جاء الشتاء بغيمه متحجبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جاء الشتاء بغيمه متحجبا لـ ابن خاتمة الأندلسي

اقتباس من قصيدة جاء الشتاء بغيمه متحجبا لـ ابن خاتمة الأندلسي

جاءَ الشِّتاءُ بِغَيْمِهِ مُتَحَجِّبا

أهلاً بِسُلْطانِ الفُصُولِ ومَرْحَبا

أعْظِمْ بِهِ مَلِكاً عَلَيْهِ مَهابَةٌ

عَمَّتْ كتائِبُهُ الأباطِحَ والرُّبا

فَصْلٌ تَوزَّعَ كُلُّ فَصْلٍ فَضْلَهُ

فَنَما وآنقَ حُسْنُهُ أو أخْصَبا

فإذا الرَّبيعُ تَبَرَّجتْ أنوارُهُ

وتأرَّجَتْ أسحارُهُ وتَطَيَّبا

وجَلا حُلى الزَّهرِ النَّضِيرِ مُدَبَّجاً

ومُدَمْلَجاً ومُفَضَّضاً ومُذَهَّبا

فَتَرى انِفتاحَ الوَردِ خَدّاً أحمراً

وتَرَى ابتِسامَ الزَّهرِ ثَغْراً أشْنَبا

وهَفَتْ قُدودُ القُضْبِ هَفوةَ مُنْتَشٍ

لَمْا سَقاها الطَّلُّ ريّاً مُحْسِبا

وعَلَتْ عَلى شُمِّ الغُصونِ طُيورُها

تَشدوكَ سَجْعاً مُشْجيا أو مُطْرِبا

وتَسَرْبَلَ النَّهرُ المُطيفُ بِدِرْعِهِ

لَمّا انْبَرَتْ لقِراعِهِ خَيْلُ الصَّبا

والوُرْقُ تَشْدو والغَدِيرُ مُصَفِّقٌ

والقُضْبُ تَرْقُصُ والزَّمانُ استَعْتَبا

وأتى المَصِيفُ بإثْرِهِ مُتَقَيِّلاً

آثارَهُ في الفَضْلِ نَدْباً مُخْصِبا

فَكَسا الوجودَ ثِيابَ دفءٍ واغْتَدى

يُسْدي الهِباتِ مُشَرِّقاً ومُغَرِّبا

يُهْدِي مِنَ الثَّمراتِ كُلَّ طَرِيفَةٍ

ويُنيلُ مِنها كُلَّ شيءٍ يُجْتَبى

وأتى الخَرِيفُ بإثْرِ ذاكَ مُعاوِداً

حُسْنَ الرَّبيعِ وطِيبَهُ المُسْتعذَبا

فَوَشى ثِيابَ الرَّوضِ مِنْ أوراقِهِ

وَشْياً تَنوَّعَ صِبْغُهُ وتَنَسَّبا

وسَرَى النَّسيمُ مَعَ الصَّباحِ مُبَشِّراً

بِدُنوِّ إقْبالِ الشِّتاءِ مُرَحِّبا

وتَقَهْقَهَتْ وُطْفُ الغَمامِ بِرَعْدِها

لَمَّا تَبَيَّنَتِ البُروقَ تَطَرُّبا

وتَتابَعَتْ كُلُّ الفُصول بِنسْبَةٍ

حَتَّى تَكَمَّلَ حُسْنُها وتَرتَّبا

فَمِنَ الشِّتاءِ قِوامُ ذاكَ وحُسْنُهُ

وبِما أنال مِنَ الحَيا وبِما حَبا

كُلٌّ بِقَدْرِ مِثالِهِ مِنْ وَبْلهِ

أسْدَى وأبْدَى بَهْجَةً وتَهذَّبا

والحقُّ يَشهدُ أنَّ عَقْدَ نِظامِها

ومِلاكِها كانَ الغَمامَ الصَّيِّبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة جاء الشتاء بغيمه متحجبا

قصيدة جاء الشتاء بغيمه متحجبا لـ ابن خاتمة الأندلسي وعدد أبياتها واحد و عشرون.

عن ابن خاتمة الأندلسي

أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن خاتمة أبو جعفر الأنصاري الأندلسي. طبيب مؤرخ من الأدباء البلغاء، من أهل المرية بالأندلس. تصدر للإقراء فيها بالجامع الأعظم وزار غرناطة مرات. قال لسان الدين بن الخطيب: وهو الآن بقيد الحياة وذلك ثاني عشر شعبان سنة 770هـ‍. وقال ابن الجزري توفي وله نيف وسبعون سنة وقد ظهر في تلك السنة وباء في المرية انتشر في كثير من البلدان سماه الإفرنج الطاعون الأسود. من كتبه (مزية المرية على غيرها من البلاد الأندلسية) في تاريخها، (ورائق التحلية في فائق التورية) أدب. و (إلحاق العقل بالحس في الفرق بن اسم الجنس وعلم الجنس) (وأبراد اللآل من إنشاء الضوال -خ) معجم صغير لمفردات من اللغة وأسماء البلدان وغيرها، في خزانة الرباط 1248 جلاوي والنسخة الحديثة حبذا لو يوجد أصلها. و (ريحانة من أدواح ونسمة من أرواح -خ) وهو ديوان شعره. في خزانة الرباط المجموع 269 كتاني، (وتحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد -خ) وصفه 747هـ‍.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي