جرى ماؤنا من لطف سلطاننا عذبا
أبيات قصيدة جرى ماؤنا من لطف سلطاننا عذبا لـ جعفر الحلي النجفي

جَرى ماؤنا مِن لُطف سُلطاننا عَذباً
فَلذَّ لَنا طَعماً وَطابَ لَنا شُربا
شَممنا شَذا أَنفاسه حينَ جَريه
فَانشقنا الرِيحان وَالمندل الرَطبا
حَبانا إمام العَصر مِن صدقاته
مَراحم فيها اِزدادَ مِن رَبه قُربا
إمام الوَرى عَبد الحَميد الَّذي جَرت
أَياديهِ حَتّى عَمَّت الشَرق وَالغَربا
يُحبُّ الرَعايا قَلبه وَجَميعهم
يَفدُّونه مِن طيب أَنفسهم حُباً
وَمَحفوفة الهَدبين مِن كُل مُسلم
تَودُّ لَهُ لَو أَنَّها تفرش الهدبا
دَعوناه مستسقين أَيام لَم نَجد
قَليبا وَلا عَيناً تُذاق وَلا سُحبا
فَأَجرى لَنا ماء الفُرات بعزمه
وَكُنا ظِماء لا نبلُّ بِهِ قَلبا
وَكُنا كَأعراب المَفاوز حقبة
مِن الدَهر في دَيمومة تعطش الضَبا
إِذا عَبَّ مِنّا عاطش في مَنامه
بِماء حَسدناه عَلَيهِ وَما عَبّا
وَأَن قالَ مِنا مخبر سَوف نَحتَسي
فُراتاً عَدَدنا كُلما قالَهُ كذبا
إِلى أَن أَغاثتنا الحَميدية الَّتي
عَلا ماؤها سَهل الغَريين وَالهَضا
وَشَقَت جِبالاً لَو تُقاس صِغارُها
بِرَضوى لَكانَت في ترفعها أَربى
نَرى شَقها صَعباً وَلَكن همة
لِسلطاننا ما غادرت مَطلَباً صَعبا
هُوَ اليَوم حامي بَيضة الدين عِن عِدىً
تَمَنت جهاراً لَو تَصيح بِهِ نَهبا
حسام هدى قَد أَرهف اللَه حَده
فَأَحكَمه مَتنا وَحدده غَربا
غَزا المُشركين الناكثين لِعهدهم
فجاهَدَهُم حَرباً وَناجَزَهُم ضَربا
وَعَبّا جُيوش المُسلِمين وَرَبهم
مُسومة الأَملاك في نَصرهم عَبّا
فَأَبعد عَن دار الهُدى كُل مُشرك
كَصاحب ذود ذاد مِن حَوضه الجَربا
بِسَيف بِأَمر اللَه يَخترم العِدى
وَرَأي بِعون اللَه يَخترق الحجبا
تَدور رَحى الإِسلام تِلقاء ساحة
بِها المَلك الغازي وَكانَ لَها قُطبا
رَعانا عَلى بُعد فَبتنا بِأَمنه
وَما ذعرت مِنا بزاة العِدى سربا
لَقَد كَفل الأَرض البَسيطة عَدله
وَأَكفَلَها مِنهُ العَواسل وَالقَضبا
بِحَيث بغاث الطَير لَم تَخش أَجدَلا
وَشاة الفَلا في القَفر لَم تحذر الذئبا
نَرى عِشر كَفيَّهِ كَعشر سَحائب
بِناحية الإِسلام ما تَركت جدبا
تَزيد عَلى أَمواله نَفقاته
وَلَو كُل ما تَحتَ السَماء لَهُ يجبى
وَلَيسَ يَبيت اللَيل إِلا مُفَكِراً
بِأَمر بِهِ يَرضي الرَعيّة وَالربا
فَمن مبلغ عَبد الحَميد تَشكراً
لِأَلطافه وَاللطف كان لَهُ دَأبا
بَنو النَجف الأَعلى غَدوا عتقاءه
مِن الكَرب لَمّا عَنهم فَرَّج الكربا
بِنهرين قَد أَصغى لَهُم ماء واحد
وَآخر قَد صَفوا حَدايقه الغَلبا
شرح ومعاني كلمات قصيدة جرى ماؤنا من لطف سلطاننا عذبا
قصيدة جرى ماؤنا من لطف سلطاننا عذبا لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها ثلاثون.