جار الزمان وقل فيه ناصرى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جار الزمان وقل فيه ناصرى لـ تاج الملوك الأيوبي

اقتباس من قصيدة جار الزمان وقل فيه ناصرى لـ تاج الملوك الأيوبي

جارَ الزمانُ وقَلَّ فيه ناصرى

فَمَنِ المُجيرُ من الزّمان الجائرِ

أبداً أغَصُّ من الزّمان بجورِهِ

أفمَا لأوّلِ جورهِ من آخرِ

لو كان يشفى الدّمعُ غُلَّةَ واجدٍ

لشفى غليلَى فيضُ دمعى الهامِرِ

هيهاتَ لا بَردَ الغليلُ وقد ثوى

مَن كان مِن عُدَدِى وخير ذخَائرى

طَرَقَت فتَى المُلك المعظّمِ فانثنى

من بعد بهجتِهِ كربعٍ داثر

شمسٌ لدولتنا خَبَت أَنوارُها

بعد الضِّياءِ وكان نُورَ النّاظِرِ

جَبَلٌ هوى فارتجَّتِ الدّنيا له

فكأنّما رَكِبَت جَناحَى طائرِ

قد كُوِّرَت شمسُ النهارِ لفقدِه

وخبا سنا القمرِ المُنيرِ الباهِرِ

مَن للعُفاةِ تعمُّهُم من بعدهِ

من راحتَيهِ بكُلِّ جودٍ غامِرِ

مَن للنَّوائبِ يوم تفترسُ الورى

قسراً بأنيابٍ لها وأظافِرِ

مَن للدَّوائِر إذ تدورُ صُرُوفُها

فى الناس والأيامُ ذاتُ دوائِر

ملِكٌ أزال الملكَ عنه حِمامُهُ

قسراً وأسكنَهُ حضِرةَ قابر

أضحى وحيداً فى التّراب كأنّه

ما سار بين مواكبٍ وعساكرِ

قد كان لا تعصى البريَّةُ أمرَهُ

فانقاد مُمتثِلاً لأمر الآمرِ

مولاىَ دعوَةُ وَالِهٍ غادرتَهُ

وَقفاً على نُوَبِ الزّمانِ الغادرِ

هل من سبيلٍ للزيارةِ بعدها

هيهات حالَ الموتُ دونَ الزّائر

لو كان خَصمُك غيرَ حادِثَةِ الرَّدى

لرَدَدتُهُ بذوابلٍ وبواترِ

أو كان يُدرَك ثأرُ مَن أودى به

رَيبُ المنُونِ لكنتُ أوّل ثائِرِ

لكنّهُ الموتُ الذى قهرَ الورى

من حيث لا تُغنيه قدرةُ قادِرِ

مَولاىَ هل لىَ إن أفقتُ من الأسى

من بعد فقدك فى الورى من عاذِرِ

نَفَرَ الكرَى عنّى فقلتُ تعلُّلاً

مَن لى بإيعادِ الرُّقادِ النّافِرِ

وإذا ذكرتُك فاض دمعى حُرقةً

لو كان يُغنى فيضُ دَمعِ الذَّاكِرِ

أقسمتُ لو أعطيتُ رُزءك حقَّهُ

لغرقتُ فى بحر الدُّموعِ الزّاخِرِ

ولكنتُ أوَّلَ لاحقٍ بك حسرةً

لولا التّسلِّى بالمليكِ النّاصِرِ

إن كان ذاك السّيفُ فلَّ فَمانَبا

الحدّان من هذا الحُسامِ الباتِرِ

أو كان ذاك البحرُ غاض فما رقى

ما فاض من هذا الغمامِ الماطِرِ

أو كان ذاك النجمُ غاب فما خبت

أنوارُ ذا القمرِ المُنيرِ الباهِرِ

فالنّاسُ كلُّهُمُ بِطيبِ ثنائِهِ

وبشكرِهِ من ناظمٍ أو ناثرِ

فهو الذى شَمِلَ الأنَامَ بعدلِه

ما بين بادٍ منهُمُ أو حاضرِ

وكذاك سيف الدين عاش مُسلّماً

فى ظِلِّ مملكةٍ وعزٍّ قاهِرِ

ما زال يهزمُ جيشَ صَرفِ زمانهم

بميامِنٍ من رأيه ومَياسِرِ

ملكٌ له الأملاكُ سعداً لم تزل

أبداً تدورُ على الورى بدوائرِ

ما للكسيرِ إذا استغاث بجودِهِ

بين البرِيَّةِ غيرُهُ من جابرِ

أفديهما مَلِكَينِ ليس بخاطِرٍ

ما عشتُ ذكرُ سواهما فى خاطرِى

شرح ومعاني كلمات قصيدة جار الزمان وقل فيه ناصرى

قصيدة جار الزمان وقل فيه ناصرى لـ تاج الملوك الأيوبي وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن تاج الملوك الأيوبي

بوري بن أيوب بن شاذي بن مروان، مجد الدين، أبو سعيد. أخو السلطان صلاح الدين، كان أصغر أولاد أبيه، وهو فاضل، له (ديوان شعر) وفي شعره رقة، وكان مع أخيه صلاح الدين لما حاصر حلب، فأصابته طعنة بركبته مات منها بقرب حلب.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي