جاءتك خاضعة أعناقها الأمم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جاءتك خاضعة أعناقها الأمم لـ ابن دراج القسطلي

اقتباس من قصيدة جاءتك خاضعة أعناقها الأمم لـ ابن دراج القسطلي

جاءَتْكَ خاضِعَةً أَعناقُها الأُمَمُ

مُسْتَسلِمِينَ لِمَا تُمْضِي وتَحْتَكِمُ

واسْتَرْهَنَتْكَ ملوكُ الأَرضِ أَنْفُسَها

مَا استنفَدَ البَأْسُ أَوْ مَا اسْتَدْرَكَ الكَرَمُ

فَلْيَهْنِ سَيْفَكَ أَنَّ الكُفْرَ مُنْقَصِمٌ

بهبَّتَيْهِ وأَنَّ الدينَ مُنتظِمُ

فهل تَرى لِلْعِدى فِي الأَرضِ باقيَةً

إِلّا حُشاشَةَ من يَبْكِي ويَلْتَدِمُ

هذِي قَوَاصِي ملوكِ الشِّرْكِ مُذْعِنَةٌ

تُنْبَا وتُعْلَمُ أَنَّ الشِّرْكَ يُصطَلَمُ

وراسياتُ جِبالِ الكفْرِ يُخْبِرُنا

هُوِيُّها أَنَّ ذَاكَ الطودَ مُنْهَدِمُ

فَلٌّ لسَيْفِكَ فِي أَقصى بلادِهِمُ

بكَ استعاذُوا ومن كَرَّاتِكَ انْهَزَمُوا

فَشَلَّهُمْ طارِدُ الذُّعْرِ المُطِيفُ بِهِمْ

حَتَّى أَجارَهُمُ فِي ظِلِّكَ الحَرَمُ

مُعْتَسِفِينَ سُهوبَ الأَرضِ قَدْ جَهِلُوا

من كلِّ آنِسَةِ الأَقطارِ مَا عَلمُوا

معاهِدٌ قُدْتَ فِيهَا الخيلَ فانْقَلَبَتْ

مثلَ الرُّبوعِ مَحا آثارَها القِدَمُ

عَفَتْ معالِمها من بعْدِهِمْ سُحُبٌ

صوبُ الصَّوارِمِ مِنها والقَنا دِيَمُ

لا يسأَلُونَ لَهَا رَسْماً بقاطِنِهِ

إِلّا أَجابَتْهُمُ الأَشلاءُ والرِّمَمُ

ولا تَخُبُّ مطاياهُمْ عَلَى بَلَدٍ

إِلّا استُنيرَتْ بأَدنى وَخْدِها اللِّمَمُ

غادَرْتَها مُوحِشاتٍ بعدَ آنِسِها

والأَرضُ خاوِيَةٌ منهم بما ظَلَمُوا

لئِنْ تناهى بِهِمْ أُفْقٌ فَشَطَّ بِهِمْ

لَشَدَّ مَا حَمَلَتْهُمْ نحوَكَ الهِمَمُ

حَتَّى رَمَوا بعصا التَّسيارِ فامْتَسكوا

حبلاً من الملِكِ المنصورِ واعتصموا

أَلقَوْا إِلَيْكَ بأَيدِي الذُّلِّ فاعتقدوا

عهداً من الأَمنِ مَحفوظاً لَهُ الذِّمَمُ

وجاهدُوا عفوَهُ عن أَنْفُسٍ عَلِمَتْ

أَنَّ الحياةَ لَهَا من بعضِ مَا غَنِمُوا

يمشونَ فِي ظُلَلِ الرَّاياتِ تُذْكِرُهُمْ

أَيامَ تغشاهُمُ العِقْبانُ والرَّخَمُ

من كُلِّ أَغلبَ محذورٍ بوادِرُهُ

يساوِرُ الرِّيحَ أَحياناً ويَلْتَهِمُ

وكلِّ فتخاءَ ماضٍ حَدُّ مِنْسَرِها

كَأَنَّهُ نحوَ أَكبادِ العِدى قَرِمُ

وأَرقَمٍ يتلَوَّى نحو أَرْؤُسِهِمْ

حَتَّى يكادُ لَهَا فِي الجو يَلْتَقِمُ

والأُسْدُ تزْأَرُ والراياتُ خافِقَةٌ

كَأَنَّها مُثْبَتاتٌ فِي قُلُوبِهِمُ

والخيلُ منظومَةٌ بالخيلِ لا كتبٌ

منها لغايَةِ ذِي سَعْيٍ ولا أَمَمُ

والأَرضُ من رهبةِ الأَبطالِ مائِدَةٌ

والجوُّ من رَهَجِ الفرسانِ مُزْدَحِمُ

والسُّمْرُ فِي هَبَواتِ النقعِ ثاقبةٌ

والبِيضُ فِي قُرُبِ الأَغْمادِ تضطرِمُ

كَأَنَّما ملأَتْ رَحْبَ الفضاءِ لَهُمْ

غُلْبُ الضَّراغِمِ والغاباتُ والأَجَمُ

وأَولياءُ الهُدى والدينِ قَدْ سَتَرُوا

من أَوْجُهٍ بِسَناها الخطبُ يَبْتَسِمُ

تَعَمَّمُوا بإِياةِ الشمسِ واشتملوا

رقراقَ نَهْيِ سرابِ البيدِ والْتَثمُوا

كَأَنَّما تَتلالا فِي رُؤُوسِهِمُ

وَقَدْ توافَوْا أَيادٍ منكَ أَوْ شِيَمُ

وشيعَةُ الكفرِ فِي مَثْنَى حبائِلِهِمْ

تُصَدِّقُ العيشَ أَحياناً وتَتَّهِمُ

حَتَّى تراءاكَ من أَقصى السِّماطِ وَقَدْ

شِيمَ الحِمامُ وسَيْفُ العفوِ مُحتكِمُ

مُمثَّلٌ فِي هوادِيهِمْ وأَرْؤُسِهِمْ

مَا عُوِّدَتْ منهُمُ المصقولَةُ الخُذُمُ

لما انتضَيْتَ سناها فِي مفارِقِهِمْ

خرَّتْ سُجُوداً لَكَ الأَعناقُ والقِمَمُ

وأَوْجُهٌ عفَّروها التُّرْبَ خاضِعَةً

كَأَنَّ كلَّ جبينٍ منهُمُ قَدَمُ

فإِنْ يَفِضْ بحرُكَ المُحْيِي لَهُمْ فلقد

جازُوا الصُّفوفَ وموجُ الذُّعْرِ يَلْتَطِمُ

أَوْ عايَنُوا البدرَ فِي أَعلى منازِلِهِ

فقد أَحاطَتْ بِهِمْ من دونِهِ ظُلَمُ

فإِنْ عفوتَ ففي الرَّحمنِ مؤتَلَفٌ

وإِنْ سَطَوْتَ ففي الرحمنِ مُنْتَقَمُ

واسْلَمْ ولا بَرِحَتْ فيهمْ لَنَا نِقَمٌ

تَتْرى بِهِمْ ولكَ الآلاءُ والنِّعَمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة جاءتك خاضعة أعناقها الأمم

قصيدة جاءتك خاضعة أعناقها الأمم لـ ابن دراج القسطلي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن ابن دراج القسطلي

أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر. شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر، وكاتب الإنشاء في أيامه. قال الثعالبي: كان بالأندلس كالمتنبي بالشام. وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.[١]

تعريف ابن دراج القسطلي في ويكيبيديا

ابن درّاج القسطلي (347 هـ/958 م - 421 هـ/1030 م) كاتب وشاعر الحاجب المنصور. ولد أبو عمر أحمد بن محمد بن العاصي بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن درّاج القسطلي في المحرم 347 هـ في قرطبة لأسرة أصولها من بربر صنهاجة كانت تسكن قرية «قسطلة دراج» غرب الأندلس. قال عنه الثعالبي في يتيمة الدهر: «هو بالصقع الأندلسي، كالمتنبي في صقع الشام.» أورد ابن بسام الشنتريني في كتابه «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» نماذجًا من رسائله وشعره، ولابن دراج ديوان شعر مطبوع. توفي ابن دراج القسطلي في 16 جمادى الآخرة 421 هـ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن دراج القسطلي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي