جاءتك أولاد الوجيه ولاحق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جاءتك أولاد الوجيه ولاحق لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة جاءتك أولاد الوجيه ولاحق لـ ابن حمديس

جاءتك أولادُ الوجيه ولاحقِ

فأرَتْكَ في الخَلقِ ابتداعَ الخالقِ

نينانُ أمواه وفُتْخُ سباسبٍ

وظباءُ آجامٍ وعُصْمُ شواهقِ

بمؤلَّلاتٍ تستديرُ كَأَنّها

أقلامُ مُبتدعِ الكتابةِ ماشقِ

قد وَقّعتْ لك بالسعود وما جَرَتْ

بسوادِ نِقْسٍ في بياض مَهارِقِ

غُرٌّ محجَّلَةٌ تكامَلَ خلقها

بمجانسٍ من حسنها ومطابقِ

وكأنّما حَيّتْ عُلاكَ وجوهها

فأسال فيها الصبحُ بيضَ طَرائقِ

كرّت ذخائر عربها في عتقها

وَشَأتْ بفضلة عَدوِها المُتلاحِقِ

وإذا الجلال تجرّدَت عن جردها

لبست غلالةَ كلّ لونٍ رائقِ

من كلّ طِرْفٍ يستطيرُ كَطَرْفِهِ

جَرْياً فوثبَتُه غِلابُ السابِقِ

وَرْدٌ تَمَيَّعَ فيه عَنْدَمُ حُمْرَةٍ

كالورد أُهْدِيَ في الرّبيع لناشقِ

وكأَنَّهُ وكأنَّ غُرَّةَ وَجهِهِ

شفقٌ تألّقَ فيه مطلَعُ شارِقِ

وَكَأَنَّ صبحاً خصَّ فاه بِقُبلَةٍ

فابيضّ موضعها لِعَيْن الرامقِ

مُتَصيِّدٍ برياضةٍ وطلاقةٍ

في تيه معشوقٍ وطاعة عاشقِ

وإذا تَغَنّى بالصهيل مطرِّباً

أنسى أغانِيَ مَعْبَدٍ ومخارقِ

ومزعفرٍ لونَ القميص بِشُقْرَةٍ

كالرّيح تعصفُ في التِهاب البارقِ

وتَراهُ يدبرُ كالظليمِ بِرِدفِهِ

عُجْباً ويُقبِلُ كانتصابِ الباشقِ

وإِذا طَرَقت به انتَهى بكَ غايَة

أبداً تشقّ على الخيال الطارقِ

كَادَ الكميتُ يَنوبُ عَن لَعسِ اللمى

ويسوغُ كالخمر الكُمَيْتِ لذائقِ

ويَمدُّ فَوْقَ البحرِ عِندَ عُبورِهِ

جسراً بهادٍ للسماءِ معانقِ

خَيلٌ كَأنَّ الرّكضَ من خيلائها

في قلب كلّ معاندٍ ومنافقِ

وكَأَنَّما اقتَسَمَتْ عيونَ أَجادلٍ

وشدوقَ غربانٍ وسوقِ نقانِقِ

قُدْها تخب بكلّ ذِمْرٍ أبلهٍ

بخداعِ أبطال الوقائِعِ حاذِقِ

وإِذا أثَرْنَ بِنَقعِهِنَّ سحائِباً

صبَّتْ على الأعداءِ صَوْبَ صواعِقِ

أصبحتَ في السادات ناصرَ دَوْلَةٍ

تصفُ العُلى عدل مناطقِ

بطلاً يطول بذكره في سلمهِ

كصياله بحسامِهِ في المازقِ

مُتَرَحِّلاً نحوَ المعالي ساكِناً

بالجيش في ظلِّ اللواءِ الخافِقِ

شَدّتْ عزائمُهُ مهالكَهُ كما

شُدّتْ فرازينٌ بعقدِ بيادِقِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة جاءتك أولاد الوجيه ولاحق

قصيدة جاءتك أولاد الوجيه ولاحق لـ ابن حمديس وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي