جلا الدجى من صباحه نور

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جلا الدجى من صباحه نور لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة جلا الدجى من صباحه نور لـ شرف الدين الحلي

جلاَ الدُّجَى من صباحه نور

له على ذيله تباشير

فقم إلى الراح في الصبوح تقم

لنا بلذاتها معاذير

حَيَّ عليها قبل الأذان فقد

أَذَّن شادٍ بها وشحرور

والليل مطويّة مذارعه

حيث لواء الصبوح منشور

والشهب تهوي إلى مغاربها

وجيشها بالصديع مكسور

والجوّ صافي الأديم رائقه

نَد وأرواحه معاطير

كأَنَّ أنداءه على ورق الخري

ف دُرٌّ في التبر منثور

فعاطِنِيها كأن أحمرها

نار وميض كأسها نور

يسعى بها شادنٌ بِرِيقَتِه

قلبي لا بالمدام مخمور

دمي على خدِّه الأسيل له

إن أنكرت مقلتاه تأثير

يسبق عن ردفه النطاق وقد

جالت على خصره الزنانير

لو لم يكن قوس حاجبيه لنا

يُوتِرُه ما أصيب موتور

ما أنس لا أنس ليل زورته

وجفنه بالسهاد مسجور

وللثريا كفّ محببة

لها بوقف الهلال تسوير

وأعين الكاشحين عن سهري

راقدة والرقيب مغرور

فانشقَّ جيب الغمام عن قمر

له بشمس المدام تسيير

وبت أجني جنى مراشفه

كأنها قرقف وكافور

واهاً لها ليلة وإن قصرت

فعمرها بالسرور مقصور

لفرط تذكارها على كبدي

من حرِّ نار الغرام تسعير

في دولة ظلُّها الظليل على

أسرة النيِّريْن مجرور

حيث ندى مَلْكِها وأبحرُه

لهنَّ من راحتيه تفجير

فما لعصر الشباب مُنْصَرَمٌ

ولا لصفو الحياة تكدير

والملك الزاهر الجواد له

ظلٌّ على الخافقين منثور

كل له سجدة إذا ابتسمت

عنه ثغور العلا وتكبير

ها أنا ماثل لديه وبي

عن كُنْهِهِ حَيْرَةٌ وتقصير

إن قلت بحر فبعض نائله

أو قسور فهو منه مذعور

كل عظيم لديه محتقر

وكل جم العلاء منزور

كل فخور به وإن شهدت

له الورى بالفخار مفخور

حدث بما شئت عن مناقبه

فالرمل من دونهن محسور

إن زماناً سما بدولته

لوافر الحظ منه مسرور

لو حارب الدهر يوم سطوته

نبا قضاءٌ وكلَّ مقدور

يلزم من قال أن يكون له

أو كان مِثْلٌ حَدٌّ وتكفير

ذا الملك لا ما أتت تخبرنا

عنه الأحاديث والأساطير

وذا المليك الذي ببهجته

للبدر خسفٌ والشمس تكوير

كم ذلَّ من قيصر لعزته

وخَرَّ كسرى ودان سابور

ذنبك يا دهر بعد جودك لي

بلثم هذا البساط مغفور

أقصى تمني الملوك قاطبة

لثم له أو لديه تعفير

وعيد فطر بملكه أبداً

هناؤه للأنام موفور

أصبح فيه مَلْكُ الزمان مجي

رُ الدين تعنو له المقادير

فإنما العيد أن تعيش له

في نعم ما لهنَّ تغيير

شرح ومعاني كلمات قصيدة جلا الدجى من صباحه نور

قصيدة جلا الدجى من صباحه نور لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي