تلك العروبة جرحها يجري دما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تلك العروبة جرحها يجري دما لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة تلك العروبة جرحها يجري دما لـ أحمد محرم

تلك العروبةُ جُرحُها يجرِي دَما

مَن يَمْنَعُ الإسلامَ أن يَتألّما

هذا تُراثُ مُحمَّدٍ في قومِه

أَمْسَى بأيدِي النّاهِبينَ مُقَسَّما

أثَرُ السُّيوفِ عليه والدَّمُ حوله

حرّانَ يصرخُ أين أَبطالُ الحِمَى

أين الأُلىَ وَرِثُوا المَمالِكَ حُرَّةً

تقضِي القضاءَ على القياصرِ مُبْرَما

تَرْمِي فتهدمُ كُلَّ أَرْعَنَ شاهِقٍ

ويخافُها رَيْبُ الزّمانِ إذا رَمَى

تتلفّتُ الدُّنيا إذا رَفَعتْ يداً

وتَطيرُ من فَزَعٍ إذا فَتَحتْ فما

دار الزّمانُ فعاث في أرجائها

مَنْ كان يَنْزِلُها فيمشِي مُحرِما

إيهٍ فلسطينُ اصْبِري أو فاجْزَعي

وكَفَى بصبركِ في الحوادثِ مغنما

ظَلَمَ اليهودُ بَنيكِ حين تحكّموا

وأرى الأُلىَ باعوكِ كانوا أظلما

يا وَيْحَهُمْ أفما رَأَوْا من حولِهم

شعباً أعزَّ من اليهودِ وأكرَما

شَوْكُ الشُّعوبِ رَمَتْ به أقدامُها

وَرَمَوا به منّا العُيونَ النُّوَّما

طَرَدَ الكَرَى عنها وشَكَّ سَوادَها

فَتَفجَّرتْ بالدَّمعِ وانْبَجَسَتْ دمَا

نَظَرتْ فلم تَرَ في منازلِ قومِنا

بالقُدسِ إلا مصرعاً أو مأتما

أثَرُ البُراقِ جرت عليه صواعقٌ

للبَغْيِ من حُلفائنا فتضرّما

عَقَدُوا لنا العهدَ البغيضَ وإنَّهم

لأَضرُّ مَنْ عَقَد العُهودَ فأحكما

ما العهدُ يُكتبُ للسّلامِ على رِضىً

كالعهد يُكتبُ بالسِّلاحِ مُسمَّما

بلفورُ بئسَ الوعدُ وعدُك للأُلىَ

جَعلوكَ للأَمَلِ المُخيَّبِ سُلَّما

خَدَعوكَ حين أطعتَهم وخدعتهم

إذ طاوعوكَ وتلكَ منزلةُ العَمى

لسنا وُلاةَ الحقِّ إن لم يَنْدَمُوا

ولأنتَ أَوْلَىَ أن تَتُوبَ وتَنْدَمَا

تلك الإساءةُ ما استقلَّ بمثلِها

في الدّهر قبلكَ مَن أساءَ وأجرما

إنّ الذين جَهِلْتَ حُسنَ بَلائِهم

ضربوا لك الأمثالَ كيما تعلما

إن جلَّ ما أبصرتَ من أحداثهم

فَستُبصرُ الحدثَ الأجلَّ الأعظما

الموتُ عندَ القومِ أعذبُ مَشْرباً

مِمَّا يُرادُ بهم وأطيبُ مطعما

إخوانُنا الأحرارُ ما ألِفُوا الأذى

مَرْعىً ولا عَرَفُوا المذلّةَ مَجْثَما

نَفرَ الحِفاظُ بهم فلستَ بواجدٍ

منهمِ بِمُصْطَرعِ الفوارسِ مُحجِما

ورثوا الكُماةَ المُعلِمينَ فما تَرى

بديارهم إلا الكمَّي المُعْلَما

تلك الدّيارُ المُشرِقاتُ لوَ اَنّها

نَزَلَتْ منازلَها لكانت أَنْجُما

ما انفكَّ مَجْرَى الوحي في جَنبَاتِها

يُلقِي على الدُّنيا الشّعاعَ الأقدما

لولا جَهالَتُها وباطلُ أهلِها

لأَضاءَ من أقطارِها ما أظلما

بِكِ يا فلسطينُ البلادُ تعلّمت

أَدَبَ الجهادِ وكان معنىً مُبْهَما

ماذا يُضِيرُكِ إن تَوهَّمَ جاهلٌ

وأَبَى عليه خَبَالُه أن يفهما

هذا كِتابُكِ ليس يبلغُ شأوَهُ

مَن نَمَّقَ الكُتْبَ الحِسانَ ونمنما

نعم الكتابُ لمن يُحِبُّ بِلادَهُ

ولمن يَضِنُّ بِحَقِّها أن يُهضَما

حُرُّ الصّحائفِ من بدائعِ حُرَّةٍ

حَمَلَتْ جَلال العبقرِيَّةِ مِيسَما

بَدَأَتْهُ بالدّمِ والحديدِ وإنّه

بسواهما لن يُسْتَتَمَّ ويُخْتَما

إيهٍ شُعوبَ المُسلِمينَ تنبَّهوا

وتَدَاركوا أَسْبابَكم أن تُجْذَما

اللهَ في إخوانِكم وبلادِكم

أَفَما تَرَوْنَ الخطبَ كيف تَهجَّما

حَفِظُوا التُّراثَ لكم وصانوا عِرْضَكم

أَفَتكرهون لِعِرْضِكم أن يَسْلَما

لا تَخْذُلُوهم والملائكُ شُهَّدٌ

بالمَسْجِدَيْنِ كَفَى بذلكَ مأثما

إنّي وَفَيْتُ لهم ولستُ بِمُسلِمٍ

إن خُنْتُ في دُنيايَ شعباً مُسْلِما

أَتَبِيتُ أولى القِبْلَتَيْنِ حَزينةً

وأَبِيتُ وَسْنانَ الجُفونِ مُنعّما

شرح ومعاني كلمات قصيدة تلك العروبة جرحها يجري دما

قصيدة تلك العروبة جرحها يجري دما لـ أحمد محرم وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي