جليت بتصدير الوزير صدور

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جليت بتصدير الوزير صدور لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

اقتباس من قصيدة جليت بتصدير الوزير صدور لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

جُليت بتصدير الوزير صدورُ

وتدفَّقت بالمكرمات بحورُ

إذ عاد بالإقبال من في عودهِ

عمَّ العباد مع البلاد حبور

سارت به سفنٌ بسير مسرَّةٍ

شحنٌ بها من ذي السرير سرورُ

ملكٌ لقد أحيا الورى بمراحمٍ

سيّان فيها غائبٌ وحضورُ

عبد الحميد لهُ المحامد في الورى

هو عاهلٌ بين الملوك شهيرُ

من آل عثمانٍ تسامى فخرهم

لم يحكهم بالكائنات فخورُ

لهمُ المكارم والمراحم والثنا

كلٌّ إلى صون العباد سجيرُ

تلقى الملوك من الأقاصي بالولا

تأتي علاهم بالسلام تزورُ

دار السعادة في حماهم عُزّزت

تيرابُها تبرٌ نما وشزورُ

أبقاهمُ المنّان غوثاً للورى

غيثاً بخيرٍ لا يليهِ شرورُ

وإلى الحميد يديمُ حمداً مثلما

أضحى إلى الوالي الوزير مجيرُ

وحباهُ تلطيفاً بعطفة خاطرٍ

أمسى بها بين الأنام خطيرُ

أوصاه كي يرعى العباد برحمةٍ

ليكون كلٌّ حامدٌ وشكورُ

وأعادهُ مأمون أمن عواطف

منها لهُ بالنائبات نصيرُ

والآن لما ذرَّ بدر كماله

فرنت لأنوار التمام بدورُ

وبسمك لبنانٍ تألَّق بارقٌ

عن وفد والينا المشير يشيرُ

فأنار أطلالاً وأجلى غيهباً

وأتى بتبشير السعود بشيرُ

وغدا السحاب من السرور معربداً

يبدي رعوداً نطقها التكبيرُ

وبدا الجماد كذي العقول مرنّما

وبأفقه تشدو الهناء طيورُ

وبارزه أضحى الهزارُ مغرِّداً

ألحان سرٍّ هام فيها ستيرُ

وغدت جدوبُ الأرض تزهو جنةً

وزهت بهامات الجبال زهورُ

وتبشرت بالرغد أهلوه كما

قد بُشرت بالرغس فيهِ صخورُ

لبنان ماد من السرور ترحباً

يرنو وطوراً ينثني ويمورُ

يتلو بترحابٍ لوالي مجده

شرَّفت يا من بالعلاءِ مشيرُ

مذ غبت غابت من سما أنوارنا

شمسٌ وحلَّ بأفقنا الديجورُ

وتوارت الألباب مع رشد الحجى

عن باهر الأذهان ناءَ شعورُ

والعينُ غاب الأنس عن إنسانها

لم يبقَ في بصر الرشاد بصيرُ

والآن آبت في إياب مشيرنا

كلُّ المنى والطرف بات قريرُ

أهلاً بوالٍ قد أنار بصائراً

بدرٌ إلى الدهر الكفيف ينيرُ

أهلاً بمولى قد أعاد رشادنا

أحيي عقولاً زانها التدبيرُ

مولىً لقد ساد الورى بفضائلٍ

قد جاد فيهِ للعباد سميرُ

وأشاد للأنصاف شمَّ قواعدِ

للعدل تسمو فوق تلك قصورُ

يرعى رعاياهُ بأيعن يقظةٍ

يأبي التهجُّدَ إلفهُ الساهورُ

وحديثهُ دوماً بترفيهِ الورى

مولىً لهُ رحمُ الرحيم سميرُ

ندبٌ تفرَّد بالمحامد في الملا

هو بالمحاسن والولا تؤمورُ

ولهُ شؤونٌ بالمكارم والندا

لم يحكها بالمكرمات نظيرُ

إنعامهُ يطفو على شمّ الذرى

عمَّ الورى من كفهِ الدعثورُ

أحيى جدوبَ المقفرات بِصَيِّبٍ

قد أخصبت أثمارها وزهورُ

وأباد ضيق المرملين وفقرهم

لم يبقَ في شيخ الرساة فقيرُ

لاشيى الحزونَ من الحزون فلن يُرى

في ذي النواحي آسفٌ وحسيرُ

وإذا سألتَ عن الشجاعة في الوغى

هو ضيغمٌ وغشمشمٌ وبسورُ

هو قسورٌ هو أصيدٌ هو أربدٌ

هو لابد هو مبلدٌ وهصورُ

يحجو بأحجيةٍ محاجات الحجى

وبحل ألغاز العلوم خبيرُ

وعن المناهي دوم ينهي بالنهى

ويجدُّ في أمر التقى ويشورُ

لاشي المفاسد والضغينة والردا

لم يبق تحت لوائهِ دعرور

يأبى التكبُّرَ عن وداعة قلبهِ

مع أنهُ سامي المقام كبيرُ

حاز الكمال منَ المحامد والثنا

وسما بوصفٍ ما حواهُ أميرُ

إن رمت أطناب المديح يكفني

عجزي وفي ذا إنني معذورُ

هل أبتغي وصلاً إلى شمس الضحى

أنّى وللإبصار منها بهورُ

سعديك يا لبنان فزتَ بنعمةٍ

إذ أنت بين ممالكٍ مبثورُ

في ظل عاهلنا الحميد وأمنهِ

نلنا منىً لا يعتريها قصورُ

لو كانت الأبحار ثم دفارنا

نقساً وطرساً دبجتهُ سطورُ

ما أنجزت وصفاً بمدحة عاهلٍ

ظل الإله على العلى منشورُ

فله الدعا بالنصر مع طول البقا

وخلودُ ذكرٍ ما تكرُّ دهورُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة جليت بتصدير الوزير صدور

قصيدة جليت بتصدير الوزير صدور لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن حنا بك الأسعد بن أبي صعب

حنا بك الأسعد بن أبي صعب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي