جعل العتاب إلى الصدود توصلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جعل العتاب إلى الصدود توصلا لـ ابن عنين

اقتباس من قصيدة جعل العتاب إلى الصدود توصلا لـ ابن عنين

جَعلَ العِتابَ إِلى الصُدودِ تَوَصُّلا

ريمٌ رَمى فَأَصابَ مِنّي المَقتَلا

أَغراهُ بي واشٍ تَقَوَّلَ كاذِباً

فَأَطاعَهُ وَعَصيتُ فيهِ العُذَّلا

وَرَأى اِصطِباري عَن هَواهُ فَظَنَّهُ

مَلَلاً وَكانَ تقيةً وَتَجَمُّلا

هَيهاتَ أَن يَمحو هَواهُ الدَهرُ مِن

قَلبي وَلَو كانَت قَطيعَتُهُ قِلى

ما عَمَّهُ بِالحُسنِ عَنبَرُ خالِهِ

إِلّا لِيُصبِحَ بِالسَوادِ مجمَّلا

صافي أَديم الوَجهِ ما خَطَّت يَدا ال

أَيّامِ في خَدَّيهِ سَطراً مشكلا

كُلٌّ مُقِرٌّ بِالجَمالِ لَهُ فَما

يَحتاجُ حاكِمُ حسنه أَن يُسجلا

يَفتَرُّ عَن مِثلِ الأَقاحِ كَأَنَّما

عَلَّت مَنابِتُهُ رَحيقاً سَلسَلا

تَرِفٌ تخالُ بَنانَهُ في كَفِّهِ

قُضُبَ اللُجَينِ وَلا أَقولُ الإِسحِلا

ما أَرسَلَت قَوسُ الحَواجِبِ أَسهُماً

مِن لَحظِهِ إِلّا أَصابَت مَقتَلا

فَكَأَنَّ طرَّتَهُ وَضَوءَ جَبينِهِ

وَضَحُ الصَباحِ يَقِلُّ لَيلاً أَليَلا

عاطَيتُهُ صَهباءَ كَلَّلَ كَأسَها

حَبَبُ المِزاجِ بِلُؤلُؤٍ ما فُصِّلا

تَبدو بِكَفِّ مُديرِها أَنوارُها

فَتُعيدُ كافورَ الأَنامِلِ صَندَلا

في رَوضَةٍ بِالنَيربَينِ أَريضَةٍ

رَضَعَت أَفاويقَ السَحائِبِ حُفَّلا

أَنّى اِتَّجَهتَ رَأَيتَ ماءً سائِحاً

مُتَدَفِّقاً أَو يانِعاً مُتَهَدِّلا

فَكَأَنَّما أَطيارُها وَغُصونُها

نَغَمُ القِيانِ عَلى عَرائِسَ تُجتَلى

وَكَأَنَّما الجَوزاءُ أَلقَت زُهرَها

فيها وَأَرسَلَتِ المجرَّةُ جَدوَلا

وَيَمُرُّ مُعتَلُّ النَسيمِ بِرَوضِها

فَتَخالُ عَطّاراً يُحَرِّقُ مَندَلا

فَكَأَنَّها اِستَسقَت عَلى ظَمَأٍ نَدى

موسى فَأَرسَلَ عارِضاً مُتَهَلِّلا

وَلَرُبَّ لائِمَةٍ عَلَيَّ حَريصَةٍ

باتَت وَقَد جَمَعَت عَلَيَّ العُذَّلا

قالَت أَما تَخشى الزَمانَ وَصَرفَهُ

وَتُقِلُّ مِن إِتلافِ مالِك قُلتُ لا

أَأَخافُ مِن فَقرٍ وَجودِ الأَشرَفِ ال

سُلطانِ في الآفاقِ قَد مَلا المُلا

الواهِبِ الأَمصارَ مُحتَقراً لَها

إِن غَيرَهُ وَهب الهِجانَ البُزَّلا

ما زارَ مغناهُ فَقيرٌ سائِلٌ

فَيَعودُ حَتّى يُستَماحَ وَيُسأَلا

مَلكٌ غَدا جيدُ الزَمانِ بِجودِهِ

حالٍ وَلَولاهُ لكانَ مُعَطَّلا

يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي إِنعامُهُ

لَم يُبقِ في الدُنيا فَقيراً مُرمِلا

لَقَد اِتَّقَيتَ اللَهَ حَقَّ تُقاتِهِ

وَنَهَجتَ لِلنّاسِ الطَريقَ الأَمثَلا

وَعَدَلتَ حَتّى لَم تَجِد مُتَظَلِّماً

وَأَخَفتَ حَتّى صاحَبَ الذِئبَ الطَلا

وَرَفَعتَ لِلدينِ الحَنيفِ مَنارَهُ

فَعَلا وَكُنتَ بِنَصرِهِ مُتَكَفِّلا

لَولاكَ لانفَصَمَت عَرى الإِسلامِ في

مِصرٍ وَأُخمِل ذِكرهُ وَتَبَدَّلا

وَتَحَكَّمَت فيها الفرنجُ وَغادَرَت

أَعلاجُها مِحرابَ عَمروٍ هَيكَلا

حاشا لِدينٍ أَنتَ فيهِ مُظَفَّرٌ

أَن يُستَباحَ حِماهُ أَو أَن يُخذَلا

أَنتَ الَّذي أَجليتَ عَن حَلبَ العدى

وَحَميتَ بِالسُمرِ اللِدانِ الموصِلا

كَم مَوقِفٍ ضَنكٍ فَرَجتَ مَضيقَهُ

وَطَريقُهُ لِخَفائِهِ قَد أَشكَلا

كَم يَومِ هَولٍ قَد وَرَدتَ وَطَعمُهُ

مُرُّ المَذاقِ كَريه نارِ المُصطَلى

وَنَثَرتَ بِالبيضِ المُهَنَّدَةِ الطُلى

وَنَظَمتَ بِالسُمرِ المُثَقَّفَةِ الكُلى

فَاللَهُ يَخرقُ في بَقائِكَ عادَةَ الد

نيا وَيُعطيكَ البَقاءَ الأَطوَلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة جعل العتاب إلى الصدود توصلا

قصيدة جعل العتاب إلى الصدود توصلا لـ ابن عنين وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن ابن عنين

محمد بن نصر الله بن مكارم بن الحسن بن عنين أبو المحاسن شرف الدين الزرعي الحوراني الدمشقي الأنصاري. أعظم شعراء عصره، مولده ووفاته بدمشق، كان يقول أن أصله من الكوفة، من الأنصار. كان هجاءً، قل من سلم من شره في دمشق، حتى السلطان صلاح الدين، ذهب إلى العراق والجزيرة وأذربيجان وخراسان، واليمن ومصر. وعاد إلى دمشق بعد وفاة صلاح الدين فمدح الملك العادل وتقرب منه، وكان وافر الحرية عند الملوك. وتولى الكتابة والوزارة للملك المعظم، بدمشق في آخر دولته، ومدة الملك الناصر، وانفصل عنها في أيام الملك الأشرف فلزم بيته إلى أن مات.[١]

تعريف ابن عنين في ويكيبيديا

ابن عنين (549 -630 هـ / 1154-1232) شاعر في زمن صلاح الدين الأيوبي ولد في دمشق، ومات سنة ثلاثين وستمائة عن إحدى وثمانين سنة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن عنين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي