جمال عبد الناصر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جمال عبد الناصر لـ نزار قباني

(1)
قتلناك .. يا آخر الأنبياءْ
قتلناكَ ..
ليس جديداً علينا
اغتيال الصحابة والأولياءْ
فكم من رسول قتلنا ..
وكم من إمام ..
ذبحناه وهو يصلي صلاةَ العشاءْ
فتاريخنا كله محنة ٌ
وأيامنا كلها كربلاءْ ..

(2)
نزلت علينا كتاباً جميلاً
ولكننا لا نجيد القراءه ..
وسافرتَ فينا لأرض البراءه
ولكننا .. ما قبلنا الرحيلا ..
تركناك في شمس سيناء وحدكْ ..
تكلمُ ريكَ في الطور وحدكْ
وتعرى ..
وتشقى ..
وتعطشُ وحدكْ ..
ونحن هنا .. نجلس القرفصاء
نبيعُ الشعارات للأغبياء
ونحشو الجماهير تبناً وقشا
ونتركهم يعلكون الهواء ..

(3)
قتلناكَ ..
يا جبل الكبرياءْ
وآخرَ قنديل زيتٍ ..
يضيء لنا في ليالي الشتاء
وآخرَ سيفٍ من القادسيه
وقلنا المنيهْ ..
لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا ؟
فمثلكَ كان كثيراً علينا ..
سقيناكَ سمّ العروبة حتى شبعتْ ..
رميناكَ في نار عمّانَ .. حتى احترقتْ
أريناكَ غدرَ العروبة حتى كفرت
لماذا ظهرتَ بأرض النفاق ..
لماذا ظهرتْ ؟
فنحن شعوبٌ من الجاهليه
ونحن التقلبُ ..
نحن التذبذبُ ..
والباطنيه ..
نبايعُ أربابنا في الصباح
ونأكلهم حين تأتي العشيهْ ..

(4)
قتلناكَ ..
يا حبنا وهوانا ..
وكنتَ الصديقَ , وكنتَ الصدوقَ ,
وكنتَ أبانا ..
وحينَ غسلنا يدينا .. اكتشفنا
بأنا قتلنا منانا ..
وأنّ دماءكَ فوق الوسادة ..
كانتْ دمانا
نفضتَ غبارَ الدراويش عنا
أعدتَ إلينا صبانا ..
وسافرتَ فينا إلى المستحيل
وعلمتنا الزهو والعنفوانا ..
ولكننا ..
حينَ طال المسيرُ علينا
وطالتْ أظفارنا .. ولحانا
قتلنا الحصانا ..
فتبتْ يدانا ..
فتبتْ يدانا ..
أتينا إليكَ .. بعاهاتنا ..
وأحقادنا .. وانحرافاتنا ..
إلى أن ذبحناكَ ذبحاً
بسيف أسانا ..
فليتكَ في أرضنا ما ظهرتَ ..
وليتكَ كنتَ نبيَّ سوانا ...

(5)
أبا خالدٍ .. يا قصيدة شعر ٍ ..
تقالُ .
فيخضر منها المداد ..
إلى أينَ ؟
يا فارسَ الحلم تمضي ..
وما الشوط . حين يموت الجوادْ ؟
إلى أين ؟
كلّ الأساطير ماتتْ ..
بموتكَ .. وانتحرت شهرزادْ
وراء الجنازة .. سارت قريشٌ
فهذا هشامٌ ..
وهذا زيادْ ..
وهذا يريقُ الدموعَ عليكْ
وخنجره , تحت ثوب الحدادْ
وهذا يجاهدُ في نومه ..
وفي الصحو ..
يبكي عليه الجهادْ ..
وهذا يحاولُ بعدك مُلكاً ..
وبعدكَ ..
كلّ الملوك رمادْ ..
وقودُ الخوارج .. جاءت جميعاً
لتنظم فيكَ ..
ملاحمَ عشق ..
فمنْ كفروكَ ..
ومنْ خونوكَ ..
ومنْ صلبوك بباب دمشقْ ..
أنادي عليكَ .. أبا خالد
وأعرف أني أنادي بوادْ
وأعرف أنكَ لنْ تستجيب
وأن الخوارقَ ليست تعادْ ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي