جاءت تميس وقدها الخطار
أبيات قصيدة جاءت تميس وقدها الخطار لـ بطرس كرامة
جاءَت تميس وقدها الخطارُ
هيفاءُ تحسد وجهها الأقمار
ودنت تروم تحية فتسابقت
للقائها الألباب والأفكار
تهتز من تحت الحليِّ وتنثني
كالغصن أشرق فوقه النوار
تجلو عوارض ذي حبابٍ عاطرٍ
يصبو إليه الخمر والخمار
سمحت بنضو لثامها لكنهُ
يحميه عقرب صدغها الدوار
آنست في الخدين ناراً عندما
سفرت وفي قلبي لذلك
جعلت تغازلني بغنج لحاظها
حتى سكرت وما لديّ عقار
فرأيت من ذاك المحيا كوكباً
يهفو إليه الكوكب السيار
عجبي لطرة شعرها وجبينها
أنّى يكون مع الظلام نهار
باتت تنادمني وفي أجفانها
أثر الحياءِ وللهوى آثار
تملي عليّ من الحديث طرائفاً
فكأنها عند الحديث هزار
فكأن ما في جيدها في لفظها
وكأن أقداح السلاف تدارُ
تجني لحاظي ورد وجنتها فيا
للّه ما فازت به الأنظارُ
تشكو لديها ما لقيت من الهوى
فتزيد وجداً والوقارُ وقارُ
حتى الصباح بدا فقمت مودعاً
والدمع من أجفاننا مدرارُ
جادت وما ضنت بحسن زيارةٍ
لكن أوقات الصفاءِ قصارُ
فوددت أن الليل دام وزدته
من ناظريّ ولم تكن أسحارُ
يا لائمي أني جننت بحبها
أقصر فليس على المتيم عارُ
لو كنت تدري ما الصبابة والصبا
كانت لديك أقيمت الأعذار
اللَه يعلم ما أراش بمهجتي
عند التداني لحظها السحارُ
فكأنما أجفانها لما رنت
سيف الأمير الصارم البتارُ
أعني الشهابيّ البشير المرتضى
رب الحجى والفارس الكرارُ
من جاءنا بالمكرمات وأصبحت
تجلى بنور جبينه الأخطارُ
صدر السعادة والسيادة ماجدٌ
أعدى الأعادي عنده الدينارُ
شهم إذا سل الصفيحة في الوغى
سُلّت على صفحاتها الأعمارُ
أو هزّ خطيّا فهذا واقع
فوق الثرى خوفاً وذا فرّارُ
مولىً لاسمره العلى مملوكةٌ
ولبذلهِ تستعبدُ الأحرارُ
هذا الذي قد قيل فيه أنه
يمناهُ يمنٌ واليسارُ يسارُ
وهو الذي من فيض راحة جوده
اضحت تفيض على الأنام بحارُ
سادت به العلياءُ وانكشفت له
منها معاني المجد والأسرار
مذ ضاءَ في لبنان كوكب سعدهِ
أمست تقرُّ لفضله الأمصارُ
يا أيها المولى الذي بوجودهِ
سعد الزمان وراجت الأشعارُ
بكت السحائب خجلة لما رأت
سحبان كفك قطرهنّ نضارُ
إن قيل أيّ الناس أكرم نسبةٍ
فاليك يا بدر الكرام يشارُ
تُهنا بتشريفات عزّ أقبلت
تزهو وفيها من ثناك فخارُ
خلعٌ أتت بالسعد وهي أنيسة
لكن لها بجمالك استكبارُ
زفت إليك شريفةٌ لم يرضها
في غير مهد علائك استقرارُ
فاض السرور على الورى بورودها
وتنوّرت بسنائها الأقطارُ
لا زلت يا مولاي أحسن سيدٍ
تحظى من العليا بما تختار
واسلم ودم بالأمن ما طلع الضيا
وشدت على غصن الربى الأطيارُ
وبخلعة العام السعيدة أرّخوا
هنّيتم ما دامت الأدهار
شرح ومعاني كلمات قصيدة جاءت تميس وقدها الخطار
قصيدة جاءت تميس وقدها الخطار لـ بطرس كرامة وعدد أبياتها واحد و أربعون.
عن بطرس كرامة
بطرس بن إبراهيم كرامة. معلم، من شعراء سورية، مولده بحمص. اتصل بالأمير بشير الشهابي (أمير لبنان) فكان كاتم أسراره. وكان يجيد التركية، فجعل مترجماً في (المابين الهمايوني) بالآستانة فأقام إلى أن توفي فيها. أما شعره ففي بعضه رقة وطلاوة، له (ديوان شعر - ط) ، و (الدراري السبع - ط) مجموعة من الموشحات الأندلسية وغيرها.[١]
تعريف بطرس كرامة في ويكيبيديا
بُطْرُس إبراهيم كَرَامَة (1188 - 1267 هـ / 1774 - 1851 م) شاعر سوري.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ بطرس كرامة - ويكيبيديا