تفوز بنا المنون وتستبد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تفوز بنا المنون وتستبد لـ الشريف الرضي

اقتباس من قصيدة تفوز بنا المنون وتستبد لـ الشريف الرضي

تَفوزُ بِنا المَنونَ وَتَستَبِدُّ

وَيَأخُذُنا الزَمانُ وَلا يَرُدُّ

وَأَنظُرُ ماضِياً في عَقبِ ماضٍ

لَقَد أَيقَنتُ أَنَّ الأَمرَ جِدُّ

رُوَيداً بِالفِرارِ مِنَ المَنايا

فَليسَ يَفوتُها الساري المُجِدُّ

فَأَينَ مُلوكُنا الماضونَ قِدماً

أَعَدّوا لِلنَوائِبِ وَاِستَعَدّوا

وَأَينَ مُعاقِدو الدُنيا قَديماً

نَبَت بِهِمُ فَلا إِلٌّ وَعَقدُ

وَكُلُّ فَتىً تَحُفُّ بِجانِبَيهِ

خَواطِرُ بِالقَنا قُبٌّ وَجُردُ

فَما دَفَعَ المَنايا عَنهُ وَفرٌ

وَلا هَزَمَ النَوائِبَ عَنهُ جُندُ

وَلا أَسَلٌ لَها قَرعٌ وَوَخزٌ

وَلا قُضُبٌ لَها قَطٌّ وَقَدُّ

أَعارَهُمُ الزَمانُ نَعيمَ عَيشٍ

فَيا سُرعانَ ما نَزَعوا وَرَدّوا

هُمُ فَرَطٌ لَنا في كُلِّ يَومٍ

نَمُدُّهُمُ وَإِن لَم يَستَمِدّوا

فَلا الغادي يَروحُ فَنَرتَجيهِ

وَلا المُتَرَوِّحُ العَجلانُ يَغدو

وَلِلإِنسانِ مِن هَذي اللَيالي

وَهوبٌ لا يَدومُ وَمُستَرِدُّ

تُجِدُّ لَنا مَلابِسَها فَيَبقى

جَديداها وَيَبلى المُستَجَدُّ

أَإِبراهيمُ أَمّا دَمعُ عَيني

عَليكَ فَما يُعَدُّ وَلا يُحَدُّ

يُغَصَّصُ بِالأَوائِلِ مِنهُ طَرفٌ

وَيَدمى بِالأَواخِرِ مِنهُ خَدُّ

بَكَيتُكَ لِلوَدادِ وَرُبَّ باكٍ

عَليكَ مِنَ الأَقارِبِ لا يَوَدُّ

وَإِنَّ بُكاءَ مَن تَبكيهِ قُربى

لَدونَ بُكاءِ مَن يَبكيهِ وُدُّ

إِذا غِضنا الدَموعَ أَبَت عَلينا

مَناقِبُ مِنكَ لَيسَ لَهُنَّ نِدُّ

فَمِنهُنَّ اِشتِطاطُكَ في المَساعي

وَفَضلُ العَزمِ وَالباعُ الأَشَدُّ

فَأَينَ مُسابِقُ الأَجالِ طَعناً

يَعودُ وَرُمحُهُ رَيّانُ وَردُ

وَأَينَ الآسَرُ الفَكّاكُ يَسري

إِلَيهِ مِنَ العِدى ذَمٌّ وَحَمدُ

فَاِعناقٌ أَحاطَ بِهِنَّ مَنٌّ

وَأَعناقٌ أَحاطَ بِهِنَّ قَدُّ

أَيا سَهماًرَمى غَرَضاً فَأَخطا

وَذي الأَقدارِ أَسهُمُها أَسَدُّ

وَلَو غَيرُ الرَدى جاثاكَ أَقعى

بِهِ مِن بَأسِكَ الخَصمُ الأَلَدُّ

قَتيلٌ فَلَّهُ نابٌ كَهامٌ

وَكانَ العَضبَ ضَوَّأَهُ الفِرِندُ

وَذَلَّ بِذُلِّ قاتِلِهِ فَأَضحى

لِقاتِلِهِ بِهِ عِزٌّ وَمَجدُ

فَيا أَسَداً يَصولُ عَليهِ ذِئبٌ

وَيا مَولىً يَطولُ عَليهِ عَبدُ

وَكَيفَ رَجَوتُ أَن يَبقى سَليماً

وَما شُربُ القُرونِ لَهُ مُعَدُّ

وَهَل بَقِيَت قَبائِلُهُ فَيَبقى

رَبيعَةُ أَو نِزارٌ أَو مَعَدُّ

مِنَ القَومِ الأُلى طَلَبوا وَنالوا

وَجَدُّ بِهِم إِلى العَلياءِ جَدُّ

إِذا نَدَبوا إِلى البَأساءِ عاجوا

وَإِن أَدنوا إِلى العَوراءِ صَدّوا

تَصَدَّعَ مَجدُ أَوَّلِهِم فَشَدّوا

جَوانِبَهُ بِأَنفُسِهِم وَسَدّوا

إِذا عُدَّ الأَماجِدُ جاءَ مِنهُم

عَديدٌ كَالرِمالِ فَلَم يُعَدّوا

سَقاهُ أَحَمُّ نَجدِيُّ التَوالي

يُعَمُّ بِوَدقِهِ غَورٌ وَنَجدُ

إِذا مَخَضَت حَوافِلَهُ جَنوبٌ

مَرى لَقَحاتِهِ بَرقٌ وَرَعدُ

تَدافَعَ مِنهُ مَلآنَ الحَوايا

سِياقُ النيبِ أَصدَرَهُنَّ وِردُ

وَلا عَرّى ثَراهُ مِنَ الغَوادي

وَمِن نُوّارِها سَبطٌ وَجَعدُ

إِذا ما الرَكبُ مَرَّ عَليهِ قالوا

أَيا حالي الصَعيدِ سَقاكَ عَهدُ

لَقَد كَرُمَت يَمينُكَ قَبلُ حَيّاً

وَقَد كَرُمَ الغَمامُ عَليكَ بَعدُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تفوز بنا المنون وتستبد

قصيدة تفوز بنا المنون وتستبد لـ الشريف الرضي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ. له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل. توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.[١]

تعريف الشريف الرضي في ويكيبيديا

أبو الحسن، السيد محمد بن الحسين بن موسى، ويلقب بالشريف الرضي (359 هـ - 406 هـ / 969 - 1015م) هو الرضي العلوي الحسيني الموسوي. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها. عمل نقيباً للطالبيين حتى وفاته، وهو الذي جمع كتاب نهج البلاغة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف الرضي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي