جاد الغمام ربى نجد وحياها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جاد الغمام ربى نجد وحياها لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة جاد الغمام ربى نجد وحياها لـ ابن فركون

جادَ الغَمامُ رُبَى نجْدٍ وحيّاها

فالرّكْبُ لا يهْتَدي إلا بريّاها

ما ضلّ حاديهمُ إلا هدَتْهُ لَها

نَواسِمٌ عطّر الأرْجاءَ مسْراها

هبّتْ صَباها بلقْياها مُبَشِّرةً

فكُلُّ قلْبٍ صَبا وجْداً لذِكْراها

ذِكْرى لها انْعَطَفوا فوقَ الرّحالِ فما

مالَتْ بأعْطافِهِمْ إلا مُحيّاها

للهِ أفئِدة في القُرْبِ راحَتُها

للوَجْدِ طاعَتُها بالبُعْدِ شَكْواها

ورُبَّ ساحِرةِ الألْحاظِ فاتِنةٍ

ما كُنتْ أعرِفُ معْنى الحُبّ لوْلاها

لمّا انْثَنَتْ وثَنَتْ عنّا محاسِنَها

ما كان أعْدَلَها قَدّاً وأعْداها

مَنْ هامَ فيها بعيْنِ الفِكْرِ أبْصَرَها

وفي الكَرى زارَها والوهْم ناجاها

هَذي معاهِدُ مَنْ هامَ الفؤادُ بِها

للهِ فيها عُهودٌ قد ألِفْناها

إنّا لنُلْقي حَديثاً من صَبابَتِنا

فَيا نسيمَ الصَّبا بلِّغْهُ إيّاها

ولا تُجِبْ بكلامٍ فالنّواسِمُ ما

هبّتْ على ربْعِها إلا عرَفْناها

ما راقَ إلا بمرْآها الصّباحُ ولا

رقّتْ نواسِمُهُ إلا برَيّاها

للزُّهْرِ بهْجَتُها للزَّهْرِ نفْحَتُها

للبَدْرِ طَلعَتُها للسِّحْرِ مرْآها

للدُرِّ ألفاظُها للبرقِ مَبْسِمُها

للغُصْنِ معطِفُها للظّبيِ عيْناها

لمْ يُرْقبِ البدْرُ إلا من مطالِعِها

لمْ يُعْرَفِ الفجْرُ إلا من مُحيّاها

فَليْتَها حينَ تُبْدي صُبْحَ غُرَّتِها

تهْدي فتاها فَفي ليْلِ الهَوى تاها

وعاذِلٍ راعَني أنْ بتُّ ذا قلَقٍ

أُسائِلُ الشُهْبَ عن ليْلى وأرْعاها

فقال ما لَكَ والشُهْبانَ ترْقُبُها

فقلتُ فيهنَّ منها خِلتُ أشباها

فقال قد أتلَفَتْ منكَ الفؤادَ أسىً

فقلتُ إن أتْلَفَتْهُ فهْو مثْواها

فقال ما لَكَ والأطْلالَ تَنْشُدُها

فقلتُ هِمتُ بمغْناها لمَعْناها

فقال قد هِمْتَ منْ بعْد السُلوّ بها

فقلت لمْ تَثْنِني إلا ثَناياها

فقال هلْ لكَ في أحْلى سنىً وحُلاً

فقلتُ دعْ غايَةً أبْعَدتَ مَرْماها

فقال لي غادةٌ تُنْسيكَ بهجَتَها

فقلتُ مهلاً فإني لستُ أنساها

فقال غاديةٌ للفِكْرِ قد نشأتْ

فقلتُ ما أحْوجَ الظّامي لسُقْياها

فقال أهْداكَها مَن عزَّ مُشْبِهُهُ

فقلتُ للهِ هادٍ منْهُ أهْداها

فقال منْ بحْرِهِ ألْقى بها دُرَراً

فقلْتُ أبْدَعَها نظْماً وأبْداها

فقال عهْديَ بالآدابِ قد تلِفَتْ

قُلْتُ ابْنُ حاتِمٍ الأرْضَى تَلافاها

فقالَ قدْ كانتِ الآدابُ عاطِلَةً

فقلْتُ هذا الذي بالسّحْرِ حَلّاها

كذاك جِنْحُ الدُجَى كمْ فيهِ من سُدَفٍ

وما أتى ابْنُ جَلا إلا وجَلّاها

هَذي قوافٍ على أسِّ النّسيبِ إلى

خِطاب عُلْياك قد شيّدْتُ مَبْناها

أقول يا راكِبَ الوجْناءِ أينَ بِها

تَخُبُّ تبغي من الآمالِ أقصاها

إنْ كنتَ تهْوى منَ الآدابِ أرْفَعَها

قدْراً وأحْفَلَها حالاً وأحْفاها

يمّمْ على ظمأٍ مَثْوى ابْن حاتِمِها

تفُزْ بأعْذَبِها ورْداً وأحْلاها

مَنْ يعْشُ للزُّهْرِ منْها حينَ يُطْلِعُها

يجِدْ زُهَيْرَ قَوافيها وأعْشاها

واسْألْ عُلاها تُنِلْ كفّيْكَ نائِلها

إنّ المكارِمَ بعضٌ مَن سَجاياها

هَذي القوافلُ تأتيها لتَظْفرَ منْ

تلك القَوافي بأحْلاها وأجْلاها

ركابُهُمْ صدرَتْ عنْها وقد وردَتْ

مَوارِداً منْ عَطاياها مَطاياها

تُبْدي الجَمالَ وتُولينا الجَميلَ فما

أحقَّها بالعُلَى حقّاً وأوْلاها

خُذْها أبا قاسِمٍ حَسْناءَ ليس لَها

كُفْؤٌ سِوى مَن أرَتْ كفّاهُ حُسْناها

تُبْدي الجوابَ وقد كِدنا نَذوبُ جَوىً

لوْلا مَوارِدُ آدابٍ ورَدْناها

ولْتَصْفَحَن كَرماً فالعُذْرُ أوضحُ منْ

نارِ القرَى يهْتدي السّاري لمغْناها

إنّ المحامِدَ ألْفاظٌ وما ورَدتْ

على المَسامِعِ إلا كُنتَ مَعْناها

وإنّ أمْداحَ مَولانا وخدْمتَهُ

قد تشْغل الفِكْرَ إلا إن تَعاطاها

وكيفَ لا يتعاطَى كُلَّ آوِنةٍ

ما يُكْسِبُ المُنْجِدَيْنِ المالَ والجاها

فناصِرُ الدّين تُسْتجْلَى مناقِبُه

وليسَ يُفْرَعُ في العَلياءِ مرْقاها

أحْلى مُلوكِ الوَرى هدْياً وأكْثَرُها

ندىً وأرْفَعُها قَدْراً وأعْلاها

لِذاك قصّرتُ عن ردّ الجوابِ على

شِعْرٍ سَناهُ سنَى الشّعْرَى بهِ باهَى

للحُسْنِ منهُ وللإحسانِ كمْ مِنَحٍ

مُسْتَحْسَنٍ قصْدُها الأرضَى ومَنْحاها

لازالَ ناظِمُهُ حتّى يُبَلَّغَ مِن

مراتِبِ العِزِّ أسماها وأسْناها

ودامَ يَهدِي بما يُهْدي الأنامَ فَفي

طولِ البَقاءِ لهُ نسْتَوْهِبُ اللّهَ

شرح ومعاني كلمات قصيدة جاد الغمام ربى نجد وحياها

قصيدة جاد الغمام ربى نجد وحياها لـ ابن فركون وعدد أبياتها خمسون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي