تهاب السيوف البيض والأسل السمر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تهاب السيوف البيض والأسل السمر لـ ابن الأبار

اقتباس من قصيدة تهاب السيوف البيض والأسل السمر لـ ابن الأبار

تُهابُ السُّيوف البيضُ والأُسُل السمْرُ

وأقْتلُ مِنْهُن الغَلائِلُ والخُمْرُ

أما تِلْك صَرْعاها تَعِزُّ نَجَاتُها

وَكَمْ قد نَجا مَنْ يصْرَع الدّعْس والهَبْرُ

بِها فَتَنَ الأَلْبابَ حُسْنُ مَنَاظِرٍ

لَهَا طُرَرٌ سُحْمٌ لها غرَرٌ زُهْرُ

ولينُ قُدُودٍ يُوجَدُ النَّوْر والجَنَى

لَدَيْها ولكِن يُعدَمُ العطفُ والهَصْرُ

بكَتْ لِبُكائِي المَالِكِيّةُ فَالتَقَى

بِحُكمِ النَّوى الياقوتُ أحمَرَ والدُّرُّ

وَمَا زَوَّدَتْنِي غيْرَ إيماءةٍ كَفَتْ

وَحَسْبِيَ عُرْفٌ لا يُقَابِلُهُ نُكْرُ

عَجبْتُ لها رَاضَ الوَداعُ جِماحَهَا

وَعَهْدِي بِها غَضْبَى تُزارُ فَتَزْوَرُّ

وَقدْ سرّها في صدقِيَ السرَّ أنَّ لي

بِقَلْبِي لَهَا ما لا يُحِسُّ به الصّبْرُ

لَهَانَ عَلَيَّ الصَّعْبُ في حُبِّ عمرَةٍ

وإنْ غاب في أعقابِ رِحْلتها العُمرُ

يَقُولونَ أتبعْت الصّبا آهَةَ الهَوَى

فقُلْتُ ارْتِشافُ الرّاح يتْبعُهُ السُّكْرُ

صَبَرْتُ إِلى أن أَوْمأَتْ بِسَلامِها

فلمَّا استَقَلَّ الرّكبُ أسلَمَني الصَّبرُ

ومِنْ أيْنَ أو كَيْفَ التَّجَلُّدُ للنَّوَى

ومَدُّ الأسى في القَلْبِ لَيْس له جَزْرُ

حَيَاتِيَ هَجْرٌ كُلُّها وقَطيعَةٌ

أما آن أنْ تَفْنَى القَطيعَةُ والهَجْرُ

إِذا لَم يَكُن في صَبْوتي الهَوْنُ نافِعي

فَتَاللَّهِ ما في سَلْوَتِي ضَائِري الكِبْرُ

فَخَرْتُ بقرْبِ العِزِّ مِنْ حَضْرَة العُلى

وَلَولا مكانُ القرْبِ عَزَّنِيَ الفَخْرُ

فَإنْ عُدَّ بَيْتِي في قُضَاعة أوَّلاً

فَمَنْ عُدَّ مَوْلاها هُوَ الماجِدُ الحُرُّ

عَلَى أنَّها جُرْثُومَةُ اليَمَنِ التي

لها في بَنِي عَدْنَانَ الحلفُ والصِّهرُ

لَقَدْ كرمتْ في حالَتَيْها مَغَارِساً

فطال وطابَ النجْلُ ما شاءَ والنجْرُ

صَفَتْ جَوْهَراً مِنها تَميمٌ وصوفةٌ

وَزادتْ عُلىً عنْها كِنانَة والنّضْرُ

وَأَجْمَعُ بَأوٍ في إخاء مُجَمَّعٍ

كَفَانَا انتِخاءً أنَّ إِخْوَتنَا فِهْرُ

كَألْسُنِنا أسْيافُنا فِي مَضَائِها

فلا خُطْبَةٌ حَتَّى نَقُومَ ولا شِعْرُ

وكَمْ سُؤدَدٍ فينا تَرَدَّدَ مَحضُه

ومَجْدٍ أَبَى إبلاءَ جِدّتِهِ الدَّهْرُ

لَنَا آخِذُ المِرْباع قَبْلَ رَبيعَةٍ

فأَنَّى لبَكرٍ أنْ تُفاخرَنا بَكْرُ

ومنّا الذي أرْضى النبوَّة مَنْطِقاً

وأطْلَعَهُ بَدْراً بأفْقِ الوَغى بَدْرُ

جَحَاجِحَةٌ غُرُّ الوجوهِ صِبَاحُهَا

ألا بِأبِي تِلْك الجَحَاجِحَةُ الغُرُّ

يَمانُونَ في أيْمانِهِم مُلْتَقى العُلَى

سَماحٌ إذا قَرَّوا وَبَأسٌ إذا كَرُّوا

سِرَاعٌ بِطاءٌ لِلْحَبَاء وفي الحُبَى

فقُل أجْبلٌ شُمٌّ وقُلْ أبحرٌ خُضْرُ

مِنَ العَرَب العَرْباءِ في سِرّ يَعْربٍ

صَفَا للمَعالي مِنْهُمُ السِّرُّ والجَهرُ

أقَامُوا مُلوكَ الجاهِلِيّة عَصْرَها

وَما ازْدانَ في الإسلام إلا بهِمْ عَصْرُ

بِهِم شُدَّ لِلإيمانِ أَزْرٌ وسَاعِدٌ

وهُدَّ بناءُ الكُفرِ حتَّى هَوَى الكُفرُ

وَهُم فَتَحُوا الآفاق طراً فأصْبَحَتْ

تُؤَدِّي جِزاها القِبْطُ والفُرْسُ والصُّفرُ

ولَوْلاهُمُ بَاد الشآمُ وأهْلُهُ

ولَم يَتَبوّأْهُ ابنُ صَخْرٍ ولا صَخْرُ

قَضَوْا نَحْبَهم بين الأسِنَّة والظُّبى

وقَد خامَ عَنها عامِر ونَبا عَمرو

وَطالَ عَلَى حُمر المَنايا ازْدِحامُهُمْ

أَمَا نَبَّأْتَهُم أنَّ مَوْردها مُرُّ

يَعُدُّونَ غيرَ الموْتِ غَمْصاً علَيهمُ

فلَيسَ لَهُم إِلا بمَعرَكةٍ قَبْرُ

وَلوْ أن يَحْيَى المُرْتضَى أُنِسئوا مَعاً

لِخِدْمَتِهِ لَمْ يُنْسَ يَوْماً لَهُمْ ذِكْرُ

أولَئِكَ قَوْمي جاد تُرْبَهُمُ الحَيا

وَهَذا إِمامِي لا عَدا نَصله النّصْرُ

بِسُدَّتِهِ العَلْيَاءِ سُدْتُ فَمَنْزلي

بحيثُ استطارَ القلبُ أوْ رَفْرَفَ النسرُ

وعَن غُرةِ الإصباحِ غمَّضْتُ إِذ غَدَا

لغُرتِّه الإصباحُ مُذ بَدا والفَجرُ

وأَنمُله استَسقَيتُ لا البَحرَ زاخِراً

ولا المُزنَ أين المُزْنُ منهُنَّ والبَحرُ

سُمُوّاً إلى العليا لنفسٍ مَتَى وَنَت

عنِ الغايَةِ القُصوَى فَلَيْسَ لَها عُذرُ

تُحاوِلُ ما فوقَ الثرَيا براحَةٍ

تُطاوِل سُمر الخِطِّ أقلامُها الصُّفْرُ

سَواءٌ لدَيها الوَصْم وَالمَوت لا تَرى

سِوى الصَّومِ والإمساكِ ما يَوَّمَ الفِطرُ

وما أنا مِمن يرتَضِي القُلَّ مُقتَنىً

وَمَوْلايَ لا يُرضِيهِ أَفضالُهُ الكُثرُ

تَقَبَّلْتُ مِنهُ الوِترَ في كلِّ سُؤدَدٍ

مَواهِبُهُ شَفعٌ ونُجعَتُهُ وِتْرُ

فَمَنْ ضَامَهُ دَهرٌ وأَلوَى بِوَفْرِهِ

فَمِنِّي له نَصرٌ وعِندِي له وَفْرُ

وأُبرِئُ مَن يَشكُو وإن شَفَّنِي الضّنَى

وأنفَع مَنْ يَرجو وإنْ مَسَّنِي الضرُّ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تهاب السيوف البيض والأسل السمر

قصيدة تهاب السيوف البيض والأسل السمر لـ ابن الأبار وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن ابن الأبار

محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي أبو عبد الله. من أعيان المؤرخين أديب من أهل بلنسية بالأندلس ومولده بها، رحل عنها لما احتلها الإفرنج، واستقر بتونس. فقربه صاحب تونس السلطان أبو زكريا، وولاه كتابة (علامته) في صدور الرسائل مدة ثم صرفه عنها، وأعاده. ومات أبو زكريا وخلفه ابنه المستنصر فرفع هذا مكانته، ثم علم المستنصر أن ابن الأبار كان يزري عليه في مجالسه، وعزيت إليه أبيات في هجائه. فأمر به فقتل قصعاً بالرماح في تونس. وله شعر رقيق. من كتبه (التكملة لكتاب الصلة -ط) في تراجم علماء الأندلس، و (المعجم -ط) في التراجم، و (الحلة السيراء - ط) في تاريخ آراء المغرب وغيرها الكثير.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي