جلل هز كل ركن وهدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جلل هز كل ركن وهدا لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة جلل هز كل ركن وهدا لـ علي الجارم

جَلَلٌ هَزَّ كلَّ رُكْنٍ وهَدَّا

ومصابٌ رَمَى القُلوبَ فأَرْدَى

كلُّ صَدْرٍ به أَنينٌ وَوَجْدٌ

مُرْسِلٌ خَلْفَه أنِيناً ووَجْدا

عَبَراتٌ من ساكبٍ ليس تَرْقَا

ووَجيبٌ مِنْ خَافِقٍ لَيْس يَهْدَا

ونشيجٌ أقضَّ من مَضْجَعِ اللّيْلِ

وماجتْ له الكواكِبُ سُهْدا

فزِعَتْ مصرُ فزْعةً طَارَ فيها

كلُّ عقْلٍ عن الرَّشَادِ ونَدّا

هَرَعَتْ ساعةَ الوَداعِ تُفِيضُ الدَّمْعَ

بَحْراً وتُرسِلُ الشَّوقَ وقْدَا

أمّةٌ هالَها المُصَابُ فهامَتْ

تستَحِثُّ الْخُطَا شُيوخاً ومُرْدا

خَرَجَتْ مِن خِبائِها كُلُّ خَوْدٍ

لم تُقنِّعْ رأساً ولم تُخْفِ خَدَّا

أعْجَلَتْها مُصيبَةُ الوَطنِ المفْجُوعِ

أنْ تَخْتَبِي وأنْ تَتَردَّى

زُمَرٌ تَلْتَقِي على الْحُزْنِ والْيَأْ

سِ وحَشْدٌ بَاكٍ يُزَاحِمُ حَشْدا

وبِحَارٌ من الأنَاسِيِّ ماجَتْ

مُزْبداتٍ يَجِشْنَ جَزْراً ومَدَّا

وجِبَالٌ تَسِيرُ في يَوْم حَشْرٍ

كلُّ فِنْدٍ تَراهُ يَتْبَعُ فِنْدا

فوْق سَطْحِ البُيوتِ كالنَّحْلِ فانْظُرْ

ثُمّ إِيَّاكَ أنْ تُحَاوِلَ عَدَّا

كلُّ بَيْتٍ قدْ عَافَ أحْجارَهُ الصُّمَّ

وأَضْحَى دَماً ولَحْماً وجِلْدا

والمَيادِينُ كُلُّها أُمَمٌ تُزْ

جَى كما تُكْدَسُ السّحائبُ رُبْدَا

فإِذا شئتَ أن تَرَى الأرضَ أرْضاً

كنْتَ ممن يُحاولُ الأمْرَ إِدّا

نَفَسٌ واحدٌ جميعاً وقلبٌ

لفؤاد يَئِزُّ شَوْقاً وصَهْدا

ودُعاءٌ يَمُرُّ بالصَّدْرِ بَرْقاً

فإِذا انْسَابَ منه أصْبَحَ رَعْدا

وخُشوعٌ من الْجَلالِ تَراءَى

وجَلالٌ من الخشوعِ تَبَدَّى

حَمَلوه وإِنما حَمَلُوا آ

مَالَ شَعْبٍ بزَهْرِها الغَضِّ تَنْدَى

حَمَلوا حامِيَ الحَقيقةِ والدِّينِ

كما تَحْمِلُ المَلائكُ عَهْدا

حَمَلوا كَوْكباً أشَعَّ على مِصْرَ

سَناً مُبْصِراً وهَدْياً وسَعْدا

ما عَلى الدّهْرِ مَرَّةً لَوْ تَوانَى

أو عَلَى الدَّهْرِ ساعة لو تَهَدَّا

لَفَحَتْ رِيحُهُ أزاهيرَ آما

لٍ ملأْنَ الوُجودَ مِسْكاً ونَدّا

وَعَدَتْ كَفُّه عَلَى دَوْحةٍ كا

نتْ تَمُدُّ الظِّلالَ في مِصْرَ مَدّا

وَجَدَتْ مِصْرُ في ذَراها سَلاماً

وطوَتْ في ظِلالِها العَيْشَ رَغْدا

قدْ نَعَينا فَرداً به كان عَصْراً

وفَقَدْنا عَصْراً به كان فَرْدا

دَوْلةٌ فاقت الكواكِبَ نُوراً

وأنَافَتْ عَلَى الكواكبِ بُعْدا

علَّمَتْ كلَّ مَالِكٍ كيف تُرْعَى

أُممٌ حاطَها المُلوكُ تُهْدَى

رفع الشَّرقُ رأسَه بِفُؤَادٍ

ونَضَا عَنْه يأسَهُ فاسْتَجَدَّا

ومَضَى يَسْبِقُ الْخَواطِرَ وثْباً

وجَرَى يُجْهِدُ الأمَانِيَّ وَخْدا

وأتَتْ كلُّ أُمّة ترتجِي مِصْرَ

وِدَاداً وتَنْهَلُ العلم وِرْدا

كَعْبةٌ حَجّتْ الوُفُودُ إِليها

تَسْتَحِثُّ الرِّكَابَ وَفْداً فَوَفْدا

حَفَزَتْها لعَرْشِ مِصْرَ أمانٍ

بِنَشِيدِ الوَلاَءِ والْحُبِّ تُحْدَى

فَرأتْ حَزْمَ جاهِدٍ لَنْ يُبارَى

ورأتْ جُهْدَ حازمٍ لن يُحَدّا

أبصَرُوا المُلْكَ في جَلالةِ مَعْنا

هُ يُباهي السَّمَاءَ عِزّاً ومَجْدا

أبْصَرُوا دَوْلة ومُلْكاً كَبِيراً

ومِرَاساً يُعْيي الزَّمانَ وجُهْدا

هِمّةٌ تَفْرَعُ النُّجومَ وعَزْمٌ

سلَبَ السَّيْفَ حدَّه والفِرنْدَا

ومَضَاءٌ في الحَادِثاتِ برأْيٍ

فَضَح الصُّبْحَ نُورُه وتَحدَّى

يَستمدُّ الإِلهامَ من عالِمِ الغَيْبِ

وأجْدِرْ بمثله أنْ يُمَدّا

دَفَعَ الشعْبَ للسبيل فكانت

من سَنا هَدْيه أماناً ورُشْدا

مُلْهِباً عَزْمَه إِذا اجتازَ غَوْراً

مُسْتَحِثّاً إِذا تسلَّقَ نَجْدا

كلّما خَارَ أجزأتْ بسمةٌ مِنْه

فَمدَّ الخُطَا حَثِيثاً وجَدّا

ومَضى كالقَضَاءِ يَهْوِي لِمَرْمَا

هُ جَريئاً مُجَمَّعَ القَلْبِ جَلْدَا

يَبْهَرُ الصَّخرَ أنْ يَرَى منه صَلْداً

آدميَّ الرُّواءِن يَقْرَعُ صَلْدا

لا يُبالي إذا سَعَى للمعَالي

خَبَط الشوْكَ أم تَوطَّأَ وَرْدَا

وفُؤَادٌ أمامَه خَيْرُ هادٍ

قادَ لِلْغَايةِ البَعيدَةِ جُنْدا

كانَ لِلْمُقْدِمين رُوحاً وقلْباً

ولِرَكْب السَّارِينَ كَفَّاً وزَنْدا

لو دَعَأهُم إِلى النُّجوم لَسَاروا

خَلْفَه يُزْمِعُون للنَّجْمِ قَصْدا

وإِذا اليأسُ مَسَّهُم كان عَطْفاً

وسَلاماً عَلَى القُلُوبِ وبَرْدا

نَظْرةٌ مِنْه تَبْعَثُ الأمَلَ الوَا

ني وتُحْيِي منه الذي كان أوْدَى

كان رِدْءاً لِمصْرَ إِنْ جَارَ دهْرٌ

وصِمَاماً لأمْنِها إِنْ تَعَدَّى

ساسَ بالحِكْمةِ البِلاَدَ فكانَتْ

من عَوَادِي الزَّمانِ دِرْعاً وسَدّا

فَهْو إِنْ شَاءَ صيّر الغِمْدَ سيْفاً

وإِذا شاء صَيَّر السَّيْفَ غِمْدَا

قد أعدّتْه رَحْمةُ اللّهِ لِلْحُكْمِ

كَرِيماً مُبَارَكاً فاسْتَعَدّا

ورَعَى اللّهَ في الرّعِيّةِ والملكِ

فوفَّى حقَّ الإِلهِ وأَدَّى

أينَما سِرْت مَشْرِقاً تَلْقَ شُكْراً

أو توجَّهْتَ مَغْرِباً تَلْقَ حَمْدا

وإِذا اللّهُ رَامَ إِصْلاحَ شَعْبٍ

سَلَكَ القَائدُ الطَّريقَ الأسدَّا

إِنّما النَّاسُ بالملوكِ وأَغْلَى

الْمُلْكِ شَأْواً ما كانَ حُبّاً وَوُدّا

رَد بالْحَزْم كلَّ خَطْبٍ سِوَى المَوْ

تِ ولِلْمَوْتِ صَوْلَةٌ لَنْ تُرَدّا

والفَتَى في الْحَياةِ رهْنُ عَوَادٍ

لا يَرَى دُونَ مُلْتَقَاهُن بُدّا

حَكَمَ الموتُ في الأنَامِ فَسَوَّى

لم يَدَعْ سَيِّداً ولم يُبْقِ عَبْدا

بَيْنما يَسْحَقُ النِّمالَ تَراهُ

باسِطاً كفَّه لِيَقْنِصَ أُسْدا

يا مَليكي والْحُزْنُ يَطْحَنُ نَفْسي

كلّما قُلْتُ خَفَّ قال سَأَبْدا

أيْنَ عزُّ المُلْكِ الّذي كانَ للآ

مالِ في سَوْحهِ مَرَاحٌ ومَغْدَى

أين تلكَ الهِبَاتُ للعِلْمِ تُزْجَى

كلُّ رِفْدٍ فيها يُزَاحِمُ رِفْدا

أينَ أينَ القُصّادُ في ساحةِ القَصرِ

وأين الصِّلاتُ تُعْطَى وتُسْدَى

أين ذاكَ الْجَبِينُ ينضَحُ نُوراً

أين ذاكَ الْحَدِيثُ يَقْطُر شَهْدا

قد فَقَدْناهُ والمُصَابُ جَلِيلٌ

وجَمِيلُ العَزَاءِ بالْحُرِّ أجْدَى

نحنُ للّهِ راجِعُون وكل

بالغٌ في مَجَالةِ العُمْرِ حَدّا

غَير أنّ الفَتَى يُغَالِبهُ الدَّمْعُ

فلا يستطيعُ للدَّمْعِ صَدَّا

كلُّ مَهْدٍ يَصيرُ مِنْ بَعْد حينٍ

قَصُرَ العُمْرُ أو تَطَاولَ لَحْدَا

قَدْ مَلأْتُ الوُجودَ شَدْواً بِمَدْحِيكَ

وهَل غيْرُ مِزهَرِي بكَ أشْدَى

خَالداتٌ مِنَ الجلاَئلِ أوْلَتْ

شِعْرِيَ المُزْدَهي بوصْفِك خُلْدا

كَتبَ اللّهُ أنْ يَعُودَ رثاءً

وبُكَاءً يُدْمِي العيونَ وكَمْدا

قد نظَمْتَ العُلاَ قِلادَةَ دُرٍّ

فَنظمْتُ الدّموعَ أَرْثيكَ عِقْدا

أمَلُ الشَّعْبِ في خَليفَتِك الْفَا

رُوقِ أحْيَا آمالَه وأجَدّا

قرأ الشَّعْبُ في مَلاَمِحِه الغُرِّ

سُطورَ المُنَى وأبْصَر جَدّا

ورأَى فيه نَبْعةَ المجدِ والنُّبْلِ

أَباً مُفْردَ الجلالِ وجَدّا

لم يجِدْ للعُلاَ سواه مَثِيلاً

ولبَدْرِ السماءِ إِلاَّهُ نِدّا

رحمةُ اللّهِ للمليكِ المُسَجَّى

ورَعَتْ عينُه المليكَ المُفَدَّى

شرح ومعاني كلمات قصيدة جلل هز كل ركن وهدا

قصيدة جلل هز كل ركن وهدا لـ علي الجارم وعدد أبياتها واحد و ثمانون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي