توالت فتوحات وأدرك ثار
أبيات قصيدة توالت فتوحات وأدرك ثار لـ ابن أبي البشر

توالت فتوحات وأدرك ثارُ
وقرَّ لأمر المسلمين قرارُ
وجرد سيف الله ناصرُ دينه
فصال به حَدَّ له وغِرارُ
ودانت له الحرب العوان وأنها
وإن لئن أنساً به لَنوار
يُرَدّ إليه أمرها وهي شامسٌ
لها مسحل من قهره وعرار
كأنّ مطاف الحادثات بشاهق
منيف الذري للفتح فيه مطارُ
تزلّ خطوب الدهر عن صفحاته
كما زلّ عن صفح الحسام غبار
فيا ناصرَ الدين الذي فخرت به
بناةُ المعالي يعربُ ونزارُ
لقد علم الأعداء إنك منتضٍ
حساماً لهم هُلكُ به ودمار
وإنك حزب الله تسعى بهديه
وتغضب في مرضاته وتغار
بكفك سيف الله تضربهم به
وهل يحتمي من ذي الفقار فقار
تَسُلُّهُمُ خيل الإلَه عوابسآ
كما طرد الليلَ البهيم نهارٌ
كتائب في ذات الإله مشيحةٌ
لها بغياث المسلمين شعار
فولّوا فِراراً والرماحُ تنوشهم
لهم حَيَدٌ عن وقعها ونِفارُ
وجاؤوك في دوح قناك غصونه
فليس لها إلاّ الرؤوس ثمارُ
أضفتهم حتى إذا ما تمردوا
أضفت بهم تبآ لهم وخسار
وأروع بسام عليه سكينة
من الله بادٍ نورها ووقارُ
عمرت به جيد المعالي قلائداً
يطول بها الإمتاع وهي قصار
فيا علم المجد الذي طرزت به
حلاه واضحى في ذراه منار
تنام الرعايا ملء أجفانها كرىً
ونومُك تسهادٌ له وغرارُ
فلا عُطِّلَت منك الوزارة أنها
هي المعصم الحالي وأنت سوار
وعش يا غياث المسلمين فإنما
حياتك عزٌ للورى وفخار
ودم مَلِكاً ما ساوت العين أختها
وما صحبت بمنى اليدين يسارُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة توالت فتوحات وأدرك ثار
قصيدة توالت فتوحات وأدرك ثار لـ ابن أبي البشر وعدد أبياتها اثنان و عشرون.
عن ابن أبي البشر
علي بن عبد الرحمن بن أبي البِشر الكاتب الصقلي البلنوبي الأنصاري. أديب وشاعر من القرن الخامس الهجري أصله من صقلية، هاجر منها الى مصر بعد احتلال النورمنديين لصقلية، في أيام وزارة اليازوري بمصر بين 442 - 450هـ، وقد مدحه في شعره ومدح ابن حمدان وابن المقفي وابن المدبر ورئيس الرؤساء وعز الدولة واتصل فيها بأبي سليمان بن هبة الله الكاتب وهو من شعراء الخريدة، وكان من تلاميذه علي بن الحسن الدومراوي وعمر بن عيسى السوسي.. كان أبوه أبو القاسم عبد الرحمن مؤدباً للتجيبي أبي طاهر بن أحمد بن زيادة الله. وأخوه أبو محمد عبد العزيز بن عبد الرحمن كاتب مبرز وشاعر مفلق.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب