جذل وقلبي لا يزال عليلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جذل وقلبي لا يزال عليلا لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة جذل وقلبي لا يزال عليلا لـ ميخائيل خير الله ويردي

جَذَلٌ وَقَلبي لا يَزالُ عَليلا

أَجلى الهُمومَ وَباتَ فيهِ نَزيلا

فَتَكاثَفَت في جَوِّهِ سُحُباً عَلَى

قِمَمِ المُنى وتَضافَرت إِكليلا

قَد كانَ يَرتعُ صادِحاً بَينَ الرُّبى

وَيَرى الوُجودَ وَما يَضُمُّ جَميلا

فَإذا بِهِ والدَّهرُ كَدَّرَ صَفوَهُ

يُمسي وَيُصبِحُ يائِساً مَغلولا

مَلَّ المُقامَ مَعَ الظّلامِ وَلَم يَكُن

بَدرُ المُنى وَجَمالُهُ مَملولا

مِن أَجلِهِ عُدَّ الهَوى عَذباً وَلَو

ذاقَ المُحِبُّ اليأسَ والتَّنكيلا

كَم مِن شَهيدٍ في الأَنامِ ضَحِيَّةٍ

لِلمَبدإِ السّامي قَضى مَجهولاً

وَالمُجرِمونَ سَطَوا عَلَيه فَأَثخَنوا

فيهِ الجِراحَ وَعذَّبوهُ طَويلا

لو كانَ لِلوجدانِ حُكمٌ عِندَهُم

لَم تَلقَ يَوماً لِلنَّزاعِ سَبيلا

نُكرانُهُم حَقَّ الأَديبِ وَفضلَهُ

أَمسى عَلَى ما يُبطِنونَ دَليلا

فَبِمَكرِهِم يَدنونَ مِنهُ ساعَةً

وَبِجَورِهِم يَنأَونَ عَنهُ جيلا

إِنَّ النِّزاعَ هَوى المَطامِعِ أَصلُهُ

وَلَعَلَّ صَبرَك مِن زَمانِكَ عيلا

قَد يُدرِكُ الإِنسانُ أَجرَ جِهادِهِ

إن كانَ يَفقَهُ عارِفوهُ جَميلا

زَينُ الفَتى أَخلاقُهُ وَفَخارُهُ

أَن يَعرِفَ التَّحريمَ وَالتَّحليلا

وَإِذا أَتاهُ القاصِدونَ رَأَوا بِهِ

شَهماً كَريماً يَكرَهُ التَّدجيلا

يَحنو عَلَى الضُّعَفاءِ إِشفاقاً

وَيُعمِلُ بِالعُتاةِ الصّارِمَ المَصقولا

إنَّ الرِّجالَ اثنانِ فَاختَر مِنهُما

مَن جَرَّ حَمداً لا غَنىً وَذُيولا

فَإِذا هُما اجتَمَعَا لِنَفسٍ حُرَّةٍ

كانَت لإِصلاحِ الفَسادِ رَسولا

حُبُّ العَظائِمِ مورِثٌ عُشّاقَها

أَمَدَ الحَياةِ مَتاعِباً وَنُحولا

فَانظُر إِلى أَهلِ المَبادِىءِ تَتَّخِذ

مَثَلاً وَرَتِّل فَضلَهُم تَرتيلا

فَهُمُ الأُلى لا يَمكُرونَ لِيَربَحوا

وَهُمُ الأُلى لا يُخلِفونَ مَقولا

وَهُمُ الَّذينَ إِذا أحَسُّوا ذِلَّةً

تَرَكوا الغَنائِمَ والهَوى المَعسولا

عَظُمَت نُفوسُهُمُ فكانَت مَقدَِساً

وَبَدا تَرَفُّعُهُم فَكانَ جليلا

فَإِذا بِهِم يَتَدرَّجونَ إِلى العَلى

وَمِن المَبادِىءِ يَمتَطونَ خُيولا

لي مَبدَأٌ أَهواهُ لَستُ أَخونُهُ

أَو أَرتَضي عَنهُ الحَياةَ بَديلا

حارَت بِهِ الَقوامُ فَانقَسَمَت إلى

شِيَعٍ تُعَلِّلُ أَمرَهُ تَعليلا

وَأَثابَني الجُهّالُ عَن شَغَفي بِهِ

لَقَباً يُمَثِّلُ جَهلَهُم تمثيلا

وَالمَبدأُ السّامي بِنَفسيَ حاكِمٌ

يَستَأهِلُ التَّكريمَ وَالتَّبجيلا

نورٌ يَرى العُميانُ فيهِ ظُلمَةً

وَمحاسِنٌ لَم تَألَفِ التَّجميلا

هانَت لَدَيَّ الحادِثاتُ كَأَنَّها

فَرخُ الدَّجاجَةِ حينَ يَلقى الفيال

فَتَآمَرَ الأعداءُ ضِدّيَ مِثلَما

تَرَكَ اللِّئامُ ابنَ الكِرامِ قَتيلا

وَسَأَلتُ ما ذَنبي فَقيلَ تَفرُّدٌ

ذَنبُ المَليحَةِ أَن تَكونَ الأُولى

شرح ومعاني كلمات قصيدة جذل وقلبي لا يزال عليلا

قصيدة جذل وقلبي لا يزال عليلا لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي