ثنى قدها ريح الصبا فتأودا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ثنى قدها ريح الصبا فتأودا لـ العشاري

اقتباس من قصيدة ثنى قدها ريح الصبا فتأودا لـ العشاري

ثَنى قَدها ريح الصبا فَتأَودا

وَغَنى بِها طَير الغَرام وَغَردا

وَحَركها ريع الشَباب وَهاجَها

فَهَزَّت لَنا رُمحاً وَسَلت مهندا

نفور رَنَت بِالرقمتين مَطارفا

مِن الوَجد حاكتها النَواظر سهدا

فَرد بِها غُصن رَطيب وَعاقها

كَثيب فَماجَت حيرة وَتَجلدا

أَلا بِأَبي تِلكَ النَواظر كَم رَمَت

فَباتَ بِها طَرف الصَبابة أَرمَدا

نَواظر ضاقَت أَن تَرانا بربعها

وَما ذاكَ إِلا كانَ مَنعاً مُجَردا

وَمرشف شَهد قَد فَقَدنا رضابه

وَيا طالما أَضحى لِقَلبي مَوردا

حوى عقد در لاح مِن تَحت خاتم

عَقيقته بالوشم صارت زبرجدا

وَروض مُحياكم قَطَفنا وروده

صَباحاً فَصارَ الشَوق فيهِ مجددا

صَفيحة بَلور سَقاها بِمائه

نمير الحَيا حسنا فَعادَ موردا

سَقى اللَه عَصراً قَد أَقمنا فُروضه

عَلى سنَن الأَصحاب جَمعاً وَمُفرَدا

وَقُرآن حسن قَد بَدت فيهِ آية

تَضيءُ فَأَصبَحنا مِن الوَجد سُجدا

لَيالي سعود قَد بَدَت في خلالها

نُجوم وَصال كل عُضو بِها اِهتَدى

وَقائِلَة قَد أَسبَلَت در دَمعِها

عَلى شعل الياقوت نَثراً مُبَددا

رَأَتني وَقَد جَردت للسَير هِمة

حَكَت في مضاء العَزم سَيفاً مهندا

إِلى أَين تَبغي السَير عَنا وَإِننا

غَرائر لا نَقوى عَلى البُعد وَالرَدى

قُلوب عَطفناها عَلَيك أَينبغي

لِمَعطوفِها يَنآى وَتَتركها سُدى

وَأَخبار وَصل فيكَ كانَ ابتِداؤُها

أَتعقل أَخبار وَما ثم مبتدا

فَقُلت دَعيني وَالقِياس فَإِنَّني

سَأَتلو أَحاديث الأَماجد مسنَدا

ظَمئت إِلى لُقيا الكِرام وَإِنَّما

يَطيب ورود الماء في الحر وَالصدى

سَأَقصد بَحراً كُلما بانَ قاصد

لَهُ هاجَ بِالفَضل الجَزيل وَأزبدا

وَأنزل بَيتاً كُلما طُفت حَوله

تَسنمت مِن ظهر الفَراقد مقعَدا

محلاً بِهِ توفى الحُقوق لأَهلِها

وَيَمتاز أَهل الفَضل شَيخاً وَأمرَدا

فَقالَت وَمَن يُعطيك حَقك كُله

وَيوليك عزاً قُلت وَالد أَحمَدا

كَريم إِلى العَباس تنمى فُروعه

فَيلقى بِها بَدر التَمام محمدا

نجار عَنت زَهر النُجوم لضوئه

نَعم وَحَكى شَمساً وَبَدراً وَفرقدا

هُم العرب الغُر الَّذين تَشَرفوا

بِخَير الوَرى أَزكى النَبيين محتدا

لَقَد لَبِسوا ثَوب الخِلافة ضافياً

وَكانَ لَهُم ماء السقاية مَورِدا

بعم رَسول اللَه طالَ فَخارهُم

وَنالوا بِهِ مَجداً رَفيعاً وَسُؤددا

وَما أَنس وَالبَحر دَرويش نَجله

سوى لَمحة مِن نورِهم قَد تَوَقدا

بِوالده في كُل فَضل وَمَشهد

تَأسى فَأضحى في المكارم سيدا

جَزيل أَياد أَخجل الغَيث وَبلها

فَأَحيا بِها رَوض النَوال وَأَوجَدا

تَعود أَسداء الجَميل وَإنما

لكل امرئ مِن دَهره ما تَعودا

بَنى بَيت مَجد أَسسته أُصوله

فَأَضحى لَهُ سوراً حَصيناً مشَيدا

وَقور إِذا طاشَت عُقول أولي النُهى

غَدا علما في قوة الرأي مُفرَدا

يُنير ظَلام الشك نير عقله

فَيرفَع مَخفوضاً وَينصب مُبتَدا

جَرى في سَبيل الجود حَتّى علمته

جواداً وَمِن سَيل المَواطر أجودا

محط حال الوافِدين وَكَهفهم

إِذا جارَ فيهم جائر الدَهر وَاِعتَدى

مَوائده للطارِقين تَمدها

أَياد لَهُ لَم تَعرف الجزر سَرمَدا

فَيا مَظهر الجود الَّذي حَل روحه

بِهَيكله حَتّى عَرَفناه بِالنَدى

وَيا عَيبه الفَضل الَّذي لَم يَزَل بِه

معاناً عَلى أَهل الفَساد مُؤيدا

جعلت لِهَذا الدهر إِنسان عَينه

وَلَولاك أَضحى أكمه الجفن أَرمَدا

وَطالَت بِكَ الفَيحا وَلَولاك لَم تطل

وَزانَت بِكَ الدُنيا وَذلت لَكَ العِدى

لَقَد صمت مَأجوراً وَأَفطرت شاكِراً

وَنلت مِن الرَحمن أَجراً مؤبدا

فَهنيت بِالعيد الَّذي جاءَ زائِراً

إِلَيكَ يهنيك السعادة وَالهُدى

وَهَذا هِلال الشَهر قَد صيغ خنجَراً

فَقُم سالِماً وَانحر عَدواً وَملحِدا

فَلا زالَ عَبد اللَه ما دامَت العلى

يَعود إِلى لُقياك عوداً مُجَددا

وَلا بَرحت أَقمار غرك تَرتَقي

إِلى فلك الأَفلاك عزاً مُخَلدا

مَدى الدَهر ما هَب النَسيم مهينما

وَغَنى بِه طَير الغَرام وَغَردا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ثنى قدها ريح الصبا فتأودا

قصيدة ثنى قدها ريح الصبا فتأودا لـ العشاري وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن العشاري

هـ / 1737 - 1780 م حسين بن علي بن حسن بن محمد بن فارس البغدادي الشافعي نجم الدين أبو عبد الله. يعود أصله إلى العشارة وهي بلدة تقع على ضفة نهر الخابور وكانت تابعة في العهد العثماني إلى لواء دير الزور، ولد وتعلم ببغداد، وفي تاريخ ولادته خلاف إذ وجد رسالة كتبها باسم والي بغداد إلى الشريف مسعود بن سعيد بن زيد المتوفى سنة 1165هـ‍ وهي بالتالي تناقض التاريخ الذي ذكره المرادي أنه ولد سنة 1150هـ‍. وكان من أساتذته الشيخ جمال الدين عبد الله ابن حسين السويدي البغدادي المتوفى سنة 1174 هـ‍ وولده الشيخ عبد الرحمن السويدي المتوفى سنة 1200هـ‍ وكان خطه جميلاً نسخ به كثيراً من الكتب. له: (حاشية على شرح الحضرمية لابن حجر الهيتمي) ، (حاشية على جمع الجوامع في أصول الفقه) ، (رسالة في مباحث الإمامة) ، (ديوان الشعر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي