ثمرات هي للقطف دواني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ثمرات هي للقطف دواني لـ أديب التقي

اقتباس من قصيدة ثمرات هي للقطف دواني لـ أديب التقي

ثَمَراتٌ هِيَ لِلقَطف دَواني

أَيُّ عُذرٍ بَعدَ ذا لِلمتواني

وَمَعينٌ سائِغٌ سَلساله

طَيّب المَورد مَعسول المَجاني

بَردى وَالنَيل مِن وُرّاده

وَكذا أُردنُّه وَالرافدان

وَحبا الأَرز إِلَيهِ يَمتَري

ضارِباً في عَقوتيه بِجِران

وَهب الصُبح لَهُ لألاءه

وَكَساهُ الفَجر ثَوبي أُرجُوان

وَالثُرَيّا قَلَّدته عِقدَها

وَبَدا مِن صفحتيه الفرقدان

فَمَشى يَختال في أَترابه

بِبرودٍ هِيَ مِن صُنع الزَمان

قامَ جالينوسُ في رَدهته

وَأَطافوا مِنهُ في جُستِينيانِ

وَاِبن سِينا طافَ في قاعاته

وَمَشى الرازي بِهِ وَالمَرزُباني

يَصدع النُعمان فِيهِ مُفتياً

وَالإِمام الشافِّعي وَالصاحبان

ظَلَّل المنبر فيهِ اِبنَ العَميد

عَميداً وَالوَزير الطالقاني

وَتَرى الآداب فيهِ أَزهَرَت

بِالوَليد البُحتري أَو بابن هاني

ما عَلى مِن أَمَّه مُقتَبِساً

أَن يُرى في قَبضتيهِ النِيران

حَبَّذا جامعةٌ قَد جَمعت

بَينَ قاصٍ في هَوى العلم وَداني

وَحَّدت في القَصد ما بَينَهُم

رَغمَ ما فرَّقه خُلفُ المَكان

في مَبانٍ رَفَعوها فَخمَةٍ

شَرُفت فيها مَبانٍ وَمَعاني

وَثَقافات الوَرى يَنشرها

في الوَرى ما قامَ مِن هَذي المَباني

لَيسَ بِالخالد فَتح ساقهِ

ظفر في ساحة الحَرب العَوان

إِنَّما العلم وَما أَثَّله

مِن حَضارات البَرايا الخالِدان

عَمَلٌ شارَكَ في تَأثيله

أَدمُع اليَأس وَأَفراح الأَماني

وَجُهود عصروها مِن قوى

واهِنات مِن قِراع الحَدَثان

طاعنتها نائِباتٌ جَمَّةٌ

فَاِنثَنَت صَرعى ضِراب وَطِعان

وَرِجال أَرَّثوا النار لَها

فَقَضوا طُعمة نارٍ وَدُخان

لا تَسَل عَنهُم وَما قَد أَحدَثوا

صَرَّحَ البُرُّ فَما شَأَن الزِوان

يا شَباباً بَلَغوا ما أَمَّلوا

بِاجتِهادٍ لَيسَ يَعروه تَواني

عَرَقُ الجِدّ وَقَد ضمَّخكم

قَطراتٍ دُونَها حبُّ الجُمان

رُصِّعَت مِنهُ شَهاداتكم

وَتَحلَّت بِمَساعي الامتحان

إِحمِلوها فَلَقَد أَثبتُّمُ

أَنَكُم أَكفاؤها يَوم الرِهان

لا تَشكُّوا في الَّذي قَد قُلته

أَبرَهَ الشاهد عَن صدق العِيان

تَرقَب الأُمَّة أَن تُبصركم

قَد طَلَعتُم لِلعُلى أَيَّ رِعان

إِرفَعوا مِن شَأنها ما اسطعتم

وَأَشيدوا بِعُلى مِنها وَشان

إِنَّكُم مِنها عَلى الجُلّى يَدٌ

وَلِسانٌ دُونَهُ حَدُّ السِنان

لَيتَ شِعري أَيُّ قَلب قَلبَكُم

يا مَصاليت المَواضي وَالجَنان

لا تَخوننكُم جُرأَتَكُم

في اِنتِزاع الحَقّ أَو نُصرة عاني

وَإِذا ما رُدّ حَقّ ضائع

لَم نَجد أَضيع مِن حَقّ الجَبان

وَالبَرايا اِختَلَفت في خَلقِها

أَينَ قَلب اللَيث مِن قَلب الأَتان

أَنتَ يا أَقمار هَذا المُنتَدى

باعِثاتٌ نُوره لا القمران

بِوجوه بسم البَشر بِها

عَن ثُغور كَثُغور الأقحوان

وَنُفوسٍ دائِباتٍ لِلعُلى

وَحلومٍ في الملمّات رِزان

لَست مِن وَفّاك شُكراً وَثَنا

قَصَّرت عَن ذاكَ آيات بِياني

قَد سرت في الشام رُوح مِنكُمُ

فَتَغشَّتها رُبوعاً وَمَغاني

رُوح إِحياءٍ وَبَعث جدَّدت

لِربوع الشام ذكراً غَير فاني

جلَّق وَالغُوطتان اِهتزتا

وَمَحاني برَدى وَالنَيربان

وَبِلاد العُرب في أَصقاعها

مِن رُبوعٍ قاصيات وَدَواني

لِلذي قَد أَثَّلت أَيديكُم

مِن أَساس لَعلاها وَكيان

قَد بَنَيتُم فَأَجدتُم في البِنى

أَيُّها الباني أَلا حُييت باني

شرح ومعاني كلمات قصيدة ثمرات هي للقطف دواني

قصيدة ثمرات هي للقطف دواني لـ أديب التقي وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن أديب التقي

أديب محمد سعيد التقي. أديب مدرس فاضل، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، مولده ووفاته فيها، تعلم في المدارس التركية السلطانية واحترف التعليم، شارك مع الجيش التركي في الحرب العالمية الأولى. من مؤلفاته: (التاريخ العام-ط) جزآن، و (مناهج التربية والتعليم-ط) رسالة، و (سير التاريخ الإسلامي-ط) ، و (أغاريد التلاميذ - ط) ، و (سير العظماء- ط) ، و (غرائب العادات-ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي