تمناها بجهل الظن سعد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تمناها بجهل الظن سعد لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة تمناها بجهل الظن سعد لـ مهيار الديلمي

تمنَّاها بجهلِ الظنِّ سعدُ

وما هي من مطايا الظنِّ بعدُ

وخالَ ظهورَها قُعُداً لياناً

فرحَّلَ وهي مُزلِقةٌ تكُدُّ

وراوحَها القِعابَ ليعتشيها

فضرعٌ زلَّ أو خِلفٌ يَنِدُّ

براثنُ أَوْسَقَتْهُ دماً صبيباً

وفي قومٍ لها أَقِطٌ وزُبدُ

لعلّك سعدُ غرَّك أن تراها

على الجرّاتِ تأكلُ أو تَرُدُّ

وأنّ العام أخلَفها فجاءتْ

حبائلَ في حبائلها تُمَدُّ

مفلَّلةً على الأعطانِ فوضَى

هببتَ تظنُّ أنّ الفَلَّ طردُ

وما يُدريكَ من يَحمِي حماها

ويحضُرُ ذائداً عنها ويَبدو

وإِنَّ وراءها لَقناً تَلظَّى

وأسيافاً وأَلسنةً تُحَدُّ

ومنتقصَ الطبائع إن أخيفت

لَشَدُّ الأُسْدِ أهونُ ما يَشُدُّ

إذا صاح الإباءُ به تنزَّى

يُطيع الغيظَ أغلبُ مستبِدُّ

ومشحوذاً من الكَلِم المصفَّى

به الأعراضُ تُفرَى أو تُقَدُّ

إذا عصَبَ اللَّهاةَ الريقُ فاضت

دوافقُ منه واديها مُمَدُّ

تَحاشَدُ يَعْرُبٌ إن قال نصراً

وتغضَبُ بالطباع له مَعَدُّ

فما لك لا أبا لك تتَّقيها

وفيها السيفُ والخصمُ الألدُّ

طغَى بك أنْ وَنتْ عنك القوافي

وخلفَ فُتورِها دأبٌ ووخْدُ

لئن دَرِدَتْ فلا يَغررْك منها

أراقمُ يزدرِدنَ وهنَّ دُرْدُ

وإن نأت البلادُ برافديها

فقومٌ آخرون لها ورِفْدُ

ولم يَقعُدْ عن المعروف جُندٌ

من الكرماء إلا قام جُندُ

وكم من حاضرٍ دانٍ كفاني

رجالاً لَفَّهُمْ سَفَرٌ وبُعدُ

ولم أعدَمْ نوالَهُمُ ولكن

وجوهٌ بعدَها ألمٌ ووجدُ

سقى اللّه ابنَ أيّوبٍ سماءً

تروح سحابُها ملأَى وتغدو

وإلا ماءُ خديه حياءً

وإلا خلَّةٌ منه وودُّ

وأيّ خلالهِ كرماً سقاه

كَفَى وسقَى نميرٌ منه عِدُّ

أخوك فلا تغيِّره الليالي

إذا لم يُرعَ عند أخيك عهدُ

ومولاك الذي لا الغلُّ يسرِي

به ظَهْراً ولا الأضغانُ تحدو

تَضَيَّفْهُ وأنت طريدُ ليلٍ

رمى بك فيه إِقتارٌ وجهدُ

وقد ألقت بكلكلها جُمادَى

لخيط سمائها حلٌّ وعَقْدُ

وهبَّتْ من رياح الشامِ صِرٌّ

عسوفٌ لم تَرضها قطّ نجدُ

وأبوابُ البيوت مقرّناتٌ

فلا نارٌ ولا زادٌ مُعَدُّ

تجِدْ وجهاً يضيء لك الدياجي

كأَنَّ جبينَه في الليل زَندُ

وكَفّاً تهرُبُ الأزَماتُ منها

تَرقرَقُ سَبْطةً والعامُ جَعدُ

وبِتْ وقِراك مَيسَرةٌ وبِشرٌ

وزادُك نُخبَةٌ وثراك مَهدُ

تمامَ الليلِ واغْدُ بصالحاتٍ

من الأخلاق إن تَرَكتْك تغدو

شمائلُ أصلُها حَسَبٌ وخِيرٌ

وزهرةُ فعلِها كرمٌ ومجدُ

تقلَّبها أباً فأباً مؤدٍّ

كما أخَذَ العلا إرثاً يُرَدُّ

تَتِمُّ به إذا حُسِبَ المساعي

عن الآباءِ عِدَّةُ ما يُعَدُّ

تفرَّدَ بالمحاسن في زمانٍ

تنكَّرَ أن يقالَ البدرُ فردُ

وجاراه على غَرَرٍ رجالٌ

لهم شدٌّ وليس لهم أشُدُّ

فقصَّر كلُّ منتفخٍ هجينٍ

ومرَّ أقبُّ يطوِي الشوطَ نهدُ

ثقيلٌ والحلومُ مشعشَعاتٌ

نصيعُ العِرض والأعراضُ رُبْدُ

ملكتُ به المنى وعلى الليالي

ديونٌ بعدُ لي فيه ووعدُ

وكان نوالُ أقوامٍ ضماناً

أسوَّفه وجودُ يديه نَقْدُ

أحدَّ بنصره نابَيَّ حتّى

فَرَسْتُ به الخطوبَ وهنُّ أُسْدُ

وعاد أشلَّ كفُّ الدهر عنّي

بأنك لي به سيفٌ وزندُ

فلا يعدَمْك معتمِرٌ غريبٌ

له بك أسوة صَبْرٌ وحَشْدُ

ولايَفْقِدك منّي مستضيءٌ

بهَدْيِك في الظلام وأنتَ رُشْدُ

وردَّ عليك رائحةً ثنائي

عزائبَ مثلُها لك يُسترَدُّ

خمائصَ أو يَجِدنَ إليك مرعىً

خوامسَ أو لهنَّ نداك وِرْدُ

حواملَ من نتاج الجود ملء ال

جيوب فمالُها شكرٌ وحمدُ

من الكلم الذي إن كان حدٌّ

لغاياتِ الفصاحة فهو حدُّ

سبقتُ به المَقاولَ مستريحاً

ففتُّهُمُ وقد نَصِبوا وكدُّوا

تكُرُّ عليك واحدةً ومَثنَىً

بهنّ وفودُها ما قام أُحْدُ

ليوم المهرجان وكان عُطْلاً

وشاحٌ من فرائدها وعِقْدُ

سلبتُ الناس زينتَها ضنيناً

بها وبرودُها لك تَستحدُّ

عتقَني من الحِرص اقتناعي

بما تُولِي ومولى الحرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تمناها بجهل الظن سعد

قصيدة تمناها بجهل الظن سعد لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي