جلا محياك عن أبصارنا الرمدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جلا محياك عن أبصارنا الرمدا لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة جلا محياك عن أبصارنا الرمدا لـ ابن حمديس

جَلا مُحَيّاكَ عَن أَبصارِنا الرَّمَدا

وقرّبَ اللَّه مِن مَرآكَ ما بَعُدَا

وجاءَ يَحمِلُ مِنكَ الطِّرْفُ أربعَةً

البدرَ والطودَ والدّأماءَ والأَسَدا

تَكادُ تَبذُلُ عَينُ المَرءِ أسْوَدَها

في نظرَةٍ منك تنفي الهمَّ والكَمَدا

كُلٌّ مسرٌّ بِوَجهٍ في أَسِرَّتِهِ

نورٌ إذا ما رماهَ أكبرٌ سَجَدا

ظُباكَ بالردّ عن دين الهُدى انفرَدَتْ

وأنتَ ما زلتَ بالإنعامِ مُنْفَرِدا

ليثٌ تَخالُ سُيوفاً في بَراثنِهِ

وتحسبُ الزّغْفَ منه الشَّعْرَ واللبدا

كَأَنَّ أجفانَهُ في الحَربِ قَد وَرَدَت

مَعَ الدِّماءِ منَ الهِندِيِّ ما وَرَدا

لِشِدَّةِ البَأسِ في يُمناهُ ضَربَتُهُ

إِن أُسكِرَ السَيفُ مِنها بِالنَجيعِ شَدا

وَلِلرُّدَينِيِّ يَوْمَ الطّعنِ عالِيَةٌ

تَلوكُ بَينَ حَشا الضِّرغامَةِ الكَبِدا

فالدِّينُ معتَمدٌ مِنهُ على مَلكٍ

يُمسي ويُضحي على الرّحمنِ مُعتَمِدا

كَأنّ شُهبَ رجومٍ في أَسِنَّتِهِ

يُرْدي بِها مِن طُغاةِ الكفرِ مَن وَرَدا

وَكُلَّما عَقَدَ الرّاياتِ مُعتَزِماً

حَلّتْ أَياديهِ مِن آرائِهِ عُقَدا

شَهمٌ صَبورٌ إذا ما القرمُ زاحَمهُ

مُزاحماً في كِفاحٍ ظَنّهُ أُحُدا

وقُرَّحٍ بكُماةِ الرّوعِ مُقْدِمَةٍ

كَأنَّهُنَّ سَعَالٍ تحمِلُ الأُسُدا

إذا تَبِينُ سماءٌ عن عجاجَتِها

كَانَت لَهُم سمهَرِيَّاتُ القَنا عَمَدا

مِن كُلِّ ذِمْرٍ منَ الفولاذِ غاصَ به

يُجَمّدُ القَرُّ مِنهُ فَوقَهُ زَبَدا

يَسطُو بِعَضبٍ إِذا ما هَزّ مَضْرِبَهُ

يومَ الضّرابِ لعيني ساهِدٍ رَقَدا

لا يشربُ الرّوحَ من جُثمانِ ذي زَردٍ

حَتَّى يَرى الحدّ مِنهُ يَأكلُ الزّرَدا

أسَلْتَ سَيْلَ نجيعٍ من عِداكَ بهم

في الأرضِ منهُم فَغادَرت الثرى عَمِدا

يا مَنْ عليه مَدُار المَكرُماتِ ومَنْ

بِعَدْلِهِ كُلُّ مُضطَرٍّ له سُنِدا

طارَتْ إِلَيكَ بَنُو الآمالِ وَانتَشَقَتْ

مِن ذِكرِكَ الندَّ واستَشفَينَ مِنكَ يَدا

فَما انحرَفْتَ بِراجٍ عن بُلوغِ مُنىً

ولا تركتَ لصادٍ بالعطاءِ صدا

لا نأيَ لي بِتَنائي السّيرِ عن بَلَدي

فقد رضيتُ بحمصٍ بَعْدَهُ بلَدا

بُدِّلتُ مِن مَعشَرِ الأَدْنَين مَعشَرها

لا فَرَّقَ اللَّهُ فيما بَينَنا أَبَدا

وكَم حَوى التُّرْبُ دوني من ذَوي رَحِمي

وما مَقَلْتُ لِبُعدي منهمُ أحدا

ولم يُسِرْنيَ من مثواكَ مَوْتُ أبي

وَقَد يُقَلقِلُ مَوْتُ الوالِدِ الوَلَدا

وما سَدَدتَ سَبيلي عن لِقائِهِمُ

لَكِنْ جَعَلتَ صِفادي عنهُمُ الصّفَدا

وحسنَ برٍّ إذا فاضَتْ حلاوَتهُ

على فؤاديَ من حَرِّ الأَسى بَرَدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة جلا محياك عن أبصارنا الرمدا

قصيدة جلا محياك عن أبصارنا الرمدا لـ ابن حمديس وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي