جفن سخي والمحاجر تمطر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جفن سخي والمحاجر تمطر لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

اقتباس من قصيدة جفن سخي والمحاجر تمطر لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

جفنٌ سخيٌّ والمحاجر تمطرُ

والقلبُ آلى حِلفةً لا يصبرُ

والجسم وافاهُ النحول بعاملٍ

عضبٍ لأسباب الحياة يُهصِّرُ

كيف التصبُّرُ بعد أن أيدي سبا

جاءَت لنا سيف المنيّة تشهرُ

سطت المنون وقد أطالت مخلباً

فغزت بهِ خلبَ الحشاشة تزأرُ

فتكَت بفودَي راسنا بيمينها

زرق الأسنَّةِ والحسامُ الأبترُ

ولكَم أسالت بالشجا من مدمعٍ

لم يبقَ قلبٌ منهُ لا يتحسَّرُ

تعساً لها أني تبدَّت في الرَدى

في قبحِ فعلٍ ليتَهُ لا يُذكرُ

ولقد أدارت كاس كل مرارةٍ

أمسى الوَرى في شربها يتمرمرُ

عكَست أويقات الصَفا بتكدُّرٍ

وأزال لذتها المذاقُ الممقِرُ

أبكت لواحظ كل شهمٍ باسلٍ

ولشامخ العرنين وافت تزجرُ

جاشت خضارم جورها فتملَّكت

غرَقَ النفوس فلا تزال تزمجرُ

تبغي المظالم دون كل رآفةٍ

تلقي الشباب على التعمُّد تغدرُ

بثَّ الخيانة في البريّة حلَّلت

تغري على قتل العباد وتأمرُ

هذه التي قد حلَّ عندي هجوها

آلَ النُهى هل من نصيرٍ ينصرُ

هذي التي سلبت رشادي حينما

غاب الرشيد ومقلتي لا تنظرُ

ذاك الذي قد كان غصناً في نَقا

يهتزُّ في روض العقول ويخطرُ

ذاك الذي حاز الكمالَ مراهقاً

وبصدر أرباب النهى يتصَّدرُ

ذاك الذي قد ضارعت آياتهُ

سحر البيان إلى المعاني تُسكرُ

ذاك الذي يسمو ابن ساعدةٍ وقد

حكَت الشجاعة أنهُ لغضنفرُ

ذاك الذي جمع المحاسن والبها

إن قيل بدرٌ قلت فهو الأبدرُ

قاد الفصاحة والبلاغة والحجى

قود الشكيمة في يدٍ لا تنفرُ

جمعَ المكارمَ والمحامد واللُهى

ذكرى لطائفهِ المدا لا تدثرُ

أبت اللطافة أن تصاحب غيرَهُ

شرط اللفيف قرينَهُ لا يهجرُ

أنسيُّ خلق شمت فيهِ فضائلاً

ملكيَّة الأوصاف لا تتغيَّرُ

يسمو على البدر التمام نقاوةً

ومن الغزالة في الضحى هو أطهرُ

نسجَ المسيحُ عليهِ ثوب برارةٍ

فغدا ذه بين الملا يتبرّرُ

كملت سجاياهُ وفاق محاسناً

قد عابهُ من قال بدرٌ أقمرُ

واليوم أمسى للمنون فريسةً

شُلَّت يداها ما توارد أعصُرُ

تلك الظلومة قوتلت في فعلها

أنّى دعت بدراً برمسٍ يُحشَرُ

يا للورى هل من مجيرٍ منقذٍ

هل تُرخصون ببدر تمٍّ يُقبَرُ

تَاللَه لو يُفدى بما ملكت يدي

حتى الحياة لكنت لا أتأخَّرُ

لكنَّ حكمت يا منيَّة جازمٌ

يا ليتهُ في ذات شخصكِ يُحصَرُ

واهاً على ذاك الرشيد وهل ترى

مرءا يبارح رشدَهُ لا يحسرُ

يا عبرتي سحتي عليهِ عندما

يا زفرتي إجي بنارٍ تُسعرُ

يا مهجتي ذوبي إليهِ تشوقاً

يا حرَّ قلبي خلِّني لا أشعرُ

قال الخلي الصبر أفضل سلوةٍ

كيف السوّ وكسرنا لا يجبرُ

إني لأبكيهِ على طول المدا

ما ذرَّ شمسٌ والسحائب تقطرُ

لو أذرفت مُقلي النجيعَ تدفّقاً

وأفيضَ دهراً وهو خالٌ ممطرُ

والجسمُ لو أفنى ترائبهُ اللظى

وعلمتُ أني باللقاءِ أُبشَّر

لوجدتُ ذلك عين كل عذوبةٍ

وجعلت عظمي للفداءِ يُكَسَّرُ

لكنَّ قلبي قد غدا متنكراً

وبذي الخديعةِ قط لا يتفكَّرُ

وأشدُّ ما ألقاهُ من هذا القضا

توكيد علمي أنهُ لا يصدرُ

من لي بذي الأشجان أكبر منجدٍ

غير المهيمن من بهِ أستنصِرُ

يا فاطر الأكوان إنكَ راحمٌ

هبني هباتك علَّني أتصَبَّرُ

واغمدهُ يا ذا الجود منك برحمةٍ

واجعلهُ في أنعام خدرك يُغمَرُ

أنت الجواد البرُّ ذو اللطف الخفي

وبحار جودك سرمداً لا تُحصرُ

نوّر مصابيح السعود أمامهُ

هبهُ ضياءً بالبهاءِ يُنوَّرُ

واسكنهُ بين مصاف رسلك جنَّةً

ليسبح الثالوث ثمَّةَ يشكرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة جفن سخي والمحاجر تمطر

قصيدة جفن سخي والمحاجر تمطر لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن حنا بك الأسعد بن أبي صعب

حنا بك الأسعد بن أبي صعب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي