جاءت يعطر نشرها الأرجاء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جاءت يعطر نشرها الأرجاء لـ الحبسي

اقتباس من قصيدة جاءت يعطر نشرها الأرجاء لـ الحبسي

جاءتْ يعطِّرُ نشرُها الأرجاءَ

ويفوق ضوءُ بهائها الأضواءَ

جاءتْك تسعى تحت أثوابِ الدجى

خوفَ الرقيبِ فجلَّت الظلماءَ

حسناءُ لو قِسْتَ الحسانَ بحسنها

لم تلق دهرَك مثلَها حسناءَ

خَوْدٌ يُريك الليلَ صبحاً وجههُا

وتريك طُرتُها الصباحَ عِشاء

لو قابلتها الشمسُ عند طلوعها

كُسفت وأخفَت ضوءَها استحياء

وكذلك الغصن الرطيب إذا رآ

ها معْ تثنِّيها يَميسُ حياء

فبقدها وبردْفها قدْ أخجلت

دِعْصَ النقا والصعدةَ السمراء

وحديثها يشفى السقام وإن رنتْ

فضحتْ بذاك الظبية الأَدْماءَ

بسوادِ مقلتها جُننْتُ صبابةً

هل مِنْ دواءِ يدفعُ السوداء

يا حبذا مغنًى بلغتُ به المنى

وبه لثمتُ الغادةَ الكسلاءَ

يا بنت أربابِ المكارمِ والندى

جُعِلَتْ لك الغيدُ الملاحُ فداء

أهواكِ لكني شُغِلتُ بِهمة

تركت فؤادِيَ من هواكِ هواء

فلقد أَخَذْتُ بقول من قد قال لي

لا تصْبُوَنَّ فتركبَ العشواء

يا ليلةً ملأ القلوبَ قدوومُها

فرحاً وهبَّت ريحُها نكباء

أَرْخَتْ على الجو الفسيحِ بأمْرِ مَنْ

رزَق البريَّةَ حلةً دكناء

روَّى الإلهُ بها ديارَ ذوي الندى

حتى غدَتْ ريَّانةً خضراء

حمداً لمن أغنَى الورى مِنْ فضله

وسقى الديارَ المجدباتِ الماء

ولعمر جَدِّي إنَّ من طلب العلا

لم يغْتررْ هندا ولا أسماء

لكن يُقرِّض شعره في مدح مَنْ

أضحى من الفعلِ القبيح براء

كمحمدٍ نجل المهذبِ ناصرِ

بدْرِ الهدى فاقَ اسمُه الأسماء

الغافريِّ السيدِ القرشيِّ ذو

ساد الكرام السادةَ الغراءَ

ذَمِرٌ إذا حلَّ النزيلُ بأرضه

لم يذكر الآباءَ والأبناءَ

وإذا تكاثَرتِ الشدائدُ حلَّها

رأيا وقد عرف الدوا والداءَ

وإذا تصادَمتِ الجحافلُ في الوغى

روَّى القِفارَ من العداة دماء

عمَّ الأنام بجوده وببأسه

يُصمى العداة ويُخجل الأنواء

ملكٌ إله العرش يسر أمره

فتملّك الأقيال والأمراء

لو صار للهوجِ العواصفِ آمراً

لجرَتْ بما أمرَ الرياحُ رخاء

أو صار للقدَر المقدَّر زاجراً

لجرى القضاءُ كما أراد وشاء

فكأنما فلكُ السماءِ يُعينُه

بالسعد حتى أحكم الأشياء

ما حاربتْه قرية إلا وقد

هلكتْ وصارت مقْلةً عمياء

بجحافلِ أُسُدٍ تجوسُ خلالها

حتى غدَتْ ممحوَّةً قفراء

لا يرفع الصمصام عن أعدائه

حتى تصيرَ الترهات هباء

صاروا طعام نواسر ونواهشٍ

ودماؤهم قد روَّت الدقْعاء

منْ يفعل الإحسانَ يُجْزَ بفِعْله

ويرى المسىءُ مع الجزاءِ جزاء

إنعمْ صباحاً يا سلالةَ ناصرٍ

بالنصْر وانعم بالنجاح مساء

واسلمْ ودُمْ واغنمْ وعش في نعمةٍ

طابتْ وطُلْ بين الأنام بقاء

خذها نتيجة فكر مَنْ بقريضه

سحر العقول وأعجز الشعراء

فْلأمدحنَّك مِدْحة تُمسِى بها

كبدُ الحسود حزينة حرَّاء

وْلأسْفَعنَّ قلوبَهم بمديحكم

وْلأمْلأَن قلوبَكم سرَّاء

يا ذا الذي كسب المحامدَ والثنا

وَحَمى الديارَ وأسْعَر الهيجاء

وعلا على قدرِ الْبرية قدرُه

حتى تسنَّم قدرُه الجوزاء

واللَّه لا أبغي سواكم سيدا

كذب الذي جعل الأنامَ سواءَ

وأذلُّ أهلِ الأرضِ عند اللَّه مَنْ

قطعَ الصديقَ وصادقَ الأعداءَ

أنتمْ رجائي للحوادث في الدنا

وجعلْتكم يوم الحسابِ رجاء

شرح ومعاني كلمات قصيدة جاءت يعطر نشرها الأرجاء

قصيدة جاءت يعطر نشرها الأرجاء لـ الحبسي وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن الحبسي

راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني. شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات. وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي