جفون بها ما إن يلم رقادها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جفون بها ما إن يلم رقادها لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة جفون بها ما إن يلم رقادها لـ ابن فركون

جُفونٌ بها ما إنْ يُلِمُّ رُقادُها

لها أمَلٌ في الطّيفِ لوْلا سُهادُها

مدامِعُها تُذْكي جَوَى القلبِ كلّما

تُعاهِدُهُ الذّكْرى تجودُ عِهادُها

وإنّ التي قد هِمْتُ فيها صَبابةً

جَديدٌ إذا يَبْلَى الزّمانُ وِدادُها

هيَ الشّمسُ في أفْقِ الفؤادِ طلوعُها

هيَ الظّبيُ ما بيْنَ الضّلوعِ مَرادُها

لقدْ جُمِعَتْ فيها المحاسِنُ كُلُّها

فصحّ بأشْتاتِ الجمالِ انفِرادُها

لقد رقّ جسمي من هَواها فلَيْتَها

يَرقُّ لحالِ المسْتَهامِ فؤادُها

رسائِلُ وجْدي صفحَةُ الخدِّ طِرْسُها

ودمْعي كما شاءَ الغَرامُ مِدادُها

متَى بعُدَتْ عنّي أثيرٌ محلُّها

لديّ وفي قلْبي وثيرٌ مِهادُها

فَيا أيُّها القَلبُ المقلَّبُ في الجَوى

بمثْواكَ سُكْناها فكيفَ بعادُها

ويا معْشَرَ العذّالِ كُفّوا فإنها

نُفوسٌ تَساوَى غيُّها ورَشادُها

دَعوها تهِمْ وجْداً بسَلْمى فإنّها

إذا خُيِّرتْ في الدّهْرِ فهْيَ مُرادُها

تَميلُ بها الذّكْرى إلى زمَنٍ مضَى

على اللهِ في الرُجْعى إليْهِ اعتِمادُها

نَعمْ دولةُ العُشّاقِ هذِي وإنّني

كما قدْ علِمْتُمُ رُكْنُها وعِمادُها

ألا بأبي تِلكَ العُهودُ التي انقضَتْ

أيُرْجى وقدْ مرّتْ إليْنا مَعادُها

ولكنّها الأيّامُ تبْخَلُ بالمُنَى

عزيزٌ عليْها أن يُنالَ قِيادُها

فكمْ ليلةٍ بتْنا بوجْهِ نَديمِنا

وشمْسِ حُميّا الكاسِ يُجْلى سَوادُها

ونحنُ علي رغْمِ الحَسودِ نُديرُها

مُشَعْشعةً في الكاسِ يَبْدو اتّقادُها

وجالتْ جيادٌ للكُؤوسِ سوابِقٌ

أقيمَ بميْدانِ السّرورِ طِرادُها

فَفي أفُق الحالاتِ لاحَتْ بدورُها

وفي طلَقِ اللّذّاتِ جالَتْ جِيادُها

فَيا ليتَها يوماً تَجودُ بعودةٍ

ويُمْكِنُ من بعدِ النّفارِ انقِيادُها

ولوْلا ابنَةُ الفِكْرِ التي وردَتْ ضُحىً

عليَّ وفي روضِ البَيانِ ارْتِيادُها

لما رامَتِ السّلْوانَ نفْسُ مُتيّمٍ

فغيْرُ التسلّي دينُها واعْتِقادُها

ومنْ شأنها بذْلُ المودةِ دائِماً

وما الوُدُّ إلا ذُخْرُها وعَتادُها

أبا الفضْلِ بادِرْ بالجوابِ ضحَى غَدٍ

فإنّ بك الآدابَ وَارٍ زِنادُها

ووَجِّهْ بها من خِدْرِ فِكْرِكَ غادةً

تروقُ جَمالاً لا يُرامُ عِنادُها

فإنّ المعاني كلّما رُمْتَ نَظْمَها

ليَسْبِقُ في شأوِ المَعالي جوادُها

أزاهِرُ نثْرٍ أينَ منها زُهَيْرُها

جواهِرُ نظمٍ أيْنَ منها زِيادُها

فما هذه إلا سِهامُ بَلاغةٍ

إذا سُدّدَت للرّمْي بانَ سَدادُها

وما هذه إلا غُصونُ يراعةٍ

إذا ثُقّفَتْ بالكَتْبِ خِيفَتْ صِعادُها

وما هذه إلا سُيوفُ بَراعةٍ

بعاتِقِ مَنْ يُهْدي جَوابي نِجادُها

شرح ومعاني كلمات قصيدة جفون بها ما إن يلم رقادها

قصيدة جفون بها ما إن يلم رقادها لـ ابن فركون وعدد أبياتها ثلاثون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي