توسد بمهد الأمن قد مرت النوى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة توسد بمهد الأمن قد مرت النوى لـ عبد القادر الجزائري

اقتباس من قصيدة توسد بمهد الأمن قد مرت النوى لـ عبد القادر الجزائري

توسّد بمهد الأمن قد مرّت النوى

وزال لغوبُ السير من مشهد الثوى

وعرّ جياداً حاد بالنفس كرّها

وقد أشرفت ممّا عراها على التوى

ألا كم جرت طلقا بنا تحت غيهبٍ

وخاضت بحار الآلِ من شدّة الجوى

وكم من مفازاتٍ يضلُّ بها القطا

قطعت بها والذئب من هولها عوى

وقد أصبحت مثل القسيّ ضوامراً

وتلك سهام للعدى وقعُها شوى

إلى أن بدت نيران أعلامنا لها

وفي ضوء نيران الكرام لها صوى

ولا سيما أهل السيادة مثلنا

بنو الشرف المحض المصون عن الهوى

فقالت أيا ابن الراشدي لك الهنا

كفى فاترك التسيار وأحمد وجى النوى

ألا يابن خلّادٍ تطاولتَ للعلى

وبايَنت مأواك الكريمَ وما حوى

فمن أجل ذل قد شدّ في ربعنا لها

عقالٌ ونادينا لك العزّ قد ثوى

وحلّ بكهفٍ لا يرام جنابه

فمن حلّ فيه مثل من حل في طوى

فإنّا أكاليل الهداية والعلى

ومن نشر علياها ذوي المجد قد طوى

فنحن لنا دين ودنيا تجمّعا

ولا فخر إلا ما لنا يرفع اللوا

مناقب مختاريّة قادريّة

تسامت وعباسيّة مجدها احتوى

فإن شئت علماً تلقني خير عالمٍ

وفي الروع أخباري غدت توهن القوى

لنا سفنٌ بحر الحديث بها جرى

وخاضت فطاب الورد ممن بها ارتوى

وإن رمت فقه الأصبحيّ فعج على

مجالسنا تشهد لواء العنا دوا

وإن شئت نحواً فانحنا تلق ما له

غدا يذعن البصريّ زهداً روى

ونحن سقينا البيضَ في كل معركٍ

دماء العدا والسمر أسعرت الجوى

ألم ترَ في خنق النطاح نطاحنا

غداة التقينا كم شجاعٍ لهم لوى

وكم هامةٍ ذاك النهار قددتها

بحدّ حسامي والقنا طعنه شوى

وأشقر تحتي كلمته رماحهم

ثمان ولم يشك الجوى بل وما التوى

بيوم قضى نحبا أخي فارتقى إلى

جنان له فيها نبيّ الرضا أوى

فما ارتد من وقع السهام عنانه

إلى أن أتاه الفوز راغم من غوى

ومن بينهم حمّلته حين قد قضى

وكم رميةٍ كالنجم من أفقه هوى

ويوم قضى تحتي جوادٌ برميةٍ

وبي أحدقوا لولا أولو البأس والقوى

وأسيافنا قد جرّدت من جفونها

وردت إليها بعد ورد وقد روى

ولما بدا قرني بيمناه حربة

وكفّي بها نارٌ بها الكبش قد شوى

فأيقن أني قابض الروح فانكفا

بولي فوافاه حسامي مذ هوى

شددتُ عليه شدّةً هاشمية

وقد وردوا ورد المنايا على الغوى

نزلت ببرج العين نزلة ضيغم

فزادوا بها حزناً وعمّهم الجوى

وما زلت أرميهم بكل مهنّد

وكلّ جوادٍ همّه الكرّ لا الشوى

وذا دأبنا فيه حياة لديننا

وروح جهادٍ بعد ما غصنه فوى

جزى اللَه عنا كلّ شهمٍ غدت به

غريس لها فضلٌ أتانا وما انزوى

فكم أضرموا نار الوغى بالظبا معي

وصالوا وجالوا والقلوب لها اشتوا

وإنّا بنو الحرب العوان لنا بها

سرورٌ إذا قامت وشانئنا عوى

لذاك عروس الملك كانت خطيبتي

كفجأة موسى بالنبوّة في طوى

وقد علمتني خيرَ كف لوصلها

وكم رُدَّ عنها خاطبٌ بالهوى هوى

فواصلتها بكراً لديّ تبرّجت

ولي أذعنت والمعتدي بالنوى ثوى

وقد سرت فيهم سيرة عمريّة

وأسقيت ظاميها الهداية فارتوى

وإني لأرجو أن أكون أنا الذي

ينير الدياجي بالسنا بعد ما لوى

بجاهِ ختامٍ المرسلين محمّدٍ

أجلّ نبيّ كلّ مكرمةٍ حوى

عليه صلاة اللَه ثم سلامه

وآلٍ وصحبٍ ما سرى الركب للّوى

وما قال بعد السير والجدّ منشدٌ

توسّد بمهد الأمن قد مرّت النوى

شرح ومعاني كلمات قصيدة توسد بمهد الأمن قد مرت النوى

قصيدة توسد بمهد الأمن قد مرت النوى لـ عبد القادر الجزائري وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن عبد القادر الجزائري

عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري. أمير، مجاهد، من العلماء الشعراء البسلاء. ولد في القيطنة (من قرى إيالة وهران بالجزائر) وتعلم في وهران. وحج مع أبيه سنة 1241هـ، فزار المدينة ودمشق وبغداد. ولما دخل الفرنسيس بلاد الجزائر (سنة 1246هـ-1843م) بايعه الجزائريون وولوه القيام بأمر الجهاد، فنهض بهم، وقاتل الفرنسيس خمسة عشر عاماً، ضرب في أثنائها نقوداً سماها (المحمدية) وأنشأ معامل للأسلحة والأدوات الحربية وملابس الجند، وكان في معاركه يتقدم جيشه ببسالة عجيبة. وأخباره مع الفرنسيين في احتلالهم الجزائر، كثيرة، لا مجال هنا لاستقصائها. ولما هادنهم سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، ضعف أمر عبد القادر، فاشترط شروطاً للاستسلام رضي بها الفرنسيون، واستسلم سنة 1263هـ (1847م) فنفوه إلى طولون، ومنها إلى أنبواز حيث أقام نيفاً وأربع سنين. وزاره نابليون الثالث فسرحه، مشترطاً أن لا يعود إلى الجزائر. ورتب له مبلغاً من المال يأخذه كل عام. فزار باريس والأستانة، واستقر في دمشق سنة 1271هـ، وتوفى فيها. من آثاره العلمية (ذكرى العاقل-ط) رسالة في العلوم والأخلاق، و (ديوان شعره-ط) و (المواقف-ط) ثلاثة أجزاء في التصوف.[١]

تعريف عبد القادر الجزائري في ويكيبيديا

الأمير عبد القادر بن محي الدين المعروف بـ عبد القادر الجزائري ولد في قرية القيطنة قرب مدينة معسكر بالغرب الجزائري يوم الثلاثاء 6 سبتمبر 1808 الموافق لـ 15 رجب 1223 هـ هو قائد سياسي وعسكري مجاهد عرف بمحاربته للاحتلال الفرنسي للجزائر قاد مقاومة شعبية لخمسة عشر عاما أثناء بدايات غزو فرنسا للجزائر، يعتبر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي، نفي إلى دمشق حيث تفرغ للتصوف والفلسفة والكتابة والشعر وتوفي فيها يوم 26 مايو 1883.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي