جانبت بعدك عفتي ووقاري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جانبت بعدك عفتي ووقاري لـ ابن وكيع التنيسي

اقتباس من قصيدة جانبت بعدك عفتي ووقاري لـ ابن وكيع التنيسي

جانَبتُ بَعدَكَ عِفَّتي وَوَقاري

وَخَلَعتُ في طُرُقِ المُجونِ عِذاري

وَرَأَيتُ إيثارَ الصَبابَةِ في الَّذي

تَهوى النُفوسُ مُمَحِّقَ الأَعمارِ

لا تَأمُرَنّي بِالتَسَتُّرِ في الهَوى

فَالعَيشُ أَجمَعُ في رُكوبِ العارِ

إِنَّ التَوَقُّرَ لِلحَياةِ مُكَدِّرٌ

وَالعَيشُ فَهوَ تَهَتُّكُ الأَستارِ

مَن تابَعَت أَمرَ المُروءَةِ نَفسُهُ

فَنِيَت مِنَ الحَسَراتِ وَالأَفكارِ

لا تُكثِرَنَّ عَلَيَّ إِنَّ أَخا الحِجا

بَرِمٌ بِقُربِ الصاحِبِ المِهذارِ

خَوَّفَتني بِالنارِ جُهدَكَ دائِباً

وَلَجَجتَ في الإِرهابِ وَالإِنذارِ

خَوفي كَخَوفِكَ غَيرَ أَنّي واثِقٌ

بِجَميلِ عَفوِ الواحِدِ القَهّارِ

أَقرَرتُ أَنّي مُذنِبٌ وَمُحَرَّمٌ

تَعذيبُ ذي جُرمٍ عَلى الإِقرارِ

اِنظُر إِلى زَهرِ الرَبيعِ وَما جَلَت

فيهِ عَلَيكَ طَرائِفُ الأَنوارِ

أَبدَت لَنا الأَمطارُ فيهِ بَدائِعاً

شَهِدَت بِحِكمَةِ مُنزِلِ الأَمطارِ

ما شِئتَ لِلأَزهارِ في صَحرائِهِ

مِن دِرهَمٍ بَهِجٍ وَمِن دينارِ

وَجَواهِرٍ لَولا تَغَيُّرُ حُسنِها

جَلَّت عَنِ الأَثمانِ وَالأَخطارِ

مِن أَبيَضٍ يُقَقٍ وَأَصفَرَ فاقِعٍ

مِثلِ الشُموسِ قُرِنَّ بِالأَقمارِ

ناحَت لَنا الأَطيارُ فيهِ فَأَرهَجَت

عُرسَ السُرورِ وَمَأتَمَ الأَطيارِ

دارٌ لَو اِتَّصَلَ البَقاءُ لِأَهلِها

لَم يَحفِلوا بِنَعيمِ تِلكَ الدارِ

فَاِنهَض بِنا نَحوَ السُرورِ فَإِنَّهُ

ما زالَ يَسكُنُ حانَةَ الخَمّارِ

فَاِشرَب مُعَتَّقَةً كَأَنَّ نَسيمَها

مِسكٌ تُضَوِّعُهُ يَدُ العَطّارِ

أَخفى دَبيباً في مَفاصِلِ شَربِها

وَأَدَقَّ أَلطافا مِنَ المِقدارِ

أَحكامُها في العَقلِ إِن هِيَ حُكِّمَت

أَحكامُ صَرفِ الدَهرِ في الأَحرارِ

يَرضى عَلى الأَقدارِ شارِبُها الَّذي

ما زالَ ذا سَخَطٍ عَلى الأَقدارِ

وَكَأَنَّها وَالكَأسُ ساطِعَةٌ بِها

ذَوبٌ تَحَلَّلَ في عَقيقٍ جاري

لا سِيِّما مِن كَفِّ أَغيَدَ شادِنٍ

يَسبي العُقولَ بَطرَفِهِ السَحّارِ

فَضَلَ الغُصونَ لِأَنَّها مِن غَرسِنا

عِندَ التَأَمُّلِ وَهوَ غَرسُ الباري

قَد غَيَّبَ الزُنّارَ دِقَّةُ خَصرِهِ

حَتّى ظَنَنّاهُ بِلا زُنّارِ

مُتَنَصِّرٌ قَوِيتَ عَلى إِسلامِنا

بِالحُسنِ مِنهُ حُجَّةُ الكُفّارِ

قالوا أَيَصنَعُ مِثلَ هذا رَبُّكُم

وَيَرى فَسادَ صَنيعِهِ بِالنارِ

مَع مُسمِعٍ حَلَفَت لَهُ أَوتارُهُ

أَن لا تُنافِرَ رَنَّةَ المِزمارِ

فَطِنٍ يُحَرِّكُ كُلَّ عُضوٍ ساكِنٍ

تَحريكَهُ لِسَواكِنِ الأَوتارِ

شَدوٌ إِذا الحُلَماءُ زارَ حُلومَهُم

باعوا بِطيبِ السُخفِ كُلَّ وَقارِ

وَالشَدوُ أَحسَنُهُ الَّذي لَم يُستَمَع

إِلّا أَطارَ العَقلَ كُلَّ مُطارِ

ذا العَيشُ لا نَعتُ المَهامِهِ وَالفَلا

وَسُؤالُ رَسمِ الدارِ وَالأَحجارِ

لا فَرَّجَ الرَحمنُ كُربَةَ جاهِلٍ

يَبكي عَلى الأَطلالِ وَالآثارِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة جانبت بعدك عفتي ووقاري

قصيدة جانبت بعدك عفتي ووقاري لـ ابن وكيع التنيسي وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن ابن وكيع التنيسي

الحسن بن علي بن أحمد بن محمد بن خلف الضبي التنيسي. شاعر مجيد، أصله من بغداد، ومولده ووفاته في تنيس (بمصر) وكانت في لسانه عجمة. وعن بلد الشاعر يقول المسعودي (تنيس كانت أرضاً لم يكن بمصر مثلها استواء وطيباً وكانت جناناً ونخلاً وكرماً وشجراً ومزارع) . ويدل شعر ابن وكيع على أنه كان على حظ كبير من الظرف وخفة الروح كما يدل انكبابه على الخمر على أنه كان على حظ من اليسار. له (ديوان شعر-ط) ، وكتاب المنصف في سرقات المتنبي.[١]

تعريف ابن وكيع التنيسي في ويكيبيديا

أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن محمد بن خلف بن حيان بن صدقة بن زياد الضبي التِّنِّسي (؟ - 23 جمادى الأول 393هـ/ 30 أبريل 1003م) هو كاتب وشاعر وأديب عربي عاش في العصر العباسي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن وكيع التنيسي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي