولا تَفادى

فأدْنِ القُرْبَ أوْ أطِلِ البِعادا

أرانا يا علِيّ وإنْ أقَمْنا

نُشاطِرُكَ الصَّبابَةَ والسُّهادا

ولولا أنْ يُظَنّ بنا غُلُوٌّ

لزِدْنا في المقالِ مَن اسْتَزادا

وقيل أفادَ بالأسْفارِ مالا

فقُلْنا هل أفادَ بها فؤادا

وهل هانَتْ عَزائِمُهُ ولانَتْ

فقد كانَت عرائِكُها شِدادا

إذا سارَتْكَ شُهْبُ الليل قالت

أعانَ الُله أبْعَدَنا مُرادا

وإنْ جارَتْكَ هُوجُ الرّيحِ كانت

أكَلَّ رَكائباً وأقَلَّ زادا

إذا جَلّى ليالي الشهرِ سَيْرٌ

عليكَ أخَذْتَ أسْبَغَها حِدادا

تَخَيَّرُ سُودَها وتقول أحْلى

عُيونِ الخَلْقِ أكثرُها سَوادا

تَضَيَّفُكَ الخَوامِعُ في المَوامي

فَتَقْريهِنَّ مَثْنى أو فُرَادَى

ويَبْكي رِقَّةً لكَ كلُّ نَوْْءٍ

فتَمْلأ مِن مَدامِعِهِ المَزادا

إذا صاحَ ابنُ دأيَةَ بالتّداني

جَعَلْنا خِطْرَ لِمَّتِهِ جِسادا

نُضَمِّخُ بالعَبيرِ له جَناحاً

أحَمَّ كأنّهُ طُلِيَ المِدادا

سنَلْثَمُ من نَجائِبِكَ الهَوادي

ونَرْشُفُ غِمْدَ سيفِكَ والنِّجادا

ونَسْتَشْفي بِسُؤرِ جَوادِ خَيْلٍ

قَدِمْتَ عليه إنْ خِفْنا الجُوَادا

كأنّكَ مِنْهُ فوقَ سَماءِ عِزٍّ

وقد جُعِلَتْ قَوائِمُه عِمادا

إذا هادَى أخٌ مِنّا أخاهُ

تُرابَكَ كان ألْطَفَ ما يُهادى

كأنَّ بني سَبيكَةَ فوقَ طَيْرٍ

يَجوبونَ الغَوائِرَ والنِّجادا

أَبِالإسْكَنْدَرِ المَلِكِ اقتَدَيْتُمْ

فما تَضَعونَ في بَلَدٍ وِسادا

لعَلَّكَ يا جَليدَ القَلْبِ ثانٍ

لأوّلِ ماسِحٍ مَسَحَ البِلادا

بِعِيسٍ مِثْلَ أطرافِ المَداري

يخُضْنَ من الدُّجى لِمَماً جِعادا

علامَ هَجَرْتَ شرْقَ الأرضِ حتى

أتَيْتَ الغَرْبَ تَخْتَبِرُ العِبادا

وكانتْ مِصْرُ ذاتُ النيلِ عَصْراً

تُنافِسُ فيكَ دِجْلَةَ والسّوادا

وإنّ مِن الصَّراةِ إلى مَجَرّ ال

فُراتِ إلى قُوَيْقٍ مُسْتَرَادا

مِياهٌ لو طَرَحْتَ بها لُجَيْناً

ومُشْبِهَهَا لَمُيّزَتِ انْتِقادا

فإنْ تَجِدِ الدّيَار كما أراد ال

غَريبُ فما الصّديقُ كما أرادا

إذا الشِّعْرَى اليَمانِيَةُ استَنارَتْ

فجَدِّدْ للشّآمِيَةِ الوِدادا

فللشّامِ الوَفاءُ وإنْ سِواهُ

تَوافَى مَنْطِقاً غَدَرَ اعتِقادا

ظَعَنْتَ لِتَسْتَفيدَ أخاً وفِيّاً

وضَيّعْتَ القَديمَ المُسْتَفادا

وسِرْتَ لتَذْعَرَ الحِيتانَ لمّا

ذَعَرْتَ الوَحْشَ والأُسُدَ الوِرادا

وليْلٍ خافَ قَوْلَ النّاسِ لمّا

تَوَلّى سارَ مُنْهَزِماً فعادا

دَجا فتَلَهّبَ المِرّيخُ فيه

وألْبَسَ جَمْرَةَ الشمسِ الرّمادا

كأنّكَ مِن كواكِبِهِ سُهَيْلٌ

إذا طَلَعَ اعتِزالاً وانْفِرادا

جَعَلْتَ الناجِياتِ عليه عَوْناً

فلم تَطْعَمْ ولا طَعِمَتْ رُقادا

تَوَهَّمُ أنّ ضَوْءَ الفَجْرِ دانٍ

فلم تَقْدَحْ بظِنَّتِها زِنادا

وما لاحَ الصّباحُ لها ولكِنْ

رأتْ من نارِ عَزْمَتِكَ اتّقادا

قطَعْتَ بحارَها والبَرَّ حتى

تَعالَلْتَ السّفائِنَ والجِيادا

فلم تَتْرُكْ لجارِيَةٍ شِراعا

ولم تَتْرُكْ لعَادِيَةٍ بِدادا

بأرْضٍ لا يَصوبُ الغَيْثُ فيها

ولا تَرْعَى البُداةُ بها النِّقادا

وأُخْرَى رُومُها عَرَبٌ عليها

وإنْ لم يَرْكَبوا فيها جَوادا

سِوى أنّ السّفِينَ تُخالُ فيها

بُيوتَ الشَّعْرِ شَكْلاً واسْوِدادا

ديارُهُمُ بهِمْ تَسْري وتَجري

إذا شاءوا مُغاراً أوْ طِرادا

تَصَيَّدُ سَفْرُها في كُلّ وَجْهٍ

وغايَةُ مَنْ تَصَيّدَ أن يُصادا

تكادُ تكونُ في لَوْنٍ وفِعْلٍ

نَواظِرُها أسِنَّتَها الحِدادا

أقِمْ في الأقْرَبِينَ فكُلُّ حَيّ

يُرَاوَحُ بالمَعِيشَةِ أوْ يُغادى

وليس يُزادُ في رِزْقٍ حَريصٌ

ولو رَكِبَ العَواصِفَ كي يُزادا

وكيْفَ تَسيرُ مُبْتَغِياً طريفاً

وقد وَهَبَتْ أنامِلُكَ التِّلادا

فما يَنْفَكُّ ذا مالٍ عَتِيدٍ

فتىً جَعَلَ القُنوعَ له عَتادا

ولو أنّ السّحابَ هَمَى بعَقْلٍ

لَمَا أرْوى مع النّخْلِ القَتادا

ولو أعطى على قَدْرِ المَعالي

سَقى الهَضَباتِ واجْتَنَبَ الوِهادا

وما زِلْتَ الرّشيدَ نُهىً وحاشَا

لفَضْلِكَ أنْ أُذَكّرَهُ الرّشادا

ومِثلُكَ للأصادِقِ مُستَقِيد

وشَرُّ الخيْلِ أصْعبُها قِيادا

ورُبّ مُبالِغٍ في كَيْدِ أمْرٍ

تقولُ له أحِبَّتُه اقْتِصادا

وذي أمَلٍ تَبَصَّرَ كُنْهَ أمْرٍ

فقَصَّرَ بَعْدَما أشْفى وَكادا

نُراسِلُكَ التّنَصّحَ في القَوافي

وغيرُكَ مَنْ نُعَلّمُهُ السَّدادا

فإن تَقْبَلْ فذاك هَوَى أُناس

وإنْ تَرْدُدْ فلم نألُ اجْتِهادا

شرح ومعاني كلمات قصيدة تفديك النفوس ولا تفادى

قصيدة تفديك النفوس ولا تفادى لـ أبو العلاء المعري وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن أبو العلاء المعري

أبو العَلاء المعريّ (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، شاعر ومفكر وأديب ونحوي ولد في معرة النعمان في محافظة إدلب وينسب لها. من شعراء الدولة العباسية وكان يلقب برهين المحبسين؛ العمى واعتزاله الناس في بيته.

تعريفه من ويكيبيديا

أبو العَلاء المعريّ (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمدُ بن عبَد الله بن سُلَيمان القضاعي التَنوخي المَعِري، شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي في معرة النعمان في محافظة إدلب وإليها يُنسب. لُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.

ولد المعري في معرة النعمان (في سوريا حالياً، ينتمي لعائلة بني سليمان، والتي بدورها تنتمي لقبيلة تنوخ، جده الأعظم كان أول قاضٍ في المدينة، وقد عرف بعض أعضاء عائلة بني سليمان بالشعر، فقد بصره في الرابعة من العمر نتيجة لمرض الجدري. بدأ يقرأ الشّعرَ في سن مبكرة حوالي الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمره في بلدته معرة النعمان، ثم ذهب للدراسة في حلب، وغيرها من المدن الشامية. فدرس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه والشعر على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء، وقرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه، ويدل شعره ونثره على أنه كان عالماً بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. أخذ المعري النحو وشعر المتنبي عن محمد بن عبد الله بن سعد النحوي. وهو أحد رواة شعر المتنبي.

كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر، وسافر في أواخر سنة 398 هـ 1007م إلى بغداد فزار دور كتبها وقابل علماءها. وعاد إلى معرة النعمان سنة 400 هـ 1009م، وشرع في التأليف والتصنيف ملازماً بيته، وكان اسم كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم.

وقد كان عزم على اعتزاله الناسَ وهو في بغداد، خصوصاً بعد أن ورد إليه خبر وفاة والده، وقدد عزز فكرة ذهابه عن بغداد أنه رأى تنافس العلماء والرؤساء على الجاه، وتيقن "أن الدنيا كما هي مفطورة على الشرور والدواهي" وقال ذات مرة "وأنا وحشي الغريزة، أنسي الولادة"

وكتب إلى خاله أبي القاسم قبيل منصرفه من بغداد "ولما فاتني المقام بحيث اخترتُ، أجمعت على انفراد يجعلني كالظبي في الكناس، ويقطع ما بيني وبين الناس إلا من وصلني الله به وصل الذراع باليد، والليلة بالغد" وقال بعد اعتزاله بفترة طويلة "لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة، واجتهدت على أن أُتوفى على تسبيح الله وتحميده"

عاش المعري بعد اعتزاله زاهداً في الدنيا، معرضاً عن لذاتها، لا يأكل لحم الحيوان حتى قيل أنه لم يأكل اللحم 45 سنة، ولا ما ينتجه من سمن ولبن أو بيض وعسل، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن. حتى توفي عن عمر يناهز 86 عاماً، ودفن في منزله بمعرة النعمان.

وقد جمعت أخباره مما كتبه المؤرخون وأصحاب السير في كتاب بإشراف الدكتور طه حسين بعنوان "تعريف القدماء بأبي العلاء".

تعريفه من معجم الأدباء لياقوت الحموي

هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن [محمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان] بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أرقم بن أنور بن اسحم بن النعمان، ويقال له الساطع لجماله، ابن عديّ بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وتيم الله مجتمع تنوخ: من أهل معرة النعمان من بلاد الشام، كان غزير الفضل شائع الذكر وافر العلم غاية في الفهم، عالما حاذقا بالنحو، جيد الشعر جزل الكلام، شهرته تغني عن صفته وفضله ينطق بسجيته.

ولد بمعرة النعمان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة واعتل بالجدري التي ذهب فيها بصره سنة سبع وستين وثلاثمائة وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة ورحل إلى بغداد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة أقام ببغداد سنة وسبعة أشهر ثم رجع إلى بلده فأقام ولزم منزله إلى أن مات يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة في أيام القائم.

اقرأ المزيد في الصفحة: معجم الأدباء/أحمد بن عبد الله بن سليمان

تعريفه من معجم الشعراء العرب

شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و (سقط الزند-ط) ، و (ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،

من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و (عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و (رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و (رسالة الغفران-ط) ، و (الفصول والغايات -ط) ، و (رسالة الصاهل والشاحج).

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي