جلت ظلم الأقدار حين تجلت
أبيات قصيدة جلت ظلم الأقدار حين تجلت لـ عبد العزيز بن حمد آل مبارك

جَلَت ظُلَمَ الأَقدارِ حِينَ تَجَلَّتِ
وَلَم تُبقِ لِلآلامِ لَمّا أَلَمَّتِ
وَمُذ سَفَرَت عَن سافِرِ الحُسنِ سافَرَت
رِكابُ هُمُومٍ في الفُؤادِ استَقَرَّتِ
عَزِيزَةُ مُلكٍ رَبُّ مَلكٍ تُعِزهُ
وَلَكِن دُعاء الفَضلِ باليُمنِ لَبَّتِ
فَأَنعِم بِها إِذ أَنعَمتَ بِمَزارِها
بِلا مَوعِدٍ لَكِن إِلَى الوَعدِ أَومَتِ
فَبَشَّرتُ نَفسِي أَنَّ حُكماً أَثارَها
لِسَعدٍ وَمِن آثارِهِ بُرءُ عِلَّتِي
فَمَا مُغزِلٌ لِلرَّوضِ تَقطِفُ نَورَهُ
وَتَرنُو لِخِشفَيها بِحُسنِ تَلَفُّتِ
ولا العِقدُ يَزهُو بالفَرائِدِ سِمطُهُ
مَتى يَرَهُ الدِهقانُ ذُو الحِذقِ يُبهَتِ
بأحسَنَ مِنها حِينَ مِطتُ لِثامَها
وثَنَّيتُ مِن أَعطافِها فَتَثَنَّتِ
وَأَنهَلتُ مِن جِريَالِ عَذبِ رُضابِها
عِطاشَ سَوامِ النَفسِ رَيّا وَعَلَّتِ
وَما هِيَ إِلا بَعضُ جُودِ مُمَدَّحٍ
إِلى ذِروَةِ العَليَا أَهَامَ فأَمطَتِ
أَبيٌّ حَمِيُّ الأَنفِ سَابِقُ حَلبَةٍ
إِلى نَيلِ غاياتِ المَكارِمِ أَجرَتِ
إِذا كانَ سَعيُ الناسِ شَتّى فَسَعيُهُ
لِمَا فيهِ أَجرٌ أَو بِهِ الناسُ أَثنَتِ
جريءُ جَنانٍ لا يُطاقُ حَماسَةً
وَذُ قَدَمٍ فِي رَوضَةِ الحِلمِ مُثبَتِ
لَهُ نَفسُ حُرٍّ لا تَزالُ مُغِذَّةً
لِمجدٍ فَإِن تَسبِق إِلَيهِ اطمَأَنَّتِ
إِذا المَكرُمَاتُ الغُرُّ لُحنَ انبَرَى لَها
كَأَن لَم تَكُن إِلا لَهُ قَد تَصَدَّتِ
نَفُورٌ عَنِ الفَحشاءِ حَربٌ لِذِي الخَنا
حَلِيفُ تُقىً مِنهُ الضَّمائِرُ عَفَّتِ
ذَكِيُّ فُؤَادٍ أَلمَعِيُّ قَرِيحَةٍ
وَمِقوَلُ أَقيَالٍ لَهُ الصَدرُ أَولَتِ
نَبِيهٌ صِفاتُ الفَضلِ فيهِ غَرائِزٌ
فَهِمَّتُهُ مُذ كانَ لِلمَجدِ أَمَّتِ
وَلَو لَم تَكُن تِلكَ الصِّفَاتُ سَجِيَّةً
عَنِ الاقتِدا فِي السَّيرِ بِالغَيرِ أَغنَتِ
لأَحسَبُهُ في الجُودِ والفَضل والعُلا
مَنارَ مَساعِي مَن لَهُ الشُوسُ ذَلَّتِ
هُوَ المَلكُ عِيسَى مَن مُلُوكُ زَمانِهِ
إِلَيهِ مَقالِيدَ المَكارِمِ أَلقَتِ
أَجَلُّهُمُ قَدرَاً وَأَضخَمُهُم عُلاً
وأَنداهُمُ كَفّاً إِذا السُحبُ شَحَّتِ
وَأَرحَبُهُم صَدراً إِذا الأَمرُ أَبهَمَت
مَناهِجُهُ مِن هَولِهِ وَادلَهَمَّتِ
وَحَسبِيَ مِن عَدِّي مَزاياهُ إِنَّها
لَكَالشَّمسِ فِي كُلِّ البِلادِ تَجَلَّتِ
فَيا نَجلَهُ المَيمُونَ أَعنِي مُحَمَّداً
تَبَوَّأتَ أعلا قُنَّةِ المَجدِ فَاثبُتِ
شَرُفتَ بآباءٍ وَنَفسٍ أَبِيَّةٍ
فَعَينُ المَعالِي والهُدى بِكَ قَرَّتِ
أَفي كُلِّ يَومٍ أَنتَ مُبدِي مَحاسِناً
مِنَ الفَضلِ والأَفضالُ فِي الناسِ عَزَّتِ
كَتَبتَ تشافي لِي بِغُرٍّ فَرائِدٍ
بِحُسنِ المَعانِي والمَباني استَقَلَّتِ
فَلا زِلتَ مَحرُوساً مِنَ الناسِ شافِياً
سِقامَ المَعالِي إِن ببأساءَ مُسَّتِ
وَسامِح مُحِبّاً طالَ بالنَظمِ عهدُهُ
وَأَصبَحَ ذا فِكرٍ بِبَينٍ مُشَتّتِ
وَغالِبُ ظَنّي أَنَّكُم سَتَرَونَهَا
بِعَينِ رِضاً إِن تُبصِرِ العَيبَ أَغضَتِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة جلت ظلم الأقدار حين تجلت
قصيدة جلت ظلم الأقدار حين تجلت لـ عبد العزيز بن حمد آل مبارك وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.
عن عبد العزيز بن حمد آل مبارك
عبد العزيز بن حمد آل مبارك، من بني تميم. ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء. حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة. وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت. توفي في الأحساء. له: تدريب السالك.[١]
تعريف عبد العزيز بن حمد آل مبارك في ويكيبيديا
عبد العزيز بن حمد آل الشيخ مبارك (1862 - 1940) فقيه مالكي ومدرس ديني وشاعر سعودي. ولد في الهفوف في الأحساء. أقام في مكة والمدينة مدّة من الزمن، ثم اتصل بأعلام الأدب والسياسة في دول الخليج العربي. عيّن مدرساً بمدرسة الأحمدية في دبي بعد افتتاحه في 1912 وهو أول معلم لها. ثم زار البصرة وسكنها مدّة، واتّصل بأدبائها وتزوّج فيها، ثم زار الكويت بدعوة من أميرها، ودرّس في المدرسة المباركية. له كتاب في الفقه سمّاه تدريب السالك في فقه الإمام مالك وله مجموعة شعريّة زادت على ألف بيت.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ عبد العزيز بن حمد آل مبارك - ويكيبيديا