جاءت مولعة الكواهل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جاءت مولعة الكواهل لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة جاءت مولعة الكواهل لـ السري الرفاء

جاءَت مُولَّعةَ الكَواهِل

تختالُ صادقةَ المخائِل

كَحْلاءُ حاليةٌ بكَت

حتَّى انثنتْ مَرهاءَ عاطل

حِمَّاءُ يَحسُبُ برقُها السْ

سَاري مفضّضةُ الحَمائِل

يَلقَى الخَمائِلَ من سَنا

ه بمثلِ نُوَّارِ الخَمائِل

فَيَدُ الجَنوبِ تَلُفُّها

لفَّ الجَحافلِ بالجحافِل

والرَّعدُ يَسلُقُها بأل

سِنةٍ كألسنةِ العواذِل

ويَحُثُّها حَثَّ الحُدا

ةِ شَواردَ الكُومِ العَقائِل

والبَرقُ يُومِضُ بينَها

إيماضَ حاليةِ الأَنامِل

حتَّى إذا اشتمَلت بها ال

آفاقُ ضاحكةَ الشَّمائِل

طَارت عَقائِقُها على

آثار أَدْمُعِها الهَوامِل

فالجَوُّ مِنها في لظىً

والأرضُ منها في مَناهِل

والنَّورُ في حَلْيَين مُش

تَبهينِ من طلٍّ ووَابِل

يلقاكَ مُختَلِفُ القَلا

ئِدِ بينَ مُؤتِلفِ الغَلائِل

بِدَعٌ كأطرافِ الدَّما

لجِ والأساورِ والخَلاخِل

ما بين ألحانِ الحَما

م وبين ألحانِ الجَداول

أَغشاهُ طوعَ أكارمِ ال

خُلاَّنِ لا طَوعَ الحَلائِل

نشوانُ كالغُصنِ انْثَنى

ما بينَ أغصانٍ مَوائِل

سَبْطُ الأناملِ ماسحاً

بالمِسكِ جَعداً كالسَّلاسِل

يسعَى إليَّ بخَمرِ با

بِلَ ماهرٌ في سِحر بابِل

صفراءَ تَحسَبُ أنها

تَنقَدُّ من شمسِ الأصائل

قَرعَتْ سليلةَ كَرْمِها

بسليلةِ الغُرِّ الهَواطل

فكأَنَّها ذَوبُ النُّضا

رِ يَشوبُه ذَوبُ الوَذائِل

وكأنَّ نَشْرَ كُؤوسِها

شُكري لأحمدَ في المَحافِل

مَلِكٌ خَلائقُه إلى

معروفِه أدنَى الوَسائِل

مُحمرُّ أيامِ الوغَى

مُبْيَضُّ أيامِ الفَضائِل

يُحيي بحُسْنِ فِعالِه

أفعالَ والدِه الحُلاحِل

كالوَرِد زالَ وماؤُه

عَبِقُ الرَّوائحِ غيرُ زَائِل

بَعَثَ النَّدى في الخَافِقَيْ

نِ مُسائِلاً عن كلِّ سائِل

وأقامَ مشهورَ المَكا

نِ غريبَ مشهورِ الفَضائل

كالبدرِ شارفَ تَمَّه

فأضاءَ في شُرَفِ المَنازِل

يختالُ في ظِلِّ العُلى

ويَرودُ في ظِلِّ المَناهِل

شِيَمٌ على عَليائِه

في الأزدِ واضحةُ الدَّلائِل

وأواخرٌ شَهِدَت له

بمناقبِ السَّلَفِ الأوائِل

ويدٌ كَصَوْبِ المُزنِ يَغ

مُرُ سَجلُها سَجلَ المُساجِل

ومهنَّدٌ كلُّ الضَّرا

ئبِ عندَ هَزَّتِهِ مَفاصِل

فكأنَّ قُربَك سَقيُهُ

إذا تألَّقَ بالمَقَاتِل

يا خيرَ مأمولٍ تُنا

خُ بَعقْوَتَيه رِكابُ آمِل

أفنيْتَ شهرَ الصَّومِ مق

بولَ الفَرائضِ والنَّوافِل

فَتَلقَّ فِطرَك مُطْلِعاً

سعْداً يَسُرُّك غيرَ آفِل

والشِّعرُ نُزهةُ قاطنٍ

حَطَّ الرِّحالَ وزادُ راحِل

فاشرَبْ على رَيحانِه

إذ راحَ غَضّاً غيرَ ذابِل

واعلَمْ بأنَّ بَديِعَه

لُبُّ الأَلبَّاءِ الأَفاضِل

شرح ومعاني كلمات قصيدة جاءت مولعة الكواهل

قصيدة جاءت مولعة الكواهل لـ السري الرفاء وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي