تناهى فاطمأن إلى العتاب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تناهى فاطمأن إلى العتاب لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة تناهى فاطمأن إلى العتاب لـ السري الرفاء

تَناهى فاطمأَنَّ إلى العِتابِ

وأحسنَ للعواذلِ في الخِطابِ

وسارَ جَنِيبَ غُصْنٍ غيرِ رَطْبٍ

وكان جنيبَ أغصانٍ رِطابِ

خَلَتْ منه ميادينُ التَّصابي

وعُرِّيَ منه أفراسُ الشَّبابِ

وزهَّدَه خِضابُ الناسِ لمَّا

تولَّى عنه في زُورِ الخِضابِ

وردَّ كؤوسَه في الحَلْي تُجلَى

وكان يَردُّها عُطْلَ الرِّقابِ

وأيقنَ أنه ظِفرُ اللَّيالي

تبيَّنَ في شَبا ظفْرٍ ونابِ

وإن غادرْتَ مِصباحاً ضئيلاً

فقد ساوَرْنَ أثقبَ من شِهابِ

رأيتُ رِداءَه عِبثاً عليه

وسهلَ طريقِه حَزْنَ الشِّعابِ

كأن لم يُغْنِ فتيانَ العوالي

بنَجدَتِه وفتيانَ التَّصابي

ولم يَعْدِلْ صفاءَ العيشِ فيهم

وبعضُهُمُ قَذاةٌ في شَرابِ

ورُبَّ مُعصْفراتِ القُمْصِ طافَتْ

عليه بها مُعَصفرةُ النِّقابِ

وألفاظٍ له عَذُبَتْ فأغَنتْ

غِناءَ الرَّاحِ بالنُّطَفِ العِذابِ

يكرِّرُها على راووقِ فِكْرٍ

فيبعُثها كرَقراقِ السّرابِ

وخَرْقٍ طال فيه السَّيرُ حتى

حَسِبناه يسيرُ مع الرِّكابِ

صَحِبْنا فيه تَرْحاتِ التَّنائي

على ثِقَةٍ بِفَرْحاتِ الإيابِ

إلى الخِرقِ الذي يَلْقى الأماني

رحيبَ الصَّدْرِ منه والرِّحابِ

لقد أضحَتْ خِلالُ أبي حُصَيْنٍ

حصوناً في المُلِمَّاتِ الصِّعابِ

كساني ظِلَّ نائِلِه وآوى

غرائبَ مَنطِقي بعدَ اغترابِ

فكنتُ كروضَةٍ سُقِيت سَحاباً

فأَثنتْ بالنَّسيمِ على السَّحابِ

عطاءٌ يَستَهِلُّ البِشرُ فيه

فيبعثُه انسكاباً في التهابِ

كما ساَرتْ مؤلَّفَةُ الهَوادي

بلَمْعِ البرقِ مُذهَبَةَ الرَّبابِ

تَجرَّدَ للجِهادِ فكان عَضباً

حديدَ الحَدِّ فيه غيرَ نابِي

ينازلُ مُصلَتاً من كلِّ أوبٍ

ويدخُلُ مُعلَماً من كلِّ بابِ

وأشيبَ عاينَ العلياءَ طِفْلاً

فقارعَ قبل تقريعِ العِتابِ

وحرَّمَ مِسْمَعَيْهِ على المَلاهي

وهُدَّابَ الإزارِ على التُّرابِ

يروعُكَ وهو مصقولُ السَّجايا

إذا ما هَزَّ مصقولَ الذُّبابِ

وقد شَغَلتْ كعوبُ الرمحِ منه

يَديهِ عن مُلامَسَةِ الكِعابِ

وخفَّ عليه ثِقْلُ الدِّرعِ حتى

كأنَّ دروعَه سَرَقُ الثِّيابِ

وكم خرَقَ الحِجابَ إلى مَقامٍ

توارَى الشَّمسُ فيه بالحِجابِ

إذا شُنَّتْ به الغاراتُ كانت

نفوسُ المُعلَمينَ من النِّهابِ

كأنَّ سيوفَه بينَ العوالي

جداولُ يطَّرِدْنَ خِلالَ غابِ

وخَيْلٍ قادَها في جنْح ليلٍ

تَطيرُ بِوَطْئِها نارَ الضِّرابِ

إذا مرَقَتْ من الظَّلماءِ أذكَتْ

على المُرَّاقِ ثائرةَ العَذابِ

وقِرْنٍ شامَ صفحتَه فعادَى

صفيحةَ سيفِه عندَ الضِّرابِ

وقد وضحَتْ سطورُ البيضِ فيه

كما وَضَحتْ سطورٌ في كِتابِ

مناقبُ تملأُ الحُسَّادَ غَيْظاً

وتُغْني الطَّالبينَ عن الطِّلابِ

وحُكمٌ يَفْرُقُ الأعداءُ منه

كأنك فيه فاروقُ الصَّحَابي

يَوَدُّكَ فيه مَنْ تَقضي عليه

لشافي الحُكمِ أو كافي الصَّوابِ

إليكَ زَففتُها عذراءَ تأوي

حِجابَ القلبِ لا حُجُبَ النِّقابِ

أذَبْتُ لِصَوْغِها ذَهَبَ القوافي

فأَدَّتْ رونقَ الذَّهَبِ المُذابِ

تهاداها الملوكُ كما تَهادَتْ

أكفُّ البيضِ منظومَ السَّخابِ

تروقُك وهي ناجمةُ المعاني

كما راقَتْكَ نَاجِمةُ الحَبابِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تناهى فاطمأن إلى العتاب

قصيدة تناهى فاطمأن إلى العتاب لـ السري الرفاء وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي